المعارضة تدعو اجتماع القاهرة الى عدم الانحياز والأكثرية تطالبه بتسمية المعرقلين

إجماع لبناني على دعم المبادرة العربية واختلاف على التفسير

TT

استأثر اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة باهتمام اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم. وأجمعت المواقف على دعم المبادرة، فيما تركز الخلاف حول التفسير الذي حمله الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت خلال زيارته الأخيرة التي حققت اجتماعا بين رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري ممثلا الأكثرية النيابية يرافقه الرئيس الأسبق للجمهورية أمين الجميل ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ممثلا المعارضة. وفيما دعا اطراف في المعارضة أمس الجامعة العربية إلى عدم الإنحياز والحرص على التوازن، طالب نواب من الأكثرية بتسمية المعرقلين والإصرار على تنفيذ المبادرة.

وفي اطار المواقف، تمنى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ان «يسفر اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب عن نتائج ايجابية تعود بالخير على لبنان واللبنانيين وتحقق الوفاق». وناشد قبلان العرب ان «ينجزوا حلا للازمة السياسية في لبنان يحقق الشراكة في الحكم بين مكونات الشعب اللبنانيين ويلغي منطق الاستئثار والتفرد، فلبنان أمانة في اعناق وزراء الخارجية العرب وعليهم الافساح في المجال امام العقلاء في لبنان حتى يعود المتحاورون الى طاولة الحوار والتشاور فينتخبوا العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية بالتزامن مع اتفاقهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة على قاعدة المثالثة. واذا تعثر فلتشكل حكومة وحدة وطنية مصغرة تضم ممثلين للمعارضة والموالاة وتحقق شراكة حقيقية يتعاون من خلالها الطرفان على حل المشاكل والعقبات التي تعترض مسيرة النهوض والاستقرار والتقدم في لبنان».

من جهته، قال مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق: «لقد تعاطت المعارضة مع المبادرة العربية بروح ايجابية على قاعدة ان تكون مرتكزا لحل جذري للمشاكل السياسية المتجذرة في لبنان، لكن الفريق الآخر ارادها ورقة للضغط على المعارضة. ومثلنا لا يؤخذ بالضغط، فكان ان وصلت المبادرة الى باب مسدود. ونقول للجامعة العربية ان هذا الباب المسدود مفتاحه التوازن وعدم الانحياز. واذا اردتم نجاح المبادرة عليكم ان تكونوا على مسافة واحدة من كل الاطراف اللبنانية. وعندما يُراد تفسير المبادرة التي كتبت بلغة عربية نرفض ان تفسر بلغة اميركية وبمعايير الوصاية الاجنبية. فالمبادرة العربية لا تفسر الا بلغة عربية وبمعايير وطنية عندها يمكن فقط ان تشكل المبادرة دفعا نحو الامام لايجاد مخارج للازمة السياسية الراهنة في البلاد».

واعتبر عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك ان الحل «لا يمكن ان يكون الا على اساس المشاركة الفعلية في اطار حكومة وحدة وطنية، لان لبنان وطن واحد لجميع ابنائه». واذ شكر «كل اصحاب المبادرات والغيارى على لبنان وعلى حل مشاكله» طالب وزراء الخارجية العرب بان «يكونوا مصلحين ويقربوا وجهات النظر ولا يتبنوا وجهة نظر على حساب اخرى وان ينصفوا لبنان واللبنانيين ولا تكون مشاكلهم على حساب لبنان، وان لا يميلوا الى هذا الطرف او ذاك الطرف. ودعاهم الى ان «يرفعوا ايديهم عن لبنان اذا لم يتمكنوا من ايجاد الحلول، لان اللبنانيين لديهم القدرة على حل مشاكلهم. والذي عنده خير للبنان فنحن نشكره والذي يريد ان يتلاعب بمصير بلدنا ليس له حظ عندنا لاننا سنقف بوجهه».

واعتبر امين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان «ان لبنان دخل في حالة مراوحة غير مجدية» و«ان المحاور الإقليمية والدولية نجحت في تحويل لبنان الى ساحة صراع اقليمي دولي وربطه بتطور الصراع في المنطقة». وقال في حديث لوكالة الانباء الالمانية «الوضع السياسي في لبنان وازمة الرئاسة يحتاجان الى معالجات لبنانية، اذ انه كلما ربطنا الازمة السياسية بصراع المحاور ازدادت تعقيدا وتعثرا، مع الاشارة الى ان كل المبادرات، اكانت فرنسية او عربية ، وفي حال لم تاخذ بالاعتبار الاولويات اللبنانية، ستجد صعوبة في انتاج حل دائم يؤدي الى الاستقرار الدائم والمنشود ،وليس ادارة الازمة».

وعما اذا كانت المبادرة العربية سقطت ليحل مكانها التدويل، قال: لنقل اننا ما زلنا في دائرة المراوحة، وما يحكى عن تعريب او تدويل ههما وجهان لعملة واحدة. والهدف العملي هو ايجاد حلول لقضايا اقليمبة تمر في لبنان من دون ان تؤخد بالاعتبار المصالح اللبنانية كاولوية ليحل محلها في المكانة الاولى المصالح الاستراتيجية بغياب التصور اللبناني».

وقال رئيس «تيار التوحيد اللبناني» الوزير السابق وئام وهاب: «اليوم تطرح مبادرات. ونحن سنعطي كل الفرص لانجاحها، ومتجاوبون معها اذا كانت تناسبنا. ولكن قبل افلاس هذه المبادرات لن يكون هناك أي تحرك للمعارضة التي بدأت بالمشاورات بين قياداتها، و(الأمين العام لـ»حزب الله») السيد حسن نصرالله يجري لقاءات متواصلة مع قادة المعارضة. وهذه اللقاءات تهدف الى وضع خطة لتحرك المعارضة في اللحظة التي تتوقف فيها المبادرات العربية والدولية. وعندما ستبدأ المعارضة بتحركها، سيكون مدروسا وشاملا ومفتوحا وليس تحركا ليوم او ليومين او لثلاثة أيام».

وقال وهاب: «الطائف انتهى. والأزمة ستبقى مفتوحة حتى اعادة البحث في النظام السياسي القائم. وكل كلام غير ذلك ليس له أي طعم فهذا النظام القائم عاجز عن ادارة البلد، والطائف انجز بادارة سورية ـ اميركية وباتفاق اميركي ـ سوري. وهذا الاتفاق سقط، فكيف يسقط الاتفاق بين الفريقين ويبقى الطائف قائما؟ المطلوب طائف جديد».

إلى ذلك دعا مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» النائب علي بزي «الاشقاء وزراء الخارجية العرب المجتمعين في هذا اليوم ان يسجلوا ولو لمرة واحدة انهم مع لبنان وليسوا مع فئة او جهة او حزب او طرف من اللبنانيين، وان يسجلوا ولو لمرة واحدة انهم تصالحوا وتفاهموا وتضامنوا، لا ان يتصالحوا هناك ويختلفوا في لبنان، فنحن نريدهم متضامنين متفاهيمن في كل المنطقة العربية».

وأكد عضو «كتلة التحرير والتنمية» النائب ايوب حميد ان «المعارضة مازالت تتطلع بايجابية الى الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب لتوضيح مسار المبادرة واعطائها الدفع اللازم لانجاحها بما يؤمن الشراكة الحقيقية بين مكونات الوطن ويحفظ الأسس والثوابت التي قام على أساسها الكيان اللبناني». ودعا السياسيين «الى الابتعاد عن منطق الاستئثار والغلبة، لأن هذا المنطق أدخل البلاد في أزمات متفاقمة تدفعه نحو المزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي».

في المقابل، أمل النائب الدكتور عزام دندشي (تيار المستقبل) من مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة «أن يدعم مبادرته بأن يصر على تنفيذها ويسمي الجهة الحقيقية المعرقلة لهذا التنفيذ وألا يساوي بين الداعم والمعطل. فالمطلوب اليوم موقف تاريخي من السادة الوزراء العرب في هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها لبنان والمنطقة العربية. والمطلوب ألا يسمحوا بأن يبتزهم النظام السوري، عبر اللعب بمصير لبنان واستقراره السياسي والأمني مقابل الإقرار لها بوصاية تحت ما يسمى مصالح».