مصادر فرنسية: نقدر الجهد العربي رغم الصعوبات التي ستواجه موسى

TT

أبدت فرنسا «قلقا بالغا» إزاء الأحداث الدامية التي شهدتها بيروت أول من أمس ودعت «كافة الأطراف المعنية الى ضبط النفس والتحلي بحس المسؤولية» مؤكدة دعمها «للسلطات الشرعية وللحكومة وللقوات المسلحة في مهمتها الحفاظ على استقرار لبنان». كذلك، حثت باريس الفرنسيين على «الامتناع عن التوجه الى لبنان إلا في حالة الضرورة القصوى» بسبب «الأخطار الأمنية المرتفعة». وحثت الخارجية الفرنسية على «عودة الهدوء» شرطا «لا بديل منه للخروج من الأزمة السياسية الراهنة».

وفي سياق مواز وتعليقا على ما أفرزه اجتماع وزراء الخارجية العرب أول من أمس في القاهرة، جددت فرنسا دعمها للخطة العربية وللجهود التي يقوم بها الأمين العام للجامعة عمرو موسى. وقالت باريس إن اجتماع وزراء الخارجية «يظهر أن الخطة العربية والعناصر التي تكونها ما زالت صالحة في كليتها» وأعربت مجددا عن «جهوزيتها للتحرك بالتنسيق مع كافة الشركاء وفي إطار استمرار التزامها بالبحث عن مخرج» للأزمة في لبنان «وفق بنود الخطة العربية». وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن باريس تعتبر أن نتائج اجتماع القاهرة «ليست سلبية» وهي «تؤكد على استمرار الجهد العربي رغم وعينا للصعوبات» التي ستواجه جهود عمرو موسى. ونفت هذه المصادر الرسمية أن تكون باريس قد قبلت مناقشة إمكانية تقديم ودعم مرشح آخر غير العماد ميشال سليمان الذي تدعو المبادرة العربية الى انتخابه بالاسم في جلسة الحادي عشر من الشهر القادم. غير أن مصادر لبنانية وعربية ومصادر سياسية في باريس ولندن أشارت الى معلومات تختلف عن الرواية الرسمية الفرنسية ومفادها أن باريس، بعد تعثر المبادرة العربية، «وجدت أن استمرار السير بالعماد سليمان رئيسا أصبح أمرا عسيرا بالنظر الى تحفظات المعارضة اللبنانية وشكوك القيادة السورية». ومن جانبه، اعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن تشاؤمه الكبير ازاء الوضع في لبنان الذي وصفه بـ«الخطير جدا».

وقال في ختام اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي في بروكسل «لا يوجد تقدم. في كل مرة توضع عراقيل جديدة. الامر سلبي للغاية». وتابع الوزير الفرنسي «نحن الى جانب الجامعة العربية في سعيها للتوصل الى حل».

وأضاف كوشنير «ان مبادرة الجامعة العربية هي نفسها التي تقدمت بها اسبانيا وفرنسا وإيطاليا» في السابق، مشككا في امكانية خروج لبنان من المأزق السياسي الحالي «ما دامت سورية تقوم بدور المعرقل».