مبارك: القوات المصرية سمحت للفلسطينيين بدخول معبر رفح للحصول على الغذاء والعودة

الشرطة تمنع التظاهر أمام مقر الجامعة العربية في القاهرة

TT

قال الرئيس المصري حسنى مبارك أمس «إن القوات المصرية في معبر رفح (هي التي) سمحت للفلسطينيين بناء على أوامره، بالدخول للحصول على الغذاء والعودة»، محملاً نتيجة التدهور في قطاع غزة لحركة «حماس» و«إسرائيل».

في غضون ذلك تصدت قوات أمن مصرية ضخمة في القاهرة لمحاولات قوى سياسية ونقابية التظاهر أمام مقر الجامعة العربية ومقري نقابتي الأطباء والمحامين تضامناً مع محنة الفلسطينيين واعتقلت العشرات منهم. وقال الرئيس مبارك في تصريحات له عقب افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب أمس، إنه طالب الجهات المختصة في البلاد بالسماح للفلسطينيين الذين اجتازوا الحدود إلى داخل الأراضي المصرية، بشراء احتياجاتهم الأساسية (من المدن المصرية بسيناء)، والعودة مرة أخرى إلى غزة، وأنه أصدر توجيهاته للحكومة بتقديم المعونات الغذائية بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات الأهلية والمعنية الراغبة في تقديم المساعدة، مطالباً الفلسطينيين بحل الخلافات في ما بينهم، والتوقف عن إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل، مستبعداً في الوقت ذاته استدعاء السفير المصري لدى تل أبيب.

وردا على سؤال حول دخول عدد كبير من الفلسطينيين عبر معبر رفح للحصول على الأغذية والتموين بمساعدة الجانب الفلسطيني، وعما إذا كان ذلك سيساعد على حل المشكلة في غزة أم أن الأمر يتطلب حلولاً أخرى، قال الرئيس مبارك: «لقد تابعت الموقف وما يحدث في غزة وصعوبة الموقف وتوقف الكهرباء لمدة 4 ساعات والشكوى من الفلسطينيين بعدم وجود كهرباء.. حتى في المستشفيات، وقمت بالاتصال في الثامنة صباحا (أمس) برئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، وقال إنه سيفعل ما في سلطته لتسهيل الموضوع». وأضاف «مبارك» أنه أجرى اتصالاً أيضاً بوزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك، و..«طلبت منه اتخاذ إجراءات بشأن هذا الموضوع، ولكنه اشتكى من تكرار إطلاق الصواريخ من الجانب الفلسطيني في غزة، فأجبتُ بأنه لا بد أن يفعل شيئا لأن الفلسطينيين يتعرضون للموت». وتابع «مبارك» قائلاً إن «بارك» أبلغه أنه سيتخذ إجراءات، و..«بالفعل أرسلوا خزاناً للوقود، ولكن فوجئوا بصاروخ آخر ينطلق على المعبر، فأعادوا خزان الوقود.. وعندما طلبنا منهم أن يدخلوا خزان الوقود مرة أخرى، لأن الوقت متأخر ليلا، ولا يستطيعون إدخاله في المساء، ووعدوني أنهم سيمررون خزان الوقود في الصباح وستعود الكهرباء، كما سيسمحون بمرور المعونات الغذائية».

وأضاف الرئيس مبارك أنه رغم تأمين الوقود لتشغيل الكهرباء إلا أن البعض في الجانب الفلسطيني أطلق 7 صواريخ مما لا يساعد على تهدئة الأوضاع.

وأكد مبارك إن القوات المصرية اصطحبت أمس الفلسطينيين الذين دخلوا الأراضي المصرية، لشراء الأغذية ثم عادوا إلى داخل قطاع غزة. و..«قلت لهم (للسلطات المصرية على الحدود) اتركوهم يدخلون ليأكلوا ويشتروا الأغذية، ثم يعودون طالما أنهم لا يحملون أسلحة.. كما تحدثت مع الحكومة المصرية، ووجهت بإرسال مساعدات غذائية، وكذلك فتح المجال لمن يريد المساهمة في هذا الأمر من أجل الفلسطينيين».

وردا على سؤال حول من هو الطرف الذي يتحمل مسؤولية الوضع الحالي في غزة، سواء حماس أو إسرائيل، قال مبارك: الطرفان يتحملان المسؤولية لأن حماس تعطي الفرصة لإسرائيل بتصعيد الوضع.. بالأمس أطلقت حماس 7 صواريخ بدون داع، وعليهم (على حماس) أن يتركوا الفرصة للجهود التي يتم بذلها وفتح الأبواب للتهدئة. وأعلنت محافظة شمال سيناء على الحدود مع غزة حالة الطوارئ وسط استنفار أمني غير مسبوق على طول الطرق المؤدية إلى المدن المصرية بسيناء خاصة رفح والشيخ زويد والعريش، للتعامل مع تدفق مئات آلاف الفلسطينيين.

وقال اللواء أحمد عبد الحميد، محافظ شمال سيناء، إنه تم إعلان حالة الطوارئ ورفع درجة الاستعداد بمرافق «الإسعاف» و«التضامن الاجتماعي»، لمواجهة النزوح الجماعي للفلسطينيين إلى داخل المدن المصرية القريبة مع حدود غزة»، موضحاً بقوله: «لدينا العديد من الإجراءات التي تم وضعها لمواجهة مثل هذه الأزمات».

في المقابل تمكن عدد من المصريين من دخول غزة لزيارة أقارب لهم لم يتمكنوا من رؤيتهم منذ فترة طويلة، كما تمكن عدد من العالقين بالجانب المصري من العودة، إضافة إلى وصول فلسطينيين عالقين منذ نحو ستة أشهر بالجانب الفلسطيني إلى الأراضي المصرية.

وقال الفلسطيني أياد المصري، بعد نجاحه في الوصول إلى الجانب المصري من الحدود: «حضرت إلى هنا لشراء حليب أطفال.. لدينا طفلان توأمان يحتاجان للحليب الذي لم يعد موجودا في غزة.. سأحصل على الحليب وبعض المواد الغذائية والطحين وأعود إلى غزة.. لن أبقى سوى ساعات.. لدي أطفال ينتظرون الحليب».

وأضافت أم سلمى، وهي فلسطينية اجتازت الحدود من أجل رؤية شقيقتها بمدينة رفح المصرية: «قد أبقى يومين أو ثلاثة مع شقيقتي بمصر لكنني سأعود إلى غزة وإلى أولادي وداري هناك».

ووسط الزحام الشديد كان هناك فلسطيني يحمل طفلا صغيرا مريضا فوق يديه وقال الرجل واسمه مصطفى: «سأذهب بطفلي إلى أحد المستشفيات المصرية برفح.. إنه يعالج منذ فترة من مرض السرطان.. قلة الأدوية والخدمات الطبية تسببت في تدهور حالته الصحية».

وفي القاهرة فرضت قوات الأمن المصرية حصارا مكثَفا على مقر الجامعة العربية بميدان التحرير، لمنع متظاهرين من المشاركة في مسيرة دعت لها قوى سياسية. وقال شهود عيان إن نحو 70 سيارة أمن مركزي طوقت المكان، ومنعت السير في الشوارع المحيطة بالمقر.

واغلقت قوات أمنية طرقاً مؤدية إلى مقري نقابتي الأطباء والمحامين لمنع التجمع هناك. واعتقلت ناشطين يساريين ومن جماعة الإخوان بشارع طلعت حرب المطل على مقار عدة أحزاب سياسية منها «الغد» و«الناصري» و«التجمع».