وفاة الرئيس السابق سوهارتو في هدوء بعد أن دخل في غيبوبة

رجل إندونيسيا القوي يترك إرثا مثيرا للجدل

TT

توفي الرئيس الاندونيسي السابق سوهارتو امس عن، 86 عاما، بعد العديد من المشاكل الصحية. وسوهارتو الذي كان بعض الاندونيسيين يصفونه بأبي التنمية خلال فترة حكمه للبلاد التي دامت 32 عاما في حين اتهمه آخرون بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان توفي في المستشفى بعد أن دخل في غيبوبة وعانى من فشل في العديد من أجهزة الجسم.

وقال الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو في بيان «نيابة عن الامة والشعب والحكومة وعن نفسي أقدم التعازي. أطلب من كل الناس في اندونيسيا الدعاء لسوهارتو لكي يتقبل الله صالح أعماله واخلاصه للامة. وأدعو الله أن يمنح أفراد عائلته القوة لمواجهة هذه المحنة. السيد سوهارتو قدم خدمات كبيرة للامة».

وتجمع أفراد عائلة سوهارتو في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية في مستشفى برتامينا في جاكرتا حيث كان يعالج بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ. وقالت ستي هاديجانتي روكمانا ابنة سوهارتو الكبرى والمعروفة بتوتوت وهي تبكي في مؤتمر صحافي في المستشفى «نحن الاسرة بأكملها نشكر كل من صلى من أجل والدنا». وصرح ماردجو سويبياندونو كبير الفريق الطبي الذي تولى علاج سوهارتو في المؤتمر الصحافي بأن سوهارتو «توفي في هدوء».

وكان سوهارتو في حالة حرجة في المستشفى منذ الرابع من يناير (كانون الثاني) الحالي بعد أن عانى من مشاكل في القلب والرئتين والكليتين. وفي الوقت الذي كان يرقد فيه على فراش المستشفى كان الاندونيسيون في شتى أنحاء الارخبيل يناقشون ارثه وما اذا كان يجب أن تمضي الحكومة قدما في الاجراءات القانونية ضده بتهمة الكسب غير المشروع.

وقال محمد أسيجاف أحد محامي سوهارتو «يجب أن تتوقف الدعوى المدنية لاننا لسنا في وضع لتمثيل السيد سوهارتو لانه توفي. والآن يجب أن يتعامل الادعاء مع العائلة لتسوية الامر». وقاد سوهارتو رجل اندونيسيا القوي سابقا بلاده خلال ثلاثة عقود من النمو الاقتصادي السريع والاستقرار ليرى كثيرا من أعماله تنهار في غضون أشهر مع سقوط البلاد في حالة من الفوضي.

وأطيح بالجنرال السابق من منصبه في 21 مايو (أيار) 1998 وسط أزمة اقتصادية ضارية واحتجاجات حاشدة وأعمال شغب في جاكرتا مما أسفر عن مقتل 1200 بينما شوهت اتهامات بنهب اسرته المليارات من خلال صفقات فساد وقادت السنوات التي اعقبت الاطاحة به والتي شابها اراقة دم لاسباب طائفية وانهيار اقتصادي وضعف الحكومة وعودة بعض الاندونيسيين للحنين لعودة نظام حكمه الصارم. وتلاشت هذه النظرة مع تحول اندونيسيا لحكم ديمقراطي وتعافيها اقتصاديا وكثيرون لا يمكنهم غفران أعمال النهب وانتهاكات حقوق الانسان التي تفشت في عهد سوهارتو. ويقول منتقدون ان سوهارتو واسرته جمعوا 45 مليار دولار من رشى أو صفقات حين كان النفوذ السياسي سبيلا للفوز بالعقود ونفى سوهارتو هذه الاتهامات. وفشلت محاولات حكومات متعاقبة وان كان بعضها غير جاد تماما لمحاكمته بتهم الفساد لان المحاكم قبلت بدفعه بانه مريض لدرجة تحول دون محاكمته.

ورفض سوهارتو الاتهامات باخفاء ثروته في الخارج. وفي العام الماضي أصدرت المحكمة العليا حكما ضد مجلة «تايم» يقضي بدفع أكثر من مائة مليون دولار كتعويض لسوهارتو في قضية قذف بشأن قصة غلاف عددها الصادر في عام 1999 حيث ذكرت ان ثروته واسرته حوالي 15 مليار دولار. واستأنفت المجلة الحكم.