ثرى الكويت يحتضن رفات سعودي قتل خلال الاحتلال العراقي

السفير خالد المغامس لـ«الشرق الأوسط»: أوضاع العراق الأمنية تعرقل عملية البحث

TT

احتضن ثرى الكويت أمس جثمان السعودي سالم عامر راشد الدوسري من مواليد الأول من يناير 1965، بعد أن عثر على رفاته في مقبرة جماعية في منطقة صبحان (30 كيلومترا جنوب العاصمة الكويتية). دفن فيها بعد أن أسرته القوات العراقية أثناء غزوها للكويت في العام 1990.

وتلقت أسرة السعودي سالم الدوسري برقيات تعزية ومواساة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وولي عهده الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، عبروا فيها عن خالص تعازيهم وصادق مواساتهم، في حين أكد وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد في تصريح للصحافيين أن مقتل سالم الدوسري وامتزاج الدم السعودي بالدم الكويتي دفاعاً عن أرض الكويت هو تجسيد للأخوة وعمق الروابط بين الكويت والمملكة العربية السعودية التي قدمت الكثير من أجل تحرير الكويت من براثن الغزو الصدامي الغاشم. وحضر مراسم تشييع رفات الشهيد سالم الدوسري في مقبرة صبحان وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الخدمات المساندة، اللواء مساعد الغوينم، وعدد من القيادات الأمنية وجمهور غفير من أهل وأقارب الشهيد الذين طلبوا دفنه في ثرى الكويت التي أحبها واستشهد من أجلها.

وتشير البيانات التي أعلنها فريق البحث عن الأسرى والمفقودين أن ملف الأسير سالم عامر راشد الدوسري يحمل رقم 192 وهو مطلق، وقد استقال من الحرس السعودي وجاء إلى الكويت وأسرته القوات العراقية في 21 ديسمبر (كانون الأول) 1990 في منزل حسين العجمي بضاحية صباح السالم.

كما شيعت الكويت أيضاً جنازة الأسير فايز حسين على نزر، 40 عاما، الذي عثر على رفاته في المقبرة نفسها التي وجد فيها السعودي سالم الدوسري، وبالتالي يرتفع عدد قافلة القتلى الأسرى إلى 235 شخص من الكويتيين وجنسيات أخرى، حيث تم اكتشاف 88 قتيلا في منطقة السماوة العراقية و18 في منطقة كربلاء و35 في العمارة و27 في الرمادي، أما في الكويت فقد تم اكتشاف رفات 4 أشخاص في منطقة صبحان. وأكد وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد استمرار الجهود حتى العثور على رفات جميع القتلى وقال «لن يغمض لنا جفن حتى نعيدهم إلى الوطن الأم، وإن السعودي سالم الدوسري والكويتي فايز نزر كانا مثالاً للتضحية والفداء والولاء وإنهما وسام على صدر كل كويتي لما قاما به دفاعاً عن أرض الكويت». على الصعيد نفسه أشار مدير إدارة المتابعة والتنسيق في وزارة الخارجية الكويتية السفير خالد المغامس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى تعاون العراق وقوات التحالف مع الكويت في البحث عن رفات القتلى الأسرى في الأراضي العراقية، إلا أن الأوضاع الأمنية الحالية تعرقل عملية البحث، مؤكداً امتلاك الأجهزة التقنية التي تسهم كثيراً في التعرف على الرفات وتحديد الهوية.