موسى وبري يبحثان سبل «تهدئة الشارع»

المر يغرد خارج سرب المعارضة رافضا المظاهرات والنائب أبي نصر يشاركه الرأي

TT

تتجه الانظار اللبنانية مجدداً الى الخارج في انتظار اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة الاحد المقبل للبحث في مصير المبادرة العربية الهادفة الى حل الازمة القائمة في لبنان.

وفيما تردد ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ابلغ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قرار عودته الى بيروت الاسبوع المقبل في اتصال هاتفي بينهما، برز كلام لافت للنائب ميشال المر غرد فيه خارج سرب المعارضة بشكل شبه كامل.

وقالت مصادر قريبة من بري ان موسى ابلغه انه سيعود الى بيروت بعيد الاجتماع الوزاري بهدف المساعدة في ضبط الوضع وعدم انسحاب التوتر السياسي على الشارع.

وكان المر المتحالف مع العماد ميشال عون انتخابياً حض امس على انجاح المبادرة العربية معتبراً انه «لا يوجد افضل منها للمسيحيين». وقال بعد لقائه امس السفيرين الالماني هانز هابر والمصري احمد البديوي: «انا اتحدث عن المبادرة العربية. أقرأ اللغة العربية وأكرر أن البند الاول يقول بانتخاب الرئيس فورا. ونحن لا نسعى الى انتخاب الرئيس، بل نربطه بقضايا اخرى. والبند الثاني هو تأليف حكومة وحدة وطنية لا يكون لأي فريق فيها حق التعطيل او التفرد بالقرار، وباللغة العربية لا توجد هنا أرقام». واضاف: «لقد اخترعنا اسطورة اسمها الارقام، أنا لن ادخل فيها، وحتى الامين العام (عمرو موسى) اتعبته هذه الارقام. وأعتقد انه خلال الاجتماع المقرر لوزراء الخارجية العرب الاحد المقبل لن يدخلوا في لغة الارقام بل في جوهر الازمة، وهو شغور منصب الرئاسة. ونسأل هل يجوز ان تتحول المؤسسات الدستورية في لبنان الى مراكز شاغرة، بدءا من رئاسة الجمهورية مرورا بمجلس الوزراء وصولا الى مجلس النواب الذي أصبح شبه مشلول، والمجلس الدستوري غير موجود؟ وكان ينقصنا الحملة الاخيرة على مقام بكركي وقيادة الجيش حتى لا يعود في لبنان مؤسسات قائمة. ما هو المطلوب؟ لهذا السبب لن أدخل في لغة الارقام، ويجب ان تستمر المبادرة العربية. الناس تعبوا من السياسيين، وبات الشباب يهاجر ما ان يأخذ اجازته، من أجل لقمة العيش، بالاضافة الى ان المقيمين اللبنانيين يعانون تدهور الحالة الاقتصادية».

ورفض المر تسمية المعرقلين للمبادرة، لكنه قال: «اعرف انه تم تعيين 13 جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن، إذا هناك فريق لا يحضر (المعارضة). وكل من يتصور ان في إمكانه ان يعدل او يغير اسم الرئيس عبر طرح اسم آخر، فالنتيجة هي نفسها باعتبار ان الشروط ستبقى هي هي، واصبحت معروفة. إن اي رئيس يسير بهذه الشروط يعني انه لا يعود رئيسا». مشدداً على ان المبادرة العربية «يجب ان تسير كما هي، وببنودها الثلاثة، ومن يقل غير ذلك لا يكن مع مصلحة اللبنانيين والمسيحيين بصورة خاصة».

ورداً على سؤال عن تلويح عون بالنزول الى الشارع، قال: «أكيد ليس في شارع المتن، فالمتنيون لا يعبرون عن مواقفهم بالتظاهرات. وأكرر أن لا أحد يطلب منا النزول الى الشارع بدون سبب. هناك مبادرة لمصلحة المسيحيين، فهل نواجهها بالشارع؟ لا، لن نفعل».

