كوادر «الشعبية» يشيعون جثمان جورج حبش في عمان

مراسم جنازة رسمية نظمها جيش التحرير الفلسطيني

ياسر عبد ربه في جنازة حبش امس (رويترز)
TT

شارك المئات من كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وأحزاب المعارضة الأردنية وفعاليات نقابية أردنية في تشييع جثمان الدكتور جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى مثواه الأخير في عمان في جنازة انطلقت من مستشفى الأردن الى كنيسة الروم الأرثوذكس في الصويفية في منطقة عمان الغربية، ومن ثم إلى المقبرة المسيحية في منطقة سحاب حيث ترافق الجثمان مراسم عسكرية رسمية من جيش التحرير الفلسطيني في الأردن تقدمها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون مندوبا عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن».

كما شارك في تشييع الجثمان قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي وصلت من العاصمة السورية دمشق بعد موافقة السلطات الاردنية منهم ماهر الطاهر وابو احمد فؤاد وابو علي حسن وامين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة وياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واحمد قريع ومصطفى البرغوثي وقيادات ووفود من عرب 48 في فلسطين التاريخية على رأسهم الدكتور احمد الطيبي ومحمد بركة وطلب الصانع وغيرهم. وقد لوحظ غياب المسؤولين الاردنيين وعدم المشاركة في حين شاركت قوات الشرطة بحفظ الامن وتسهيل حركة السير امام موكب الجنازة.

وتجمع المشيعون حول الكنيسة وهم يرفعون الاعلام الفلسطينية وأعلام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الحمراء وصورة ضخمة لحبش ولافتات كتب عليها «وداعا ايها الحكيم انا على العهد باقون».

وقام جنود من قوات جيش التحرير الفلسطيني (قوات بدر) بحمل النعش الذي لف بالعلم الفلسطيني وإدخاله الى الكنيسة وسط هتافات «جورج حبش ما بيموت ولوحطوا جوى التابوت».

ولدى انتهاء الصلاة حمل النعش الى اكتاف رفاقه وسط هتافات «بالروح بالدم نفديك يا حكيم» فيما رفعت كوادر من حركة فتح صورا للرئيس الراحل ياسر عرفات كما رفع كوادر من حزب البعث العربي الاشتراكي صورا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين امام مدخل الكنسية عندما نقلته سيارة اسعاف تابعة لقوات بدر جيش التحرير الفلسطيني المتواجدة في الاردن. وقد ووري الثرى في مقبرة سحاب المسيحية في وحدة ارض مساحتها 35 مترا قامت بشرائها الجبهة الشعبية لإقامة ضريح للفقيد.

وقالت ليلى خالد، والتي شاركت في خطف طائرة ركاب غربية بناء على طلبه، إن وفودا من سورية ولبنان ودول الخليج العربية وخصوصا البحرين ستأتي لتقديم التعازي في وفاة حبش. وقد اقامت الجبهة الشعبية بيت العزاء أمام مقر السفارة الفلسطينية في عمان لمدة يومين. وكان حزب الوحدة الشعبية استقبل المعزين بوفاة القائد جورج حبش في مقر الحزب في العاصمة عمان يوم امس الاول.

وكان الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين توفي ليلة السبت في مستشفى الاردن بعد صراع طويل مع المرض، عقب اصابته بجلطة فى القلب، نقل بعدها الى العناية الفائقه لتدهور حالته الصحية حتى وافته المنية عن عمر يناهز 83 عاما .ونعت الرئاسة الفلسطينية والتنظيمات والحركات والمؤسسات الوطنية الفلسطينية القائد الوطني، فيما اعلن الحداد الرسمي في مؤسسات السلطة الفلسطينية ثلاثة ايام7 وجورج حبش فلسطيني من مواليد عام 1925 في مدينة اللد، ويعتبر مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأحد أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية يلقبه مريدوه بالحكيم وهو لعائلة من الروم الأرثوذوكس وهاجر في حرب 1948 من فلسطين.

درس حبش في كلية الطب في الجامعة الاميركية في بيروت وتخرج منها عام 1951 متخصصا في طب الأطفال، فعمل في العاصمة الأردنية عمان والمخيمات الفلسطينية، في عام 1952 عمل على تأسيس حركة القوميين العرب التي كان لها دور في نشوء حركات أخرى في الوطن العربي وظل يعمل في مجال دراسته حتى عام 1957، فر بعدها من الأردن إلى العاصمة السورية دمشق وصدرت بحقه عدة أحكام بين الأعوام 1958 و1963، انتقل بعدها من دمشق إلى بيروت، وفي عام 1961 تزوج من فتاة مقدسية هي هيلدا حبش، وانجبا بنتان. وبعد خروجه من الأردن ركز جهوده نحو القضية الفلسطينية، ولعب دورا في تبني الثورة الفلسطينية للفكر الماركسي اللينيني وفي ديسمبر من عام 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع مصطفى الزبري وآخرين وظل أمينا عاما لها حتى عام 2000، تبنت الجبهة مبدأ «العنف الثوري» وفي أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات نفذت عمليات خطف طائرات وأشخاص من أجل نشر الوعي العالمي بالنضال الفلسطيني. في سبتمبر (أيلول) 1970 خطفت الجبهة الشعبية ثلاث طائرات غربية في آن واحد في الاردن ودمرتها جميعا مما دفع العاهل الاردني الراحل الملك حسين لمواجهة الفصائل الفلسطينية على أرض الاردن فيما عرف لاحقا بأحداث أيلول الأسود. وفي عام 1976 قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأشهر عملياتها وهي خطف طائرة تابعة لشركة طيران اير فرانس والتوجه بها لمطار عنتيبي بأوغندا، حيث توجهت فرقة من القوات الخاصة الاسرائيلية الى عنتيبي وقتلت الخاطفين وأنقذت 98 رهينة من الاسرائيليين واليهود. وقد قتل في العملية ثلاثة رهائن ورئيس فرقة القوات الخاصة الإسرائيلية، وهو الشقيق الأكبر لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نيتنياهو. انتقل حبش الذي يطلق عليه أنصاره ومحبوه داخل منظمة التحرير الفلسطينية لقب «الحكيم» (أي الطبيب) الى بيروت التي عاش فيها حتى الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982. وانتقل بعدها الى سورية. في عام 2000 تنحى حبش عن قيادة الجبهة وسلم زعامتها الى أبو علي مصطفى الذي قتلته اسرائيل في عام 2001 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.