محللون إسرائيليون يحذرون من توجه الفلسطينيين لاقتحام الحدود مع إسرائيل

اعتبروا ما جرى في رفح دليلا على فشل استراتيجية الحصار

TT

حذرت مصادر إسرائيلية من أن ما جرى على الحدود بين القطاع ومصر ليس نهاية المطاف، وان هناك امكانية لأن يتوجه الفلسطينيون للانقضاض على الحدود مع اسرائيل. وتوقع البروفسور زئيف تسحور، رئيس الكلية الأكاديمية في بلدة سديروت، التي تتعرض للقصف من قبل حركات المقاومة الفلسطينية، أن يقوم الفلسطينيون باجتياح الحدود مع إسرائيل في حال لم يتم السماح بوصول المواد الغذائية للقطاع. وأضاف في مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»:«إن كل مخزون السلاح لدى اسرائيل سيكون عديم القيمة أمام الكتلة البشرية التي تتحرك بتصميم من ينعدم لديه البديل، آلاف النساء الحوامل، أمهاتهن العجائز وخلفهن مئات آلاف الأطفال والرجال». أما المفكر والكاتب الإسرائيلي يوفال البيشان فقد اعتبر أن ما قام به الفلسطينيون في غزة هو أمر طبيعي. وقال «يعلمنا اختراق عشرات الآلاف من الفلسطينيين الحدود الى رفح حقيقة إنسانية بسيطة وهي أنه لن يستطيع اي سور مهما علا ان يمنع إنسانا جائعا لا يوجد لديه ما يخسره». وأضاف في مقال نشرته صحيفة «معاريف»:«يبدو ان لا احد نظر حقا في وجوه عشرات آلاف الفلسطينيين الذين اجتازوا الحدود بالقوة وجالوا في شوارع رفح المصرية. حتى لو كان الحديث عن عمل مخطط له ومنظم على يد حماس، وحتى لو كان في جزء منه عرضا أُخرج جيدا، فلم يكن بالامكان تزييف النور الذي أشرق على وجوه عشرات أولئك الآلاف بعد أن اجتازوا الحدود». ولفت البيشان الأنظار الى أنه «من تأمل حقا، وسمع اصوات أولئك الناس البسطاء، رأى حقيقة إنسانية بسيطة مفادها أنه لن يوجد أبدا سور يستطيع ان يمنع إنسانا «يقرقر» بطنه ولا يوجد لديه شيء يخسره. حتى لو كان ذلك جدارا هو الأشد إحكاما، والى جانبه كتائب جنود ذوي خبرة، فلن يساعد الأمر».

أما تسفي بارئيل، معلق الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس» فقد حذر كلاً من المسؤولين والجنرالات من مغبة السقوط في وهن الاعتقاد أنه بإمكان تحميل مصر المسؤولية عن قطاع غزة، وينصح قادة إسرائيل من عدم تفسير الخطوات المصرية الإنسانية بصورة خاطئة. ونوه بارئيل الى أن الحكومة المصرية «أدركت أن تحفظها على حكم حركة حماس في غزة لا يبرر الانجرار وراء السياسة الإسرائيلية غير الإنسانية»، لافتاً الى أن «الجمهور المصري يطالب الرئيس مبارك بالتحرك لإنقاذ الفلسطينيين مهما كانت الصورة التي تنظر فيها إسرائيل اليهم». واعتبر بارئيل أن ما جرى يدل على فشل سياسة إسرائيل، وقال «مصر ليست مذنبة، وتهجم المسؤولين لدينا عليها لا يمكنه أن يطمس حقيقة أن حكومة إسرائيل بسياستها الفاشلة قد فقدت السيطرة على غزة. من اعتقد أن من الممكن توجيه الضربات لشعب بأكمله حتى الثمالة ومنع دخول الوقود والغذاء وإغلاق المعابر إمام التجارة والعلاج الطبي ومحاولة دفع الجمهور الفلسطيني للقيام بعصيان مدني ضد قيادة حماس من اجل إيقاف إطلاق صواريخ القسام، هو الذي فقد السيطرة على المعبر، وهو أيضاً المسؤول عن إفساح المجال أمام غزة حتى تتزود بكل ما تريده بما في ذلك المواد المطلوبة لتصنيع القسام والمال المطلوب من اجل تغطية هذه الأعمال».