نص مشروع بيان رئاسي معدل يطالب بوقف أعمال العنف ضد غزة وجنوب إسرائيل

TT

تمخضت المفاوضات بين خبراء مجلس الأمن عن الوصول إلى نص مشروع بيان رئاسي معدل جديد بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، بإضافة فقرة جديدة الى نص مسودة المشروع تحث على «وقف كل أعمال العنف في غزة وفي جنوب إسرائيل، ومن بينها هجمات الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية». ويدعو النص في صيغته المعدلة إلى وقف كل الأعمال التي تتعارض مع القانون الإنساني، وتعرض المدنيين إلى الخطر، ويدعو إسرائيل الى فتح المعابر والحدود وانهاء الحصار المفروض على غزة لتأمين وصول مواد الإغاثة الإنسانية، الطبية والغذائية.

ورغم هذا التعديل أكد أكثر من مصدر دبلوماسي من مجلس الأمن لـ«الشرق الأوسط»، تعذر إمكانية أن يتوصل أعضاء المجلس الى اتفاق حول مسودة مشروع بيان رئاسي تقدمت به ليبيا العضو العربي ورئيسة المجلس لهذا الشهر. وأفاد مصدر وثيق الصلة بالمفاوضات الجارية حول مسودة مشروع البيان، بأن الولايات المتحدة تعارض صدور أي شيء من مجلس الأمن في ما يخص الوضع المتدهور في غزة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن المجموعة العربية تهدد بتقديم مشروع قرار إذا اصرت واشنطن على رفضها اعتماد بيان وصف بالمعتدل ويركز بالدرجة الأولى على الوضع الإنساني الخطير في غزة، ويكتفي بدعوة إسرائيل الى الالتزام بالقانون الدولي وبالقانون الإنساني وبقانون حرية الإنسان. ولم يشر مشروع البيان إلى اتفاقية جنيف الرابعة التي تنطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة. وأكد السفير الأميركي زلماي خليلزاد معارضة الولايات المتحدة لمسودة المشروع، وقال «انه غير مقبول لأنه لا يتحدث عن هجمات الصواريخ على الأبرياء الإسرائيليين». ويواصل مجلس الأمن لليوم الثاني مشاوراته بشأن مسودة البيان الذي تقدمت به ليبيا، والذي يخلو من لغة الإدانة والشجب ويكتفي فقط بالإعراب عن قلق المجلس العميق من الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويأمل بعض أعضاء المجلس إمكانية التوصل الى اتفاق على مسودة مشروع القرار، لكن أكثر من مصدر استبعد إمكانية الوصول إلى اتفاق بشأن مسودة مشروع القرار. وفي جلسة يوم أمس الرسمية أثار سفير ليبيا جاد الله الطلحي غضب القائم بأعمال البعثة الإسرائيلية جيلاد كوهين حين اعتبر ممارسات إسرائيل في غزة نوعا من الإبادة الجماعية، في حين طالب القائم بأعمال البعثة السعودية عبد اللطيف سلام بإجراء تحقيق دولي ضد الجرائم التي وصفها بالعدوانية، التي ترتكبها إسرائيل في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبعد انتهاء المناقشات العامة خاطب القائم بأعمال البعثة الإسرائيلية سفير ليبيا ورئيس مجلس الأمن، معبرا عن احتجاجه على وصف ما يجري في القطاع بالإبادة الجماعية قائلا: «السيد الرئيس هناك عضو في المجلس اتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية». ولكن السفير الليبي ورئيس المجلس تجاهل الاحتجاج وواصل إجراءات استمرار جلسة مجلس الأمن.