فيليبي غونزاليس يدعو إلى مباشرة إصلاحات دستورية في المغرب

عبر عن ثقته وتفاؤله بالتطور السياسي في عهد الملك محمد السادس

TT

عبر رئيس الوزراء الإسباني الأسبق فيليبي غونزاليس عن ثقته وتفاؤله بالتطور السياسي الحاصل في المغرب، منذ ارتقاء الملك محمد السادس سدة الحكم، ودعا، من ناحية أخرى، إلى إصلاحات دستورية في البلاد. وسجل غونزاليس خلال الندوة التي نظمها أخيرا في الرباط، المعهد الإسباني البرتغالي حول موضوع «المغرب بعد الانتخابات التشريعية»، أن فضاء الحريات العامة في المغرب اتسع، وأصبح المغاربة يحسون بالاطمئنان وهم يناقشون قضايا بلادهم. ودعا الى مباشرة إصلاحات دستورية في المغرب، يتم بمقتضاها إعادة توزيع متوازن للسلطات في اتجاه تقليص معقول ومتفق عليه بين الطبقة السياسية، لبعض صلاحيات الملك التي يخولها له الدستور الحالي.

واقترح السياسي الإسباني، احتفاظ الملك بالكلمة الأخيرة والعليا في مجالات الدفاع والسياسة الخارجية، بل انه لا يرى عائقا في احتفاظه كذلك بصلاحيات معينة في مجال السياسة الداخلية. وربط غونزاليس دعوته، بما أفرزته الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 سبتمبر (أيلول) الماضي، وما شابها من عزوف كبير للناخبين عن المشاركة فيها، مما يدل من وجهة نظره، على أن الناخب المغربي لم يكن مقتنعا بأن صوته سيكون حاسما في تغيير طبيعة السلطة، في إشارة إلى محدودية الصلاحيات المخولة للمؤسسة البرلمانية بغرفتيها، مما ينتج عنه حسب الزعيم الاشتراكي صعوبة للناخب المغربي حالت دون تحديده للماسك حقيقة بزمام السلطة التنفيذية.

وليست هذه المرة الأولى التي يدلي فيها الزعيم الاشتراكي الإسباني، برأيه الصريح في مجمل الأوضاع في جارة بلاده، خاصة أنه لا يخفي صداقته للمغاربة، كما دفع خليفته في أمانة الحزب ورئاسة الحكومة خوصي لويس ثاباتيرو، نحو تمتين العلاقات مع المغرب، على الرغم من أنه لم يعبر عن رأي صريح بخصوص الزيارة التي قام بها إلى مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين، ملك اسبانيا خوان كارلوس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبرأي بعض الذين تابعوا الندوة التي شارك فيها غونزاليس، فإنه ما كان هذا الأخير ليجرأ على الجهر بما قاله، لولا ثقته بأن كلامه سيتم الإصغاء إليه، وأنه ربما وجد قبولاً من الذي يوجه إليه، أي الملك محمد السادس، خاصة أن موضوع الإصلاحات الدستورية لم يعد محرما في المغرب، إذ سبق للعاهل المغربي في عدد من خطبه أن لمح إلى هذا الاحتمال، الذي يسير في خط متواز مع فكرة الحداثة السياسية، وتفعيل المؤسسات التي ينشدها ويعمل من أجل تأهيلها وإكسابها المصداقية الضرورية حتى يلتف الرأي العام الوطني حولها. ي شار إلى أن حضور غونزاليس، مؤشر آخر على ذوبان الجليد في محيط العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب بعد الأزمة الأخيرة التي عرفتها، بل يمكن القول إن مشاركة زعيم وضمير الاشتراكيين الإسبان، تقف وراءها الرغبة في تسخين وتلطيف أجواء العلاقات بين البلدين. يذكر أن غونزاليس، ساند المغرب في الترويج لاحتضانه مباريات كأس العالم عام 2012 التي فازت بتنظيمها دولة جنوب أفريقيا. كما شارك بنفس الفعالية في الدعوة لترشيح طنجة لاستضافة المعرض العالمي الذي ظفرت به كوريا الجنوبية.