وأكد المر انه لا يتخوف من انقسام داخل مؤسسة الجيش. وقال: «الجيش لا ينقسم، فهو موحد ما دامت قيادته تسير في الاتجاه الوطني الصحيح. لا سمح الله، اذا تعرض الجيش للانقسام، فسينقطع ظهر لبنان، لذلك اطمئن الى ان الجيش لن ينقسم ولن نصل الى حرب او الى الشارع. وقد رأينا بالامس كيف تعامل الجيش مع التحرك في الشارع، وقد أعاد الامور الى طبيعتها ولم يكن طرفا، وقام بدوره الوطني دون أي تاثير سياسي... ولهذا فإن منطقة المتن لن تشهد اي تحرك، والجيش لن يقف مكتوف الايدي امام اي تحرك يعكر الامن والاستقرار في البلاد». وأضاف: «انا حليف تكتل التغيير والاصلاح وليس لي علاقة بالتيار الوطني الحر (الذي يقوده عون). عندما يتحدث جبران باسيل (صهر عون) يتحدث باسم التيار ولا يتحدث باسمي، وانا لا اتدخل في قرار التيار الوطني».

وفي الاطار نفسه ابدى عضو تكتل «التغيير والاصلاح» الذي يرأسه عون النائب نعمة الله ابي نصر معارضته لـ«التحركات» في الشارع» وقال: «ان كل ذلك لا يطعم خبزا ولا يؤدي الى أي نتيجة، فالعنف يوصل الى العنف والخراب»، وقال: «وأعتقد ان احتلال العاصمة بيروت من المعارضة هو خير تعبير عن احتجاجها على سياسة الحكومة، فلماذا إذاً التظاهرات الإضافية؟ هذا لا يعني أن هذه الحكومة ليست مسؤولة عن كل ما يحصل ويجب أن تدعو هي أو أحد الفريقين الى الحوار، ونحن امام مشكلة كبيرة اليوم إذا استقالت الحكومة في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية والمجلس النيابي لا يجتمع فإلى اين نصل؟».

وتمنت نائبة وزير الخارجية الايطالية باتريسيا سانتينيللي ان يصار في جلسة مجلس النواب في 11 فبراير (شباط) المقبل الى انتخاب رئيس جديد توافقي للجمهورية، وان يفتح مجلس النواب ابوابه لممارسة مهماته، خصوصا ان المساعدات الايطالية والمساعدات التي خصصها مؤتمر «باريس3» يلزمها تشريع بعض القوانين ليصار الى صرفها في مشاريع تساعد لبنان على اكثر من صعيد. واتهم عضو اللقاء الديمقراطي (يرأسه النائب وليد جنبلاط) النائب اكرم شهيب امس النظام السوري ومعارضته في لبنان «بافشال المبادرة العربية» بعدما انتقلا من الاعتراف بقائد الجيش رئيسا توافقيا الى اشهار عدم الثقة به وتفسير المبادرة هو الاسم الحركي لرفضها من اساسها، لان الطرف الذي جال وشرح واعطى التفسيرات هو صاحب المبادرة نفسه وليس طرفا ثالثا مكلفا كي يناقش ويعتبر رأيه مجرد وجهة نظر، معتبرا ان المعركة اليوم «هي معركة كل العرب مع النظام السوري»، محذرا من انه اذا «سقط عن لبنان الغطاء العربي نبقى في واحد من اثنين، عودة الاحتلال السوري الى بيروت او مواجهة اقليمية مفتوحة على ساحته». واكد شهيب ان الاكثرية لن تخاف «تهويلهم ولا تهديدهم ولن تنجر الى الشارع». وتواصل التراشق الاعلامي بين «حزب الله» والرئيس السابق امين الجميل على خلفية انتقاد الاخير لكلام امين عام الحزب السيد حسن نصر الله عن «الاشلاء الاسرائيلية»، ورأى النائب حسن فضل الله ان الجميل يصر على «تغطية فعلته بارتكاب مزيد من الخطايا عبر بيانات يذيلها بأسماء مكاتبه وأقاليمه». وقال: «نود تذكير فخامته ومن يحرضه على تأدية هذا الدور، بأنه لن يحصد سوى الخيبة كما هو حال بعض شركائه ممن وضع نفسه رأس حربة إعلامية وسياسية ضد المقاومة وجمهورها، فذلك كله لن ينفع أصحابه في تقديم أوراق اعتمادهم للادارة الأميركية».

ودعا عضو «كتلة التحرير والتنمية» التي يرأسها بري النائب أيوب حميد الى «الاقلاع عن نزعة الغلبة ومنطق السطو السياسي». معتبرا ان هذا هو «المدخل الحقيقي لنجاح اي مسعى لحل الازمة الراهنة».