وزير الدفاع العراقي: الأوضاع في الموصل «أسوأ مما كنا نتصور»

الناطق باسم الوزارة لـ«الشرق الأوسط»: وضعنا خططا لمحاربة الإرهاب في نينوى منذ شهر

TT

أعترف وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم العبيدي خلال زيارته مدينة الموصل، (شمال) بأن الاوضاع «أسوأ مما كنا نتصور» بعد الانفجار الذي اودى بالعشرات وأصاب مئات آخرين بجروح.

وقال العبيدي خلال مؤتمر صحافي عقده بالمدينة التي قام فيها بجولة، ان «الوضع أسوأ مما كنا نتصوره من قبل»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف ان «الوحدات العسكرية في الموصل موزعة بأسلوب يكشف عدم دراسة المنطقة؛ فاللواء الثاني ينشط خلال النهار وينسحب ليلا تاركا المتمردين يتحركون بحرية. هناك الكثير من السلبيات وعلينا التصدي لها». لكنه اكد ان «الاوضاع الامنية في محافظة نينوى جيدة لكنها سيئة في الموصل» كبرى مدن ومركز المحافظة.

بدوره قال محمد العسكري المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد، أمس، ان «وزير الدفاع قام بجولة ميدانية في مدينة الموصل ومدن محافظة نينوى واكتشف الخطأ وتحدث عنه بصراحة لغرض معالجته»، مشيرا الى ان «العبيدي ليس من النوع الذي يتستر على الأخطاء ويعطي تصريحات مخالفة للواقع، بل هو صريح.. وقال بصراحة ما شخصه من أخطاء حيث بدأ على الفور بمعالجة هذا الخلل».

وأضاف العسكري قائلا «في أي عمل أو في كل جيوش العالم الامور لا تسير دائما باتجاه صحيح ولا بد من نجاح وفشل.. والوزير شخص الخلل واعترف بوجوده والوزارة تعمل على معالجته وان الامور في الموصل لا بد وان تتغير، وإذا قلنا دائما ان الامور جيدة فهذا غير صحيح».

وكشف العسكري أن «وضع الموصل ليس بجديد علينا، بل نحن نعمل ومنذ اكثر من شهر وبخطط مشتركة مع القوات الاميركية لمحاربة الارهاب، وقد تم الاجتماع بـ45 من كبار شيوخ العشائر في المحافظة لدعم خططنا وبحضور وزير الداخلية جواد البولاني»، مشيرا الى ان «القوات الاميركية مهتمة بموضوع الموصل بشكل كبير؛ حيث تم تعيين ضابط اميركي كبير لقيادة القوات الاميركية هناك وأعلنت دعمها لخططنا». ونفى العسكري ان يكون هناك «أي تدخل من جانب القوات الاميركية بعمل وزارة الدفاع او الجيش العراقي». وقال «هناك غرفة عمليات مشتركة ونضع خططا مشتركة لمحاربة الارهاب. فهم (القوات الاميركية) موجودون معنا على الارض». وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية أن «عديد القوات العراقية تبلغ 13 فرقة، هناك 14 منها في تشكيلات الجيش العراقي لكن الفرقة 13 لم تشكل حتى الآن، وان القوات العراقية تعمل حسب النظام الرباعي أي ان الفرقة تتكون من 4 ألوية واللواء من أربعة أفواج باستثناء فرقة في بغداد تضم 6 ألوية»، مشيرا الى ان النسبة في عدد المقاتلين في الجيش العراقي بلغت 120%، أي ان 20% هم احتياط». وأشار العسكري الى ان «هناك فرقتين في الموصل، واحدة تتمركز في مدينة الموصل والثانية في اطراف محافظة نينوى».

وافاد تقرير لجمعية الهلال الاحمر بأن الانفجار الذي ضرب الموصل الاربعاء الماضي، أسفر عن تدمير حوالي مائة منزل ومقتل ستين شخصا بينهم نساء واطفال وكبار في السن، وجرح 280 آخرين. وقد اعلنت مصادر رسمية مقتل 35 شخصا وإصابة 217 آخرين. وفي اليوم التالي لوقوع الانفجار، استهدف هجوم انتحاري قائد شرطة المحافظة العميد صلاح الجبوري أدى الى مقتله واثنين من عناصر الشرطة لدى تفقده موقع الانفجار.

وكان العميد واثق الحمداني قائد شرطة نينوى بالوكالة قال اول من أمس ان وزير الداخلية جواد البولاني أمر بتجنيد ثلاثة آلاف شرطي في المحافظة لتعزيز قوات الشرطة المحلية.

من جانبه، قال رئيس الوزراء نوري المالكي الجمعة إن القوات الامنية ستخوض «معركة نهائية» ضد «القاعدة» في شمال العراق. وأشارت تقارير استخباراتية اميركية الى ان الموصل ما تزال تشكل خطرا كونها «مركز جذب استراتيجي للقاعدة نظرا للطرق والمواصلات المؤدية الى سورية».