السباق للرئاسة الأميركية يدخل مرحلة جديدة من التنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين

هيلاري وأوباما يتنافسان على أكبر عدد من المندوبين عبر الرسائل الإلكترونية والهاتف والزيارات

TT

يدخل السباق الرئاسي مرحلة جديدة مع انتقال المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين من انتخابات تمهيدية ولاية بولاية إلى مقاطعات برلمانية أوسع.

وهذا التحول المكاني سيؤثر على استراتيجيات المرشحين لكلا الحزبين مع تحركهم للتنافس من ساحل إلى ساحل بدلا من ولاية إلى ولاية يوم 5 فبراير(شباط) المقبل، حيث سيتم اختيار 51% من مندوبي الحزب الجمهوري و52% من مندوبي الحزب الديمقراطي من هناك. وهذه هي المرة الأولى التي تتحول فيها الحملة إلى بحث طويل للحصول على المندوبين بدلا من أن يكون السعي لكسب سلسلة من الولايات بشكل متتالٍ، منذ عشرين عاماً.

وضمن هذا السياق، قال ديفيد بلوف، مدير حملة السيناتور الديمقراطي باراك أوباما: «نحن سنتنافس في 22 ولاية بالكامل. أنت لا تستطيع تجاهل الولايات لكنك تريد أن تحصل على أقصى ما يمكن من المندوبين. ففي نهاية الأمر هو تنافس على المندوبين».

أما كارل فورتي، المدير السياسي للمرشح الجمهوري ميت رومني، فقال: «هناك أمران يتقدمان إلى الأمام في الوقت الحالي؛ الأول هو الزخم والثاني هو الوفود التي تضم المندوبين».

بالنسبة للجمهوريين، هذا يعني على سبيل المثال، أنه في عشر مقاطعات برلمانية من كاليفورنيا ذات كثافة ديمقراطية عالية بينما يبلغ عدد المسجلين مع الحزب الجمهوري قليلا نسبيا، وهذا ما يجعل الأمر أسهلَ، وأقل تكلفة للفوز في المقاطعة والمندوبين الثلاثة. ويتجه كلا السيناتورين الجمهوريين جون ماكين ورومني إلى هناك غدا. أما بالنسبة للسيناتور هيلاري كلينتون وأوباما، فهذا يعني ضرورة استثمار المصادر من رسائل الكترونية إلى هواتف وزيارات المرشحين في المقاطعات البرلمانية حيث يمكن الحصول على مندوبين لصالحهما هناك.وتحت القواعد الديمقراطية، فإن المرشحين الذين يسجلون نتائج جيدة في المقاطعات البرلمانية ينتهون عادة إلى تقسيم المندوبين لصالحهم، وحينما يكون هناك عدد فردي من المندوبين، فإن المندوب الزائد يذهب إلى المرشح الذي يحصل على أصوات أكثر.

وقال أوباما: «كل شيء متعلق بالمندوبين»، حينما صرخ في جمهوره المؤيد ذات يوم. وتشمل جولته زيارة إلى كاليفورنيا، لكنه سيزور ولايات أصغر أيضا حيث يمكن الحصول على مندوبين لصالحهم منها، وهذا يتقرر فيما إذا كان سيفوز بالولايات نفسها: أريزونا وكنساس وميسوري ونيو مكسيكو. لا يشكل هذا الوضع الجديد تحدياً فقط أمام الوسائل التي يتبعها المرشحون للدخول في المنافسة بل هو يثير قدرا من الاضطراب حول الكيفية التي سيتم وفقها تقييم المنافسات نفسها عن طريق الحملات وبواسطة وسائل الإعلام الإخبارية التي تقوم بتغطيتها. ووفق قواعد الحزب الديمقراطي، فإن من الممكن للمرشح بالفوز بالأغلبية في الولايات يوم 5 فبراير، أن يتمتع بالتصديق الذي يأتي مساء مع الخارطة التي تعرضها القنوات التلفزيونية عن الانتصار الذي سجله على الأرض، بينما ينتهي منافسه بالحصول على العدد الأكبر من المندوبين.

أما بالنسبة للجمهوريين، فإنه من الممكن للمرشحين الفوز بتصويت جماهيري واسع في كاليفورنيا، لكنهم ينتهون مع عدد من المندوبين أقل من منافسيهم لأن النظام يؤكد حصول الفائز بكل المندوبين في سباق المقاطعات البرلمانية (الخاصة بالكونغرس).

وقال ديفيد اكسلرود، المستشار الرفيع لأوباما: «يتطلب هذا السباق من الجميع أن يضعوا جانباً كل افتراضاتهم السابقة والبدء بالتفكير من جديد. الأمر المهم هو بالنسبة لانتخابات 5 فبراير التمهيدية أي سنكون من حيث عدد المندوبين الذين يقفون إلى جانب المرشح. وتخميني هو أن واحدا منا سيكون في المقدمة، لكن لا بشكل حاسم، وواحد منا سيكون في الخلف لكن لا بشكل حاسم، وهذا سيستمر طوال الوقت». وكان لدى الديمقراطيين استعراض لهذا في انتخابات نيفادا التمهيدية عندما فازت كلينتون بالأصوات الحقيقية للناس الذين حضروا المؤتمرات الانتخابية، ولكن اوباما فاز بحصة 13 مندوبا مقابل 12 لها، مما ترك الجانبين يتساءلان عمن الذي كان فائزا. وتجدد الصراع يوم الأحد، عندما جادل مساعدون لكلينتون بأن انتخابات فلوريدا التمهيدية يوم الثلاثاء يجب مع ذلك أن تصور كمعيار لقوة المرشحين. وسخر مستشارو أوباما من هذه الحجة اذا ما أخذنا في الحسبان ان الانتخابات التمهيدية هي مثل مسابقة جمال. واحتمال المسير البعيد الأمد واقعي بالنسبة للديمقراطيين اذا ما اخذنا في الحسبان ان كلينتون واوباما يبدوان متضارعين في الموارد والموهبة السياسية. والأمر اقل تأكيدا في الجانب الجمهوري، ارتباطا بحصيلة الانتخابات التمهيدية للحزب هنا يوم الثلاثاء، وقال مساعدون لرومني وماكين انهم اوقفوا الكثير من القرارات الحاسمة، خصوصا الى اين يتوجهون وكيف يستثمرون الموارد اعتمادا على من يفوز في فلوريدا. وقال مساعدون في حملة ماكين انه اذا ما خسر رومني هنا يوم الثلاثاء، فان ذلك سيمهد الطريق أمام ماكين ليفوز بترشيح الحكام التقليديين. غير أن مساعدي ماكين قالوا إنهم يتخذون قرارات بشأن التعامل مع ولايات اخرى يوم الخامس من فبراير اعتمادا على ما يحصل من جانب المندوبين، وينظرون أولا واخيرا الى مجموعة من الولايات حيث يحصل الفائز على أصوات جميع المندوبين إما على نطاق الولاية وإما مقاطعة بعد اخرى. وبالنسبة للديمقراطيين هناك حاجة لـ 2025 مندوبا ليسجلوا الفوز، وبالنسبة للجمهوريين يبلغ العدد 1191. ويشكل عدد الولايات المعنية، أو في الواقع عدد المقاطعات المعنية بانتخابات الكونغرس، تحديا تكتيكيا استثنائيا لهؤلاء المرشحين في وقت تشح فيه مواردهم. وانه لمن باهظ الثمن ان تجري انتخابات في جميع هذه الولايات والمقاطعات لتقرير مجالات إنفاق المال. وقال مساعدون لكلينتون وأوباما إنهم كانوا قد حاولوا التعويض عن ذلك عبر اقامة نماذج، اعتمادا على تاريخ الانتخاب السابق بل وحتى معطيات الاستهلاك لتحديد المقاطعات البرلمانية حيث يمكن أن يبدو الناخبون منفتحين على مرشحهم. وعدا عن ذلك، فان قواعد المندوبين بالنسبة للديمقراطيين والجمهوريين مختلفة وفي داخل كل حزب غالبا ما تتباين من ولاية الى أخرى. وعلى سبيل المثال، فان لدى الديمقراطيين بعض الولايات حيث يحصل الفائز على مستوى الولاية على جميع المندوبين، مما يوفر هدفا واضحا للمرشح الذي قد يبدو قويا هناك. وبين هذه الولايات؛ ميسوري ونيوجيرسي ونيويورك وأوتا. ولكن هناك ولايات أخرى حيث يجري تشخيص المندوبين من جانب مقاطعة برلمانية يحصل الفائز احيانا على كل المندوبين، وفي احيان اخرى على تمثيل نسبي.

وعلى النقيض من ذلك، فان الديمقراطيين أبعدوا قواعد حصول الفائز على كل الأصوات. وبدلا من ذلك، يشخص المندوبون اعتمادا على نسبة الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح في كل مقاطعة برلمانية بموجب قواعد واسعة جدا تعني أن المرشح يقسم المجموعة بشكل مستو مفترضا انهم حصلوا على ما يزيد على 30 في المائة من الأصوات.

* خدمة «نيويورك تايمز»