تعليمات متضاربة إزاء انتهاء مهمة السفير الأميركي في بيروت

حامل الرقم القياسي بين سفراء بلاده في البقاء في لبنان

TT

غادر... لم يغادر... سيغادر.

هذه العبارة تلخص وضع السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان الذي تتضارب تعليمات ادارته بعودته الى بلاده أو بقائه في بيروت، فبعدما حزم «جيف»، كما يناديه اصدقاؤه في لبنان، حقائبه، عاد ليفرغ بعضها للبقاء في لبنان «اياما اضافية» لا يعرف هو نفسه عددها بالرغم من انه ودع الاصدقاء و«بعض الخصوم» من اللبنانيين، وحضر احتفالاً تكريمياً اقيم له بعد الغاء الاحتفال الكبير الذي كان مقررا له يوم حصول عملية التفجير التي استهدفت سيارة لسفارته الاسبوع الماضي.

سمع السفير فيلتمان خبر رحيله من احدى وسائل الاعلام اللبنانية، كما سمع خبر تمديد اقامته في لبنان، وكلاهما كانا عاريين عن الصحة، فالسفير قرر البقاء اياماً اضافية في بيروت، وهو مؤشر يترقبه الكثيرون ليبنوا عليه تحليلهم لتطور الاوضاع في لبنان، فالرحيل يعني دخول لبنان في مراوحة سياسية لا يفيد بقاؤه في الحد منها، بينما البقاء ـ ولو لبضعة ايام ـ قد يعني ان بلاده تتوقع تطورات لبنانية مهمة.

يعرف فيلتمان ان رحيله عن لبنان سيرسم البسمة على وجوه كثيرين من رجال السياسة في لبنان وخارجه، بقدر ما يعرف ان منصبه المقترح في وزارة الخارجية كمساعد لديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط سيمحوها عن وجوههم.

يحمل فيلتمان الرقم القياسي لسفير اميركي بالبقاء في بلد واحد، فالقواعد الصارمة التي تعتمدها الخارجية الاميركية لا تتيح لاي سفير البقاء في دولة ما لأكثر من سنتين ونصف السنة. ولكن في حالة فيلتمان طالت المدة حتى بلغت 3 سنوات ونصف السنة. والسبب هو ارتفاع حرارة الوضع السياسي اللبناني خلال الفترة الماضية، وفيلتمان يمتلك الكثير من «الخبرة اللبنانية» كما ان الخارجية لم تكن واثقة انذاك ان الرئيس اللبناني اميل لحود سيوقع اوراق اعتماد سفير اميركي جديد في لبنان، الامر الذي قد يعني حصول فراغ كبير في لحظات حساسة.