بعد أقل من عام من تقديم حلف الأطلسي (ناتو) عرضا للسعودية يدعوها فيه إلى الانضمام إلى مبادرة اسطنبول الخاصة بتبادل المعلومات والتدريب ومكافحة الإرهاب، جدد الحلف أمس دعوته للرياض وجارتها مسقط، للانضمام إلى تلك المبادرة، حيث أنهما الدولتان الخليجيتان الوحيدتان اللتان لم تنضما إلى المبادرة بعد. وقال كلاوديو بيزونييرو، نائب الامين العام للحلف الاطلسي في الدوحة، أمس «نأمل ان تقرر السعودية وسلطنة عمان بدورهما الانضمام الى مبادرة اسطنبول لأن من مصلحتنا جميعاً ان نتعاون بشكل اوثق»، وذلك خلال افتتاح مؤتمر في قطر حول «دور الحلف الاطلسي في الاستقرار والسلام». وأقرت مبادرة اسطنبول التي تعتبر إطاراً للتعاون بين الحلف الأطلسي والدول العربية، خلال قمة للحلف عقدت باسطنبول في يونيو (حزيران) 2004.
وسبق للحلف أن عرض على السعودية في 21 يناير (كانون الثاني) 2007، أن تنضم إلى مبادرة اسطنبول، غير أن الرياض على لسان الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، طلبت في حينه من الدول الأعضاء في حلف الناتو، توضيح سياساتها واتجاهاتها إزاء قضايا منطقة الشرق الأوسط، كي يتسنى لها على ضوء تلك السياسات، تحديد موقفها حيال الدخول في شراكات مع الحلف. وعاد نائب أمين عام حلف الناتو أمس، ليدعو الرياض ومسقط مجدداً للانضمام إلى مبادرة اسطنبول.
واكد بيزونييرو أن «أمن دول منطقة الخليج مهم بالنسبة للحلف الاطلسي»، مضيفا ان البرنامج النووي الايراني المثير للجدل ومشاريع طهران في مجال الصواريخ هي مصدر «قلق مستمر لجميع دولنا وللمجتمع الدولي».
من جهته، قال رئيس اركان القوات المسلحة القطرية، اللواء الركن حمد بن علي العطية، ان «أمن الخليج مطلوب للجميع لأن للخليج مخزونا استراتيجيا كبيرا للدول، واستقرار هذه المنطقة يهم الدول الموجودة في الحلف وخارجه».