إسرائيل: إقامة سياج حدودي بين مصر وغزة مسألة وقت

قالت إن الحدود كانت سائبة منذ 60 عاما والقاهرة لن تمانع

TT

قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فلنائي، إن اقامة سياج اسمنتي بين كل من مصر من جهة وقطاع غزة واسرائيل من جهة اخرى مسألة وقت. وفي تصريحات إذاعية شدد فلنائي على أنه من المنتظر أن توافق مصر على اقامة مثل هذا الجدار، على اعتبار أن ذلك يمثل أيضاً مصلحة أمنية مصرية لا تقل عن مصلحة إسرائيل. وقال ان «الحدود الممتدة من البحر المتوسط الى ايلات سائبة، منذ ستين عاما، وانها كانت مسرحا لعمليات التهريب، حتى قبل انهيار الحدود بين قطاع غزة ومصر». واشار فلنائي الى أن السياج الاسمنتي سيقام من حوض البحر الأبيض المتوسط غرب مدينة رفح حتى مدينة إيلات على البحر الأحمر. وكانت اسرائيل قد اعربت عن مخاوفها من إمكانية ان يستغل مقاومون فلسطينيون الاوضاع الحالية ويقوموا باختطاف سياح اسرائيليين من سيناء ويقودوهم الى داخل قطاع غزة. من ناحية ثانية اكد وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، ان اسرائيل ستواصل سياسة اغلاق المعابر المؤدية الى قطاع غزة، مع حرصها على عدم حدوث ازمة انسانية في القطاع. وجاءت تصريحات باراك هذه، قبيل لقاء جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، طالب خلاله عباس بتسليم المعابر للسلطة الفلسطينية. واشار باراك خلال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية امس، الى ان السلطات المصرية، تميل الى اغلاق الحدود مع القطاع في منطقة رفح، لكن هذا يحتاج الى بعض الوقت. وحسب باراك فان قوات الأمن الاسرائيلية كثفت نشاطاتها تحسبا لمحاولات المنظمات الفلسطينية، تنفيذ عمليات انطلاقا من قطاع غزة. وفُسر كلام باراك على انه قطع طريق على محاولات الفلسطينيين تسلم معابر القطاع. ومن غير المعروف، ما اذ كانت اسرائيل ستقبل بتسليم المعابر الى رئاسة السلطة كما يطالب عباس، اذ تسود الشكوك الاوساط الامنية الاسرائليية حول قدرة حرس الرئاسة الفلسطينية على ضبط الامن على حدود غزة مع مصر. وقالت مصادر امنية اسرائيلية ان الدوائر الامنية الاسرائيلية، تجري اتصالات مع مصر سعيا منها لاعادة اغلاق حدودها مع قطاع غزة، واعادة الامور الى سابق عهدها، وعلم ان باراك اوعز الى رئيس الهيئة السياسية الامنية في وزارته، عاموس غلعاد، للقيام بهذه المهمة.

وفي المقابل، لمحت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية الى مفاوضات تجريها حماس مع الاسرائيليين عن طريق المصريين، لانهاء ازمة المعابر، من خلال وقف الصواريخ مقابل فتح المعابر، وهو ما تنفيه حماس. لكن الصحيفة نقلت عن مصادر امنية في اسرائيل قولها انها ابلغت المصريين بان على حماس وقف الصواريخ اولا، مقابل النظر في قضية المعابر. وفي جلسة الحكومة الاسرائيلية، دعا الوزير ايلي يشاي، زعيم حركة شاس الدينية المتطرفة، رئيس الوزراء الاسرائيلي الى وقف الاتصالات السياسية مع الفلسطينيين. وقال يشاي انه ليس هناك شريك فلسطيني، في ظل استمرار اعتداءات فتح على اسرائيل، (في اشارة الى بعض العمليات الاخيرة في الضفة). واعرب يشاي عن اعتقاده بانه يجب التحاور مع مصر حول سبل حل قضية المعابر بين سيناء وقطاع غزة وسبل وقف اطلاق القذائف الصاروخية من القطاع الى اسرائيل. معتبرا ان مصالح اسرائيل ومصر متطابقة وتقضي بان يسود الشرق الاوسط الهدوء والاستقرار. وشدد يشاي على ضرورة تكثيف العمل الاستخباري في قلب سيناء من اجل جمع المعلومات الاستخبارية اللازمة لإحباط أي عمليات قد تخطط لها جهات معادية. واشار الى أن اسرائيل امتنعت عن السيطرة على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، خشية أن تنجر الى شن حملة عسكرية واسعة، موضحا أن الوجود العسكري على الشريط الحدودي قد يدفع حركة حماس الى استهداف القوات الإسرائيلية في المكان، الأمر الذي يجبر اسرائيل على شن حملة واسعة على قطاع غزة.

اما الوزير زئيف بويم، فاعرب عن اعتقاده بأنه يتعين على اسرائيل اعادة النظر في قضية الحدود الدولية مع مصر في أعقاب التطورات الأخيرة واستغلال هذا الوضع بشكل يفيد دولة اسرائيل. وقال بويم للاذاعة الاسرائيلية انه يجب العمل بهذا الاتجاه بالتعاون مع مصر من منطلق الافتراض بأن القاهرة ستبدي الآن تفهماً أكبر للتحفظات الاسرائيلية على طريقة تعاملها مع القضايا الحدودية. وتضغط السلطة الفلسطينية لاجل تسلم المعابر بالترتيب مع الاسرائيليين والمصريين، من دون ان تتدخل حماس، التي ترفض بدورها تسليم المعابر الى الرئاسة الفلسطينية من دون اتفاق مسبق.