مدريد: استجواب 12 باكستانياً بتهمة الإرهاب

TT

بدأ قاضي المحكمة الوطنية إسماييل مورينو يوم أمس استجواب 12 باكستانياً اعتقلتهم قوات الأمن الإسبانية خلال المداهمات التي قامت بها يوم السبت الماضي في مدينة برشلونة. وكانت عناصر من الحرس المدني الإسباني بالاشتراك مع عناصر أخرى من المركز الوطني للاستخبارات قد نفذت المداهمات المذكورة على إثر المعلومات التي أرسلتها الاستخبارات الفرنسية عن وصول أحد الاصوليين الباكستانيين المهمين المقيمين في أوروبا إلى برشلونة. ووصل عدد المعتقلين إلى 14 شخصاً، اثنان منهم من الجنسية الهندية. وأفادت مصادر من المحكمة الوطنية أنها افرجت عنهما مساء الثلاثاء الماضي دون أن توجه إليهما أية اتهامات لعدم توفر الأدلة الكافية. وكانت قوات الأمن الإسبانية قد عثرت على مواد كيميائية قالت إن بالإمكان استخدامها لتصنيع المتفجرات خلال عمليات التفتيش التي قامت بها أثناء المداهمات التي شملت عددا من المنازل ومسجد طارق بن زياد الموجود في حي رابال الذي يسكن فيه عدد كبير من الرعايا الباكستانيين والعرب، كما عثرت أيضا على أجهزة توقيت تستخدم في صنع وتركيب العبوات الناسفة.

وذكرت صحيفة «الباييس» الإسبانية أن المعتقلين رفضوا الحديث مع عناصر الحرس المدني خلال فترة التوقيف التي يسمح بها قانون الإرهاب الإسباني وشددوا على براءتهم على الرغم من تقارير الاستخبارات الفرنسية والإسبانية التي اعتبرت أنهم كانوا على وشك تنفيذ أعمال إرهابية في مدينة برشلونة. وتضيف الصحيفة، المقربة من الحزب الاشتراكي الحاكم، أن التحاليل الأولية للمواد التي عثر عليها أثناء المداهمات أثبتت أن بالإمكان استعمالها لتصنيع المتفجرات، ولكنها ليست «تريبيروكسيد ثلاثي الأسيتون» المعروف باسم «أم الشيطان» والمستخدم في اعتداءات الدار البيضاء ولندن، كما اعتقد أولا.

وتفيد معلومات من وزارة الداخلية الإسبانية أن المجموعة لم تحدد أية أهداف على الرغم من حصولها على المواد اللازمة لصنع القنابل والعبوات الناسفة، وفقا للمعلومات التي وفرتها بعض وكالات الاستخبارات الأوروبية. واعتبر وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريث روبالكابا أن المعتقلين «تخطوا المرحلة العقيدية وانتقلوا إلى مرحلة البحث والحصول على المواد الضرورية لصنع القنابل». بينما يرى بعض الخبراء أنه يبدو أن المجموعة كانت تحضر عددا من الهجمات الانتحارية في برشلونة، في حين يرى خبراء آخرون أن من المحتمل أن تقوم المحكمة الوطنية بإطلاق سراح معظم المعتقلين بعد استجوابهم. يذكر أن قوات الأمن الإسبانية اعتقلت، منذ 11 مارس (آذار) 2004، أكثر من 250 شخصا بتهمة انتمائهم إلى خلايا أصولية متطرفة.

من جهة أخرى، عقد مسؤولون من اتحاد باكستان في برشلونة مؤتمرا صحافيا انتقدوا فيه تصرفات بعض عناصر الحرس المدني الإسباني الذين شاركوا في المداهمات وأدانوا كافة الاعتداءات الإرهابية.