كوشنير: إعادة ملف لبنان إلى مجلس الأمن «معقدة جدا» والسوريون وحلفاؤهم يعرقلون انتخاب الرئيس الجديد

قال إن دمشق تريد تعيين رئيس الجمهورية والحكومة والوزراء... والبرنامج الحكومي

TT

مرة جديدة تعبر فرنسا عن «حيرتها» إزاء تطور الأزمة السياسية اللبنانية وإخفاق المبادرة العربية التي اعتبرت أنها «استعادت» الأفكار الفرنسية. وفي حديث جانبي مع صحافيين عرب ليل أول من أمس، بمناسبة احتفال أقيم في الخارجية الفرنسية، كشف الوزير برنار كوشنير عن هذه «الحيرة» بتساؤله: «أريد ن تشرحوا لي كيف أن العماد سليمان، مرشح المعارضة الذي أصبح مرشح الأكثرية، لم ينتخب بعد ولماذا لا يريدون أن يتم انتخابه؟».

وحين سئل كوشنير عمن يعرقل العملية الانتخابية أجاب: «السوريون الذين يعتمدون على حلفائهم في لبنان».

ورغم هذا الرؤية المتشائمة أكد الوزير الفرنسي أن بلاده «لن تتخلى عن لبنان وستستمر في العمل على مساعدته». وفي لحظة من الحنق، رد كوشنير بالنفي على سؤاله ما إذا كان سيعود الى لبنان وقال: «عندي شؤون أخرى يتعين علي الاهتمام بها. لن أمضي حياتي في لبنان ولما لا يحل اللبنانيون مشاكلهم». وكان الوزير الفرنسي قد قام بسبع زيارات الى لبنان منذ الربيع الماضي. وبعد فترة من العمل المشترك مع سورية حول الملف اللبناني، أعلنت باريس أنها «قطعت» اتصالاتها السياسية مع دمشق التي اتهمها الرئيس ساركوزي بالإخلال بالوعود التي قطعت له. ولم يغلق كوشنير الباب نهائيا إذ قال إنه «مستعد للذهاب الى دمشق إذا كان ذلك مفيدا وإذا تم انتخاب رئيس لبناني وتوقفت سورية عن التدخل في الشؤون اللبنانية».

غير أن المشكلة كما تظهر من باريس تكمن في أن الجانب الفرنسي لم يصل بعد الى بلورة أفكار جديدة يمكن أن تكون بديلا عن المبادرة العربية التي لم تؤد حتى الآن الى أي اختراق. ووصف كوشنير الوضع الحالي بأنه «متأزم بشكل استثنائي».

ورغم ان الوزير الفرنسي قال الاثنين الماضي في الرياض إنه في حال فشل المبادرة العربية فإن الملف اللبناني سيعاد نقله الى مجلس الأمن الدولي، فهو يبدو الآن أقل وثوقا من ذلك. وقال الوزير كوشنير وقتها لـ«الشرق الأوسط» إنه «يتعين بناء إجماع دولي حول الملف اللبناني»، وأن الوصول الى هذا الغرض «يتطلب جهودا كبيرة». وبحسب الوزير الفرنسي فإن نقل الملف اللبناني الى مجلس الأمن مجددا «معقد جدا» وفهم مما قاله أن «إثبات» أن التعطيل في الانتخاب يأتي من طرف خارجي «ليس سهلا».

وحتى الآن، ما زالت فرنسا تنتظر ما سيسفر عنه اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد المقبل في القاهرة لتقويم مهمة الأمين العام للجامعة العربية في بيروت ودمشق.

وتستمر باريس في تنسيق الجهود مع الأطراف العربية وتحديدا السعودية ومصر والأردن. ويبدو أنه يتم التداول بشأن فكرة أشار اليها الوزير الفرنسي سريعا في «دردشته» مع الصحافيين وهي أن يقوم وزراء عرب بزيارة دمشق بحثا عن مخرج للأزمة اللبنانية المستفحلة. وشدد كوشنير على دعم بلاده للمبادرة العربية.

ورغم تخوف باريس من تدهور الوضع العام في لبنان، إلا أن الوزير الفرنسي يستبعد الاحتكام الى القوة للفصل في الخلاف. ويرى كوشنير أن أصل المشكلة يكمن في ان دمشق تريد، عبر حلفائها في لبنان، تعيين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء وبرنامج الحكومة.