باراك أوباما يحقق فوزا كاسحا في كارولاينا ويتطلع بتفاؤل إلى «الثلاثاء الكبير»

ابنة كنيدي تؤيديه.. ومنافسة صعبة للجمهوريين في فلوريدا.. وحظوظ ماكين وافرة

المرشح الديمقراطي باراك أوباما وحرمه يحييان أنصاره في ولاية كولمبيا امس (أ ب)
TT

حقق السيناتور باراك اوباما فوزاً كاسحاً في الانتخابات التمهيدية في ولاية جنوب كارولاينا لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي للسباق الرئاسي، وعزز هذا الفوز حظوظ اوباما لتحقيق نتائج ايجابية يوم «الثلاثاء الكبير» في الخامس من فبراير (شباط) حيث ستصوت 22 ولاية لاختيار المرشح الذي سيخوض انتخابات الرئاسة باسم الحزب في مواجهة المرشح الجمهوري. وحصل اوباما في جنوب كارولاينا على 55 بالمائة من الاصوات مبتعداً بحوالي 28 نقطة عن هيلاري كيلنتون التي حصلت على 27 بالمائة، وجاء جون ادواردز في المرتبة الثالثة حيث حصل على 18 بالمائة. والقى اوباما بعد فوزه في كارولاينا خطاباً حماسياً بدا فيه متفائلاً بكيفية واضحة من فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي وخوضه انتخابات الرئاسة، وقال إن التغيير الذي يدعو اليه يتطلب تضحيات ولن يكون سهلاً وقد يستغرق وقتاً، واوضح «ستكون هناك انتكاسات وأخطاء ولكن في نهاية المطاف سنحقق التغيير». وشدد اوباما، وسط حشود من انصاره تردد «نعم يمكننا ذلك» وهو احد شعارات حملته الانتخابية، ان جمهوره يتكون من تحالف يضم جميع مكونات الشعب الاميركيين، واشار الى ان هذا التحالف هو القادر «على ايقاف الاشياء السيئة» على حد تعبيره. وقال اوباما إن هذا التحالف يضم جميع الجهات والاديان والاعراق، واضاف قائلاً «هذه انتخابات الماضي في مواجهة المستقبل ...قالوا لنا إن ايوا لن تتكرر لكنها تكررت». على صعيد آخر حكى اوباما انه تلقى تبرعاً من سيدة قدره ثلاثة دولارات وسنتا واحدا، مشيراً الى ان هذه السيدة قالت إنها تبرعت بهذا المبلغ المتواضع من اجل تحقيق التغيير. وتعهد اوباما بوضع حد لما اسماه «السياسة الكارثية للادارة الحالية في واشنطن»، وقال إن الغرض ليس تغيير حزب بآخر في العاصمة الاميركية.

يشار الى ان اوباما كان قد فاز في ولاية ايوا ذات الاغلبية البيضاء في حين فازت هيلاري في نيوهامشير ونيفادا، وهكذا يكون كل من المرشحين المتنافسين فاز في ولايتين حتى الآن. في حين استبعدت ميشغان وفلوريدا من الانتخابات التمهيدية بسبب خلافات تنظيمية بين الديمقراطيين في الولايتين وقيادة الحزب حول مواعيد الانتخابات والكيفية التي يجري بها انتخاب مناديب الحزب للمؤتمر الوطني.

وفي إطار تحليل الاصوات التي نالها اوباما لوحظ ان 78 بالمائة من السود في جنوب كارولاينا صوتوا لصالحه وهم يشكلون اكثر من نصف الكتلة الناخبة في الولاية، في حين نالت هيلاري 18 بالمائة، وهو ما عزز الاعتقاد ان اوباما سيحصل على اصوات الاميركيين الافارقة في ما تبقى من الولايات، كما ان فوزه في ولاية جورجيا الجنوبية ذات الاغلبية السوداء اصبح مؤكداً، بيد ان اوباما حصل كذلك على24 بالمائة من اصوات البيض في كارولاينا، واعتبرت نتيجة ايجابية مقارنة بما كان حققه جيسي جاكسون في الثمانينات في الولاية نفسها حيث حصل على سبعة بالمائة من اصوات البيض.

وصوت معظم الشبان من جميع الاعراق الذين تتراوح اعمارهم بين 18 سنة و30 سنة لصالح اوباما، ووسط المتعلمين صوت لصالحه الحاصلون على درجات جامعية وما فوق. وفي نفس الوقت، انتقلت هيلاري الى ولاية تينسي بعد خسارتها في جنوب كارولاينا، وخاطبت انصارها هناك قائلة «إن السياسي يعمل وفي ذهنه الانتخابات المقبلة ورجل الدولة يعمل وفي ذهنه الجيل الصاعد». ولم تتطرق لخسارتها في كارولاينا واكتفت بتهنئة اوباما، لكنها قالت إن ما يهم الناس هو العمل والصحة والتعليم ودور اميركا في الخارج.

وتحدث المرشح الديمقراطي الثالث جون ادواردز مؤكداً انه سيواصل التنافس حتى آخر الشوط، وقال إنه سيواصل حملته لاسماع صوت الذين لا صوت لهم، وروى حكاية أم لا تملك ما تدفع به قيمة فاتورة جهاز التدفئة وقال إن اطفالها الثلاثة يرتدون كل ليلة ملابسهم وينامون على فراش واحد من اجل تدفئة اجسادهم من البرد القارس وعلق على ذلك قائلاً «هذه الحالة يجب ان تختفي من اميركا ...ولذلك سأواصل حملتي الانتخابية حتى النهاية من أجل مثل هؤلاء».

وستجري يوم الخميس المقبل مناظرة حاسمة بين المرشحين الديمقراطيين الثلاثة وذلك قبل ان يتوجه الناخبون في 22 ولاية للتصويت من أجل اختيار مرشح الحزب الديمقراطي، وكذلك مرشح الحزب الجمهوري.

وفي سياق ذي صلة اعلنت ابنة الرئيس الاميركي الاسبق جون كنيدي إنها تدعم ترشيح باراك اوباما وقالت في بيان اصدرته امس «إنه رئيس مثل والدي».

وفي غضون ذلك سيتواجه المرشحون الجمهوريون في انتخابات صعبة في ولاية فلوريدا، لكن تبدو حظوظ المرشح جون ماكين وافرة خاصة بعد ان حصل على دعم حاكم الولاية. ويتوقع ان ينحصر التنافس في فلوريدا بين ماكين وميت رومني ومايك هاكوبي ورودي جولياني، واذا ما خسر الاخير انتخابات فلوريدا يرجح ان تضع هذه الخسارة حداً لطموحاته الانتخابية.