كشف الرئيس العراقي جلال طالباني عن اتفاق بين القيادات السياسية في البلاد، تتم بموجبه اعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، على ان يترأسها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي وامكانية عودة وزراء الكتل المنسحبة من الحكومة، مؤكدا ان جبهة التوافق العراقية وحزب الفضيلة الاسلامي اعلنا عن نيتهما العودة للحكومة.
وقال طالباني: «لقد جرى الاتفاق على إعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة نوري المالكي، ورفدها بوزراء أكفاء يلتزمون بالبرنامج الوزاري للحكومة، ويعملون لتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أكمل وجه»، موضحا ان الجهود المشتركة مع القادة السياسيين لإعادة وزراء الأطراف المنسحبة من الحكومة قائمة على قدم وساق، وان المفاوضات مستمرة مع القائمة العراقية الوطنية بهذا الخصوص. واضاف الرئيس طالباني، خلال لقائه بفلاديمير تشاموف السفير الروسي لدى العراق، الذي نقل له رسالة شفوية من الرئيس فلاديمير بوتين، «لقد تحققت تطورات كبيرة على صعيد وحدة الصف العراقي وتوحيد جهود القادة السياسيين، اثمرت عن الاتفاق على تشكيل المجلس التنفيذي المكون من مجلس الرئاسة ورئيس الوزراء، لترسيخ مبدأ القيادة الجماعية في إدارة البلاد». واكد ان هذه السنة ستكون سنة الانجازات والتقدم في مجال إنجاح المصالحة السياسية وتنشيط عمل الحكومة وتوسيع دائرة تقديم الخدمات المقدمة للمواطنين، والاتفاق على تمرير القوانين الضرورية في مجلس النواب.
من جهته جدد تشاموف رغبة بلاده والقيادة الروسية في توطيد العلاقات وتطوير آفاق التعاون الثنائي وتنشيط القنوات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، مؤكدا حرص بلاده على مواصلة دعمها للعملية السياسية والديمقراطية في العراق. وبحث طالباني مع السفير الروسي مستجدات الوضع في البلاد، وكيفية تمتين أواصر الصداقة وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات مع روسيا الاتحادية، قائلا: «نرغب بوجود الشركات الروسية التي تمتلك خبرة واسعة في مجالات النفط والغاز، للمشاركة في الاستثمار وتطوير حقول الطاقة في العراق»، مشيرا إلى ان اللجنة المشتركة بين البلدين ستجتمع الشهر المقبل في موسكو لتقوية التعاون الثنائي.
على صعيد متصل جدد طالباني تأكيده ضرورة ان يكون للقادة السياسيين وعلماء الدين والشرائح المختلفة خطاب سياسي موحد وموقف ورؤية مشتركة حيال القضايا المطروحة على الساحة العراقية، مؤكدا وجود نية لعقد مؤتمر لعلماء السنة يليه عقد اجتماع مشترك مع علماء الشيعة، لوضع أسس قوية ووطنية لتشكيل اتحاد عام لعلماء العراق يضم كافة الأطياف.
وقال الرئيس العراقي، خلال لقائه بوفد تجمع العراق الوطني بزعامة الشيخ عدنان الشحماني وعدد من القياديين والكوادر المتقدمة في التجمع، «هناك محاولات تبذلها مجموعة من العلماء السنة الأفاضل من اجل توحيد الكلمة والصف الوطني العراقي، ومحاربة الفكر التكفيري والإرهاب الإجرامي»، واصفا هذه الخطوة بالمباركة والضرورية على طريق الاصلاح.
وحول ملف المعتقلين في سجون الحكومة والقوات الاميركية أشار الرئيس طالباني إلى وجود تطورات مشجعة في هذا الجانب، بعد ان تم إطلاق سراح 11000 معتقل حتى الان، موضحا ان القضاء العراقي يبذل جهودا حثيثة لإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين من الذين لم تثبت إدانتهم.