أسواق غزة تخلو من الباعة.. ووسائل النقل تتجه فقط نحو الحدود

مصر تسيطر على حركة وصول الفلسطينيين إلى العريش ومئات البضائع محتجزة عند جسر قناة السويس

TT

فوجئت إنعام هلال، 34 عاماً، عندما توجهت صباح أمس الى السوق الشعبي في مخيم «المغازي» للاجئين، وسط قطاع غزة عندما وجدت السوق خاويا من معظم الباعة والمتسوقين ايضا، والمحال التجارية قد اغلقت أبوابها. فعادت ادراج الرياح خائبة بدون أن تتمكن من التسوق كما تفعل صباح كل يوم أحد. فمعظم الباعة وأصحاب المحال التجارية قد توجهوا الى منطقة الحدود مع مصر لزيارة اقاربهم في مدن وبلدات صحراء سيناء، أو للتزود بالحاجيات ولشراء بضائع. ماجد الغصن، 28 عاماً، المدرس في مخيم النصريات قال لـ«الشرق الأوسط» انه منذ يومين يحاول العثور على محل حلاقة لقص شعره، لكن فوجئ بأن جميع هذه المحال قد اغلقت أبوابها، لأن اصحابها قد غادروا ايضاً الى سيناء. في نفس الوقت، فان حركة النقل العام اصبحت مخصصة لنقل المواطنين الفلسطينيين جنوباً الى الحدود. اصحاب المصالح والطلاب الذين يغادرون في الصباح الى اماكن اعمالهم في الشمال يضطرون للانتظار وقتاً طويلاً جداً لعدم توفر سيارات الأجرة التي تنقل الركاب، حيث أن هذه السيارات تقوم بنقل الركاب الى الحدود. وبالطبع فإن الذي يدفع اصحاب مركبات النقل العام لنقل الركاب هو قدرتهم على التحكم في تسعيرة النقل، حيث اسعار النقل باتجاه الشمال ثابتة دائما ولا يستطيعون التلاعب بها.

في مركز كل مدينة ومخيم وقرية في القطاع توجد حافلات على مدار الساعة تكون جاهزة لنقل الركاب في كل وقت يشاءون الى الحدود، وجميع شركات النقل العام قد خصصت مركباتها لهذا الغرض. اللافت للنظر أنه على الرغم من أن قيام الشرطة المصرية بتكثيف جهودها لمنع الفلسطينيين من التوجه الى المدن المصرية وتحديداً العريش، إلا أن آلاف المواطنين الفلسطينيين ما زالوا يتوجهون الى سيناء. وقد شرعت سلطات الأمن المصرية بإجراءات لإغلاق مدينة العريش المصرية ومنع آلاف الفلسطينيين من التوجه إليها، في حين تركت مدينة رفح المصرية والحدود مفتوحتين أمام المواطنين الفلسطينيين.

وقال شهود عيان إن السلطات المصرية بدأت السيطرة بشكل كبير على حركة نزوح الفلسطينيين إلى مدينة العريش المصرية، حيث يقتصر وجودهم الآن على مدينتي رفح والشيخ زويد، فيما منعت مئات شاحنات المساعدات والبضائع من المرور على جسر قناة السويس في طريقها إلى رفح لتقليل حجم المعروض من السلع أمام الفلسطينيين ووقف تدفقهم إلى الأراضي المصرية.

واستمر تدفق الآلاف الفلسطينيين لليوم الخامس على التوالي إلى الأراضي المصرية عبر الفتحات التي تم تفجيرها في الجدار الحديدي بين مصر غزة، إلا أن وجودهم استمر محصورا في مدينتي رفح والشيخ زويد.

وقالت مصادر أمنية انه يتم الآن منع وصول الفلسطينيين إلى مدينة العريش بعد أن نفدت السلع الغذائية من كل المحلات نتيجة حركة الشراء الضخمة التي قام بها الفلسطينيين خلال الأيام الماضية. وأضافت انه تم إغلاق كافة الطرق الجانبية التي كان الفلسطينيون يجتازونها إلى مدينة العريش كما تم تشديد الإجراءات الأمنية على الحواجز الأمنية التي انتشرت في الطرق من رفح إلى العريش لمنع وصول الفلسطينيين إلى المدينة.

واختفى معظم الفلسطينيين أمس من مدينة العريش بعد ما استمر إغلاق المحلات لليوم الثاني على التوالي بعد أن نفدت السلع الغذائية منها. وقال عدد كبير من الصيادلة بمدينتي رفح والعريش أن جميع كميات ألبان الأطفال وأدوية القلب والسكر والمضادات الحيوية قد نفدت، وأن الإمدادات متوقفة مما يهدد أبناء المحافظة من المرضى. من جانبه، قال أسامة ذكرى مدير عام الغرفة التجارية بالعريش إنه الاتصال جار بالشركات الصناعية والتجارية لتزويد المحافظة بكميات جديدة من السلع والمواد الغذائية بعد نفاذها بسبب الإقبال المتزايد عليها من جانب الفلسطينيين. وأشار الى ظهور «سوق سوداء» لرفع الأسعار وبيع السلع بأضعاف سعرها الرسمي مما أثر على المواطنين من أبناء المحافظة، موضحا أن هناك عشوائية في البيع الذي يتم بدون تنسيق مسبق إضافة إلى دخول أعداد كبيرة من سيارات بعض الشركات وتجار الجملة من خارج المحافظة.

على صعيد متصل، منعت السلطات المصرية المئات من شاحنات المساعدات والبضائع من عبور جسر قناة السويس والوصول إلى مدينة رفح في محاولة لتقليل حجم البضائع المعروضة أمام الفلسطينيين الذين استمر نزوحهم إلى الأراضي المصرية لليوم الخامس على التوالي لإجبارهم على وقف نزوحهم. وقال صبري خلف الله، النائب بالبرلمان المصري عن محافظة الإسماعيلية، إن هناك نحو 300 شاحنة تحمل البضائع والمساعدات قد منعت وعادت مرة أخرى إلى مختلف محافظات مصر بعد أن سقطت الأمطار عليها وخشي أصحابها أن تتعرض للتلف.