الشرق الأوسط أولى محطات منتدى دافوس لحل مشاكