فشل جهود أنان للوساطة في إنهاء الأزمة الكينية

اشتباكات تسفر عن مقتل أكثر من 10 في منطقة الوادي المتصدع

TT

أسفرت الاشتباكات العرقية عن مقتل 10 على الاقل في منطقة الوادي المتصدع في كينيا امس في الوقت الذي التقى فيه الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان بزعيم المعارضة رايلا أودينغا لمحاولة حل أزمة مستمرة منذ شهر وأسفرت عن سقوط 750 قتيلا.

وقال انان أول من امس ان الاضطرابات التي نتجت عن اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي تحولت الى ما هو أسوأ وانتقد انتهاكات حقوق الانسان «الجسيمة والمنظمة» بعد زيارة الوادي المتصدع وطالب باجراء تحقيق.

وأحصى مراسل لرويترز في نيفاشا عشر جثث؛ منها ست محترقة وأربع مشوهة بعد اشتباك أفراد من قبيلة كيكويو التي ينتمي اليها الرئيس مواي كيباكي مع أفراد من قبيتلي لو وكالنجين اللتين تدعمان أودينغا.

وحملت شاحنتان جنودا لنشرهم في المنطقة في الوقت الذي ترددت فيه أصداء الأعيرة النارية بشكل متقطع وتصاعد الدخان من المنازل والسيارات المحترقة. وسدت حواجز طرق الطريق السريع الغربي الرئيسي في كينيا خارج البلدة وأعادت الشرطة السيارات المتجهة نحو المنطقة. وقال دومينيك كارانجا، وهو من قبيلة كيكويو، وكان يراقب الجنود وهي تزيل حواجز الطرق التي ساعدت على اقامتها «إن القبائل في كينيا ليست متفقة. وكأن كل القبائل ضدنا.. وما من أحدٍ يحمينا.. هؤلاء الناس يهاجموننا، لذلك نريد اعادة هؤلاء المنتمين (لقبيلتي) لو وكالنجين».

وتم نهب عدة متاجر؛ بما في ذلك مقهى مجاور للانترنت، كما كانت هناك أجهزة كومبيوتر محطمة ومحترقة تتناثر في الشارع. وهدد العنف بافساد جهود الوساطة التي يقوم بها أنان الذي طالب الطرفين المتنازعين اليوم باختيار أربعة مسؤولين لاجراء المزيد من المحادثات بعد أن أجرى مباحثات مع أودينغا.

وزار أنان مناطق من الوادي المتصدع أول من أمس الذي تفجرت فيه الاشتباكات. وحذر من أن الاضطرابات التي نتجت عن اعادة انتخاب الرئيس كيباكي تحولت الآن الى ما هو أسوأ الى جانب وجود انتهاكات «جسيمة ومنظمة» لحقوق الانسان. وقال «يجب ألا نخدع أنفسنا ونعتقد أن هذه مشكلة متعلقة بالانتخابات. انها مشكلة أوسع وأعمق بكثير». ومضى يقول «علينا أن نعالج المسائل الاساسية التي أدت لما نشهده اليوم. اذا لم نفعل ذلك فربما نعود الى هذا الوضع مرة أخرى بعد ثلاث أو خمس سنوات». وسبب الانزلاق المفاجئ لنيفاشا وبلدة ناكورو الساحلية التي كانت هادئة الى معارك قبلية ضارية تزايد القلق منذ الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 27 ديسمبر (كانون الاول) والتي دفعت بالبلاد الى الفوضى.ولقي المئات حتفهم خلال هذه الاضطرابات. كما اضطر ربع مليون شخص للفرار من ديارهم. وأفسدت صورة البلاد باعتبارها بلدا مستقرا، وأذهلت قوى العالم وأضرت بأبرز الاقتصادات الواعدة في المنطقة.

غير أن الكثير من الكينيين يقولون ان الزعماء على جانبي الصراع السياسي لا يبدون دلالة تذكر على معالجة الخصومات القبلية المتأصلة بسبب الاراضي والتجارة والسلطة والكثير منهم ولدوا قبل أكثر من 45 عاما خلال الحكم الاستعماري البريطاني.

وكتب الصحافي جيتاو واريجي في «صنداي نيشن» مقالا يقول فيه «كانت الانتخابات مجرد متنفس للكراهية التي ظلت تستعر لسنوات».