أفغانستان: إصابة ثلاثة في تفجير انتحاري بمطعم في خوست

محكمة أفغانية تحكم على صحافي بالإعدام بتهمة الإساءة إلى الإسلام

سيدتان افغانيتان تسيران بجانب ملصق اعلاني كبير يتحدث عن منع التفرقة بين البنات والصبيان داخل مدارس العاصمة كابل في الوقت الذي تتزايد فيه اعداد الضحايا من جانب الطلبة والمدرسين بسبب هجوم عناصر طالبان على المدارس لدفع الصبية للانضمام الى الحركة الاصولية (ا ب)
TT

قال مسؤول بالشرطة الافغانية ان ثلاثة أصيبوا امس في تفجير انتحاري في مطعم ببلدة خوست في جنوب شرقي البلاد. وأضاف المسؤول أن المهاجم لقي حتفه في الانفجار وأنه ربما كان يستهدف مسؤولين عسكريين أفغانا وأجانب كانوا مجتمعين في ساحة على بعد حوالي 300 متر عن المطعم. وقال للصحافيين ان امرأتين ورجلا أصيبوا في الانفجار.

ولم يشر الى الجهة التي يشتبه في أنها وراء الانفجار لكن مقاتلي حركة طالبان شنوا من قبل سلسلة من التفجيرات الانتحارية والهجمات الاخرى في البلدة الواقعة قرب الحدود مع باكستان.

من جهة اخرى ذكر مسؤول عسكري امس أن القوات الافغانية وقوات التحالف قتلت متشددا واعتقلت تسعة آخرين ما أدى إلى تفكيك شبكات القيادة والمراقبة التابعة لحركة طالبان في إقليم هلمند جنوب البلاد. وقال بيان لقوات التحالف أن القوة المشتركة أجرت عملية بحث في العديد من المجمعات في منطقة موسى قلعة مستهدفة قائد حركة طالبان الذي تردد أن لديه علاقات بمقاتلين أجانب وشبكات لتهريب المخدرات. وكانت القوة المشتركة قد ووجهت بإطلاق نيران أسلحة صغيرة من قبل متشدد كان متحصنا في مبنى بأحد المجمعات خلال العملية وردت القوة المشتركة على إطلاق النار ما أدى إلى مقتل المتشدد.

وأضاف البيان أن القوات الافغانية وقوات التحالف اعتقلت تسعة أشخاص بينما كانت تجري عملية بحث في المنطقة وقال بيان التحالف أن المعتقلين سيجرى استجوابهم حول تورطهم في أنشطة متطرفة. وقال الميجور كريس بيلشر المتحدث باسم قوة المهام المشتركة 82 أنها «خطوة أخرى في تحقيق هدف حكومة الجمهورية الاسلامية الافغانية المتمثل في تحرير بلادهم من أعداء السلام».

وفي مزار شريف حكمت الغرفة الاولى من محكمة في شمال افغانستان امس بالإعدام على صحافي افغاني موقوف منذ ثلاثة اشهر بتهمة «الاساءة» الى الاسلام، ما اثار احتجاجات حادة من جانب منظمات للدفاع عن الصحافيين. وقال يعقوب ابراهيمي شقيق الصحافي برويز كمبخش (23 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية ان عائلته تلقت اول من امس تبليغا خطيا بطلب محكمة ولاية بلخ (شمال) انزال عقوبة الإعدام به. وقال ابراهيمي وهو ايضا صحافي ان المحاكمة جرت في جلسات مغلقة بدون ان يحظى الشاب بمحامي دفاع. وذكر مساعد المدعي العام في الولاية حفيظ الله خليقيار لوكالة الصحافة الفرنسية «بناء على الجرائم التي ارتكبها برويز كمبخش، فقد حكمت عليه الغرفة الاولى باشد عقوبة وهي الاعدام». واوقف الشاب في 27 اكتوبر (تشرين الاول) بعدما وزع على رفاقه في الجامعة مقالة «مهينة للاسلام وتفسر بصورة خاطئة بعض الآيات القرآنية»، بحسب ما ورد في الوثيقة الرسمية. وقالت العائلة ان الشاب الطالب في جامعة بلخ والمحرر في صحيفة جهان ناو (العالم الجديد) المحلية، رفض الحكم وسيستأنفه. وقال زملاؤه انه ليس من كتب المقال الذي تضمن تفسيرا لآيات قرآنية متعلقة بحقوق المرأة، بل ان النص مستخرج من مدونة الكترونية تعنى بالدفاع عن حقوق المرأة. وصرح رئيس جمعية الصحافيين الافغان المستقلين رحيم الله سمندار: «طلبنا من الاسرة الدولية وعلى الاخص منظمات الدفاع عن وسائل الاعلام ان تساعدنا لإيجاد محام يتولى الدفاع عنه لان احدا لم يشأ ذلك» في الاقليم مضيفا «ليس لديه محام حتى الان». وقال ان السلطات المحلية «تضغط على الصحافيين الاخرين حتى لا يكتبوا عن القضية» كما تضغط «على الناس لاظهار نفوذها». وكان خليقيار هدد اول من امس باعتقال الصحافيين الذين يؤيدون كمبخش وقال للصحافيين «سأعتقل كل من يحاول دعمه» مؤكدا ان الشاب «اعترف» بالجرائم المنسوبة اليه. غير ان احد الصحافيين افاد انهم يدرسون «امكانية» القيام بحركة احتجاجية. وأعربت منظمة مراسلون بلا حدود عن «صدمتها» لصدور حكم الاعدام داعية الرئيس حميد كرزاي الى «التدخل بأسرع ما يمكن حتى لا يقع ما لا يمكن اصلاحه». وانضم الاتحاد الدولي للصحافيين في منطقة آسيا المحيط الهادئ الى هذه الدعوة منددا «بشدة» بهذه العقوبة وباجراء المحاكمة «في جلسات مغلقة». ورأت جمعية الصحافيين الافغان المستقلين ان القضية مرتبطة بـ«مقالات نقدية» كتبها شقيق الصحافي الموقوف يعقوب ابراهيمي ضد سلطات بلخ وقال سمندار ان «بعض الاشخاص حرضوا مجلس العلماء ضده وافتعلوا قضية سياسية للضغط على ابراهيمي». كذلك تدخلت منظمات الدفاع عن حرية الصحافة من اجل الافراج عن صحافي آخر هو محمد غوص زلماي المعتقل منذ نوفمبر (تشرين الثاني) بتهم مماثلة. ويصون الدستور الافغاني الذي اقر عام 2001 حرية التعبير لكنه يستند الى الشريعة الاسلامية وتفسيره المتطرف يستوجب انزال عقوبة الاعدام لاي اعمال تعتبر مخالفة للاسلام. وسمح نظام الرئيس حميد كرزاي الذي خلف نظام طالبان الاسلامي المتطرف بعد اطاحته في نهاية 2001 بظهور صحافة حرة تتعرض بانتظام لحملات من جانب المحافظين.