نشطاء «القاعدة» يسألون الظواهري عن استراتيجية التنظيم والانحباس الحراري وصحة بن لادن

تساءلوا عن أسباب الصمت في حصار نهر البارد وندرة العمليات ضد إسرائيل وإيران

TT

قبل شهر من الآن دعا تنظيم القاعدة الصحافيين وغيرهم لطرح أسئلة عبر الإنترنت على الرجل الثاني بهذا التنظيم أيمن الظواهري، وكانت النتيجة أن أرسلت قرابة اكثر من ألف سؤال وتبين من نوعية الأسئلة أن مؤيدي القاعدة المفترضين لا يعرفون عنها أكثر مما يعرفه الباحثون والخبراء الغربيون.

وكثيرا من الأسئلة انصب على إستراتيجية القاعدة والحالة الصحية لزعيمها أسامة بن لادن، ومدى وجود التنظيم بمناطق التوتر. وحسب موقع سايت الأميركي المتخصص في متابعة المواقع الجهادية، فإن أكثر سؤالين وردا كانا: «لماذا لم تنفذ القاعدة عمليات بفلسطين؟» و«لماذا التزمت زعامة القاعدة الصمت خلال حصار الجيش اللبناني للجماعة الجهادية بنهر البارد؟» الصيف الماضي.

وضمن الاسئلة الغريبة التي تلقتها المواقع القريبة من القاعدة، امرأة خاب أملها لنقص الفرص في القاعدة، ومناصر للتنظيم يتساءل ما اذا كان على المسلمين التعامل بالذهب بدلا من الدولار هما ضمن مئات الاشخاص الذين وجهوا أسئلة عبر شبكة الانترنت الى الظواهري». وتفيد مجموعة سايت وهي وكالة لمراقبة الارهاب مقرها الولايات المتحدة أن امرأة استفسرت قائلة: «سؤالي هو.. ما دور المرأة في القاعدة... نحن من يجلسن بقلوب منكسرة ونبقى هنا دون عمل شيء». وقال موقع سايت ان الموعد النهائي لتلقي الاسئلة كان 16 يناير (كانون الثاني) الحالي ومن المتوقع الاجابة على مختارات منها في الاسابيع القليلة المقبلة. فيما اشار اصوليون بلندن لـ«الشرق الاوسط» ان الاجوبة على الاسئلة الموجهة للظواهري ستكون بحدود 18 فبراير (شباط) المقبل. وكان الجهاز الإعلامي التابع لتنظيم القاعدة والمعروف بـ«سحاب» أكد أنه سينشر الإجابات في أسرع وقت ممكن دون أن يحدد تاريخا لذلك.

وسأل من عرف نفسه بالاسم المستعار «باقي العقبى» قائلا «متى سنرى رجال القاعدة ـ حفظهم الله ـ يشنون الجهاد بفلسطين؟».

أما من عرف نفسه بأبي قتادة فقال: «هل تلتقون بابن لادن وكيف هي صحته؟»، أما «الصارم البتار» فأراد بدوره معرفة ما إذا كان «نقل الحرب على الصليبيين إلى قعر دارهم أصعب وأكثر كلفة من قتلهم داخل البلاد الإسلامية؟».

فيما طرح المدعو عمر الراشد السؤال التالي: «لماذا لم تشهد إيران أية عمليات للقاعدة رغم أن جميع الناس مطلعون على الدور الذي تلعبه طهران في المجازر التي يتعرض لها السنة؟».

أما المدعو أبو أسد فكان سؤاله: «ما رأيكم حول مشكلة الانحباس الحراري، وما تأثير ذلك على الحرب التي تشن حاليا ضد الإسلام؟».

وحسب خبراء في الحركات الاصولية فإن رد الظواهري قد يأتي في هيئة فيلم وثائقي أو مقابلة مصورة مع مؤسسة سحاب». ورغم أن من المعتقد أن الظواهري وغيره من كبار قادة القاعدة مختبئون في منطقة نائية من باكستان الا أن محللين يقرون للتنظيم بالكفاءة العالية في استخدام شبكة الانترنت. وقال ادم ريسمان كبير المحللين لدى سايت ان المنتدى شبه التفاعلي مع الظواهري يجعله يبدو بمظهر من يمكن الوصول اليه.

وقال: «انه احساسا أكبر بروح الجماعة في هذه المنتديات المرتبطة بالقاعدة حين يستطيع الاعضاء نقل مخاوفهم الى القيادة حيث قد تكون هناك فرصة أن يرد عليهم. كما يسمح لهم بتحقيق جانب من هدفهم الدعائي». ومن بين الموضوعات الساخنة أراد موجهو الاسئلة معرفة ما اذا كان للقاعدة وجود في المناطق الفلسطينية أو ان كانت تعتزم ذلك. ومن المعتقد أن التنظيم يريد موطئ قدم لكنه يواجه منافسة من حركة المقاومة الاسلامية «حماس» ذات النفوذ.

وسأل كثيرون عن العلاقات بين القاعدة وجماعات محلية وكيف تستطيع جماعة محلية الانضمام الى القاعدة والدور الملائم للمتشددين في بلدانهم.

وسأل سائل: «هل يجوز للبريطاني المسلم قتل مدنيين بريطانيين سواء كانوا كفارا أو مسلمين اذا كانوا يساندون الحرب على أفغانستان والعراق وغيرهما».

وتقول وكالات مخابرات أميركية ان القاعدة أعادت تنظيم صفوفها بعد طردها من أفغانستان فيما يرجع جزئيا الى تبنيها هيكلا لامركزيا من الروابط الفضفاضة مع جماعات محلية واقليمية.

وأثيرت مسألة دور المرأة كثيرا. وسئل الظواهري: «هل المرأة في منطقة المغرب العربي عليها واجب الجهاد واذا كان الامر كذلك هل يجوز لها ترك أولادها مع شخص اخر والذهاب للجهاد». وقال ريسمان ان منتديات الجماعات الاسلامية على شبكة الانترنت كثيرا ما تناقش ما اذا كان دور المرأة يجب أن ينحصر في مساعدة الرجل أم أن عليها تنفيذ عمليات بنفسها. وقال: «انه سؤال قديم لم يعالج على وجه التحديد». وسأل كثيرون عن الواجب على مسلمي الغرب مثل: «الى أي مدى يجب أن تكون الضربات ضد كفار الغرب في بلدانهم وما هي النتيجة المرضية.

وكانت هناك انتقادات ضمنية حيث تساءل البعض عن جواز قتل المسلمين الاخرين. وسأل واحد يقول قائدنا المحلي في تنظيم دولة العراق الاسلامية أمر بقتل أناس أبرياء شرفاء خلال نزاع محلي. ماذا نفعل معه». كما أوقدت التجارة والاقتصاد شرارة الفضول. فقد سأل أحدهم: «هل من الحيوي للقاعدة أن ترفع مستوى معيشة مؤيديها بالشكل الذي تجده الدول الغربية مهما».