صراع خفي بين مرشحي الانتخابات الأميركية على حكام الولايات.. وحاكم كاليفورنيا الأغنى لم يحدد موقفه

تومسون المرشح الجمهوري ينسحب من التنافس وهاكبي أكبر المستفيدين

أوباما محاطا بفنانين مؤيدين له في تجمع انتخابي في ساوث كارولاينا (أ ف ب)
TT

انسحب المرشح الجمهوري، فريد تومسون، من التنافس للحصول على ترشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد النتائج المتواضعة التي حصل عليها في الولايات التي جرت فيها الانتخابات التمهيدية والمجمعات الانتخابية. وفي غضون ذلك تضاربت التكهنات واستطلاعات الرأي حول الانتخابات التي ستجري في ولاية كارولاينا يوم السبت المقبل حيث ستختار هذه الولاية الجنوبية مرشحها باسم الحزب الديمقراطي، وستعطى النتيجة للمرشح الفائز دفعة قوية. وقال تومسون في بيان الانسحاب «اليوم (الليلة قبل الماضية) قررت سحب ترشيحي لرئاسة الولايات المتحدة. وأتمنى ان يكون بلدي وحزبي قد استفادا من الجهد الذي قمت به». وكان متوقعاً ان ينسحب تومسون بعد خسارته الانتخابات في ولاية كارولاينا الجنوبية حيث احتل المركز الثالث خلف جون ماكين الذي احتل المرتبة الاولى ومايك هاكبي الذي احتل المرتبة الثانية. ولم يقل تومسون ما إذا كان سيمنح تأييده لأحد المرشحين الآخرين، حيث انحصرت المنافسة بين ماكين وهاكوبي وميت رومني ورودي جولياني. وكان تومسون قد ساند ماكين في انتخابات عام 2000 عندما ترشح ضد الرئيس الحالي جورج بوش، وقال ماكين تعقيباً على انسحاب تومسون «لقد قام بحملة مشرفة.. وسنظل صديقين ولكن لا اعتقد انه سيساند اي أحد».

وقال مشاركون في حملة تومسون ان رصيده المالي ايضاً لعب دوراً في قراره بالانسحاب بعد ان جفت موارده المالية أو كادت. وقال هاكبي انه كان بامكانه الفوز على ماكين في جنوب كارولاينا، خاصة ان الفرق بينهما كان ثلاث نقاط فقط، إذا كان تومسون قد انسحب مبكراً، وقال إن اصوات تومسون كانت ستذهب اليه طبقاً لاستطلاع للرأي جرى مع الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع. ويدخل المرشحون الجمهوريون انتخابات تمهيدية صعبة في ولاية فلوريدا في اقصى الجنوب الاميركي، لكن الصراع في هذه الولاية سينحصر بين ماكين ورومني الذي تبدو فلوريدا بالنسبة له آخر فرصة للبقاء في السباق بعد عدم تسجيله أي فوز حتى الآن في جميع الولايات التي جرت فيها الانتخابات.

وفي موضوع آخر، ذكر امس ان 23 حاكماً من حكام الولايات الخمسين، حددوا سلفاً موقفهم من المرشح الذي يفضلونه سواء تعلق الأمر بالديمقراطيين او الجمهوريين. وتتفوق هيلاري كيلنتون على الجميع في استقطابها لتأييد حكام الولايات، حيث اعلن تسعة حكام عن مساندتهم لها، ومن ولايات متباينة من اليوت سبيتزار حاكم ولاية نيويورك الى تيد سترايكلاند حاكم ولاية اوهايو، وهي الولاية التي حسمت فوز جورج بوش عام 2004.

ويلعب حكام الولايات دوراً مؤثراً في الحملات الانتخابية وفي عملية جمع التبرعات، وخلال الانتخابات الرئاسية يصبح من الطبيعي ان يساند كل حاكم مرشح الحزب الذي ينتمي اليه، لذلك يبدو تأييد الحكام في الوقت الحاضر هو الذي يكتسي أهمية قصوى. وكانت مسألة دعم الحكام للمرشحين بدأت قبل سنة عندما اعلن سبعة حكام عن تاييدهم لبعض المرشحين، ومن بين هؤلاء حاكم انديانا ميتش دانيل الذي ساند الجمهوري جون ماكين. ويحظى ماكين بدعم اربعة حكام ولايات، في حين اعلن حاكم ميسوري دعم ميت رومني، وتتجه الأنظار الى حاكم أهم واغنى ولاية اميركية على الاطلاق، كاليفورنيا، الجمهوري الممثل ارنولد شوارزنيغر، والتي ستشارك في الانتخابات التمهيدية يوم «الثلاثاء الكبير» حيث ستشارك 22 ولاية في الخامس من فبراير (شباط)، في اختيار مرشحيها للحزبين على حد سواء، ولم يعلن شوارزنيغر حتى الآن موقفه ومع من سيقف من بين المرشحين الجمهوريين. من جهة اخرى، عبر رود بلاقجفيش عن مساندته باراك أوباما، ويحظى الأخير حتى الآن بدعم خمسة حكام؛ بينهم حاكم ماساشوسيتس وهو حاكم الولاية الوحيد الأسود.

ومع الأزمة الاقتصادية الناشبة هذه الايام والحديث عن انكماش في الاقتصاد الاميركي، ركز المرشحون على الموضوع الاقتصادي حيث جددت هيلاري كلينتون انتقادها لاقتراح الرئيس الاميركي تطبيق تدابير اقتصادية استثنائية تقضي بخفض الضرائب على وجه السرعة بقيمة 150 مليار دولار، وذلك لإعطاء دفع للاقتصاد من خلال اعادة اطلاق عجلة الإنفاق. وقالت هيلاري ان خطة بوش الاقتصادية تستثني الملايين من الاميركيين المحتاجين والمتقدمين في السن والاميركيين السود والمتحدرين من اصول لاتينية، وذلك في مسعى لمغازلة ناخبي كارولاينا الجنوبية التي يشكل السود نصف ناخبيها. من جهته، قال المرشح الديمقراطي جون ادواردز ان «الاذى الاقتصادي الذي ألحقت به الولايات المتحدة بسبب سياسة بوش ونائبه ديك تشيني اكبر بكثير من ان يعالج بتخفيض مرحلي للضرائب». وكان ادواردز قد انتقد مع هيلاري تصريحات أدلى بها أوباما قال فيها ان «الحزب الجمهوري كان لمرحلة طويلة من الزمن صاحب افكار خلاقة»، وان «الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريغان غير مسار الولايات المتحدة». واضطر أوباما ان يشرح ذلك طويلاً في المناظرة التي جرت بين المرشحين الثلاث على شبكة «سي ان ان». ويركز الجمهوريون بدورهم على الموضوع الاقتصادي، وقال المرشح لمناصريه، في وقت سابق، انه «كجمهوري يقف أمامهم شاعرا بالخجل بسبب عدم امكانية السيطرة على الوضع الاقتصادي».