وجه المنسق الوطني الهولندي لمكافحة الإرهاب، جوسترا تايبيه، تحذيرا لخيرت ويلدرز، زعيم اليمين المتطرف في البلاد، بأنه ربما يواجه احتمالية ضرورة الاختفاء عن الأنظار لفترة من الوقت أو مغادرة البلاد في أعقاب عرض الفيلم المستفز الذي يتناول القرآن الكريم، ونشرت وسائل الإعلام الهولندية مقتطفات من الحوار الذي دار بين المسئول الأمني وزعيم اليمين المتشدد.
وكان المخرج الهولندي ثيو فان غوخ قد لقي مصرعه على يد شاب هولندي مسلم من أصل مغربي يقضي الآن عقوبة السجن مدى الحياة وذلك بعد عرض فيلم اعتبرته الفعاليات الإسلامية يتضمن إساءة للإسلام وبه مشاهد لسيدات عاريات مكتوب على أجسادهن آيات قرآنية ويحمل اسم «الخضوع»، ومن جهتها أشارت وسائل الإعلام الهولندية أمس نقلا عن اليميني المتشدد ويلدرز ان الفيلم المثير للجدل ربما يظهر للنور خلال أسابيع وليس أيام كما كان يظن البعض.
وكانت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق المغاربة في هولندا، عقدت اجتماعا في مدينة لايدن الهولندية، لدراسة الاستراتيجية الممكن اتباعها في مواجهة الخطر الذي يتهدد المغاربة والمسلمين، عبر قرار زعيم حزب الحرية المتطرف خيرت ويلدرز، الذي ينوي، عرض فيلم مستفز عن القرآن، والذي يصفه بالكتاب الفاشي والمرعب.
ودعا بيتر بالكينيند رئيس الوزراء الهولندي في مؤتمر صحافي في «لاهاي» إلي ضبط النفس، بشأن هذا الفيلم، وقال: «هولندا لديها تقليد حرية التعبير والدين والمعتقدات، لكن لديها أيضًا تقليد الاحترام والتسامح والمسؤولية». وأكد أن النقاش الحر المفتوح والاحترام المتبادل يستندان إلى هذين التقليدين، وستلتزم الحكومة بهما وتدعو الجميع لذلك. وأمام توقع محطة «تروس» التليفزيونية الحكومية قرب موعد عرض الفيلم، تظاهر بعض المعارضين في أمستردام، وأعرب بعض العمد عن استيائهم، وحذر مفتي سورية من أن يؤدي ذلك إلي إراقة الدماء، وأعرب رجال أعمال هولنديون عن قلقهم، وأفادت وسائل الإعلام بأن الحكومة أعدت خطة لإخلاء سفاراتها وإجلاء مواطنيها عن الشرق الأوسط، خوفا من تكرار قضية رسومات النبي محمد صلي الله عليه وسلم، التي نشرتها صحيفة دنماركية نهاية عام 2005 وأدت الاحتجاجات إلى مقتل 100 شخص في العالم.