أعلن صابر العيساوي، أمين بغداد امس أن العام الحالي سيكون عام إعمار للبنى التحتية الخدمية للعاصمة العراقية من خلال تنفيذ أكثر من 25 مشروعاً استراتيجياً عملاقاً ومئات المشاريع المتوسطة والصغيرة. وصادقت هيئة خدمات بغداد على تنفيذ تصميم جديد للعاصمة. وقال أمين بغداد خلال مؤتمر صحافي أمس «أن مجلس الوزراء خصص لأمانة بغداد ميزانية إجمالية بلغت حوالي (1370) مليار دينار عراقي كميزانية تشغيلية واستثمارية وميزانية لتنمية الأقاليم، مشيرا إلى أن من بين أكبر المشاريع التي ستقوم أمانة بغداد بالمباشرة بتنفيذها مشروع «ماء الرصافة» العملاق الذي سيقضي على شح المياه في مدينة بغداد لسنوات طوال قادمة وبطاقة تبلغ مليونين و275 ألف متر مكعب يومياً». وأضاف العيساوي أن أمانة بغداد «أنجزت خلال العام الماضي إكساء وتبليط عدد كبير من الشوارع والمحلات السكنية رغم الظرف الأمنية التي سادت العاصمة بغداد وقدمت الأمانة أكثر من الف شهيد خلال العام المنصرم». وفي مجال رفع التجاوزات وفتح الشوارع المغلقة بين أن هناك حوالي 86 شارعاً مغلقاً في مدينة بغداد من قبل بعض المنظمات والأحزاب والوزارات والقوات المتعددة الجنسيات وأخذت أمانة بغداد على عاتقها مفاتحة مجلس الوزراء لإزالة الكتل الكونكريتية وفتح الشوارع وقد نجحت في فتح بعض الشوارع المهمة ومنها (أبو نواس، الجزء المغلق من شارع فلسطين، السياب، قطر الندى) وبعض الشوارع في مدينة الصدر. وبخصوص التجاوزات، شدد العيساوي على أن الأمانة مستمرة في تنفيذ خططها في إزالة التجاوزات الحاصلة على الأراضي والشوارع والأرصفة وقد استحصلت موافقة مجلس الوزراء على إنشاء فوج طوارئ تابع من الناحية الفنية لوزارة الداخلية وإدارياً إلى أمانة بغداد لإزالة هذه التجاوزات.
وأشار أمين بغداد إلى أن أمانة بغداد اقترحت على مجلس الوزراء إنشاء مجمعات سكنية لمعالجة مشكلة السكن في مدينة بغداد على أن تكون هذه المجمعات على نسق البناء العمودي واقترحت على المجلس عددا من الأماكن التي يمكن استغلالها لبناء مدن متكاملة (طبية وترفيهية ورياضية) إضافة إلى المجمعات السكنية ومن بين هذه الأماكن هيأت قطع أراضٍ تبلغ مساحتها ثلاثة آلاف دونم غرب منطقة الغزالية في جانب الكرخ وأطلق عليها مدينة (المستقبل) إضافة إلى اقتراحه باستغلال أرض معسكر الرشيد البالغة مساحتها 13 مليون متر مربع لهذا الغرض. معالجة الفساد الإداري كانت من بين المواضيع التي جرى تسليط الضوء عليها اذ شدد العيساوي على أن الأمانة وضعت خططا جديدة لمعالجة الفساد الإداري ومنها تفعيل الجانب الرقابي في دائرة المفتش العام وإنشاء عدد من اللجان الرقابية والمتابعة للإشراف المباشر على تنفيذ المشاريع وإشراك المكاتب الاستشارية للجامعات العراقية وإشرافه أيضاً على المواصفات الفنية بجانب المهندس المقيم لكل مشروع إضافة إلى إشراك وسائل الإعلام من خلال دعوتها لحضور فتح عطاءات المشاريع المهمة والعملاقة ليطلع عليها المواطنون وهي إحدى الوسائل المتبعة للقضاء على الفساد الإداري.
من جهة أخرى عقدت هيئة خدمات بغداد التابعة لمجلس محافظة بغداد اجتماعا موسعا لوضع تصميم أساسي جديد لمدينة بغداد. وقال نائب رئيس الهيئة نزار السلطان، إن المشروع مقسم إلى عدة مراحل لتطوير مدينة بغداد من الوقت الحاضر وحتى عام 2030 الذي يأتي بدلاً عن التصميم القديم الموضوع 1973. وسيأخذ التصميم الجديد بعين الاعتبار الموقع الإقليمي لمدينة بغداد وسيشمل خطة تنمية شاملة لخدمات الماء والمجاري والطرق والخدمات الأخرى العامة وقد وضعت آلية لاختيار الشركات التي ستنفذ المشروع من قبل البنك الدولي الممول للمشروع واختيرت شركة لبنانية ـ يابانية لتنفيذه. وتم تشكيل هيئة استشارية للإشراف على المشروع والمتضمنة (23) شخصية تمثل الوزارات والدوائر المعنية يقع على عاتقها تسهيل الحصول على المعلومات المطلوبة وتقديم كافة المقترحات التي تتوافق والخطط التي وضعتها تلك الوزارات.
وأوضح السلطان أن المشروع تبلغ كلفته ما يقارب أكثر من ثلاثة ملايين دولار وحدد له فترة 18 شهراً وسيتم تشريع قانون التخطيط الحضري لرفد المشروع بصيغة قانونية تضمن تنفيذه وربما سيستخدم القانون القسري في تحديد سكان مدينة بغداد وتقليل التضخم السكاني فيها وستشمل المرحلة الأولى من المشروع سد العجز السكاني الذي تعاني منه المدينة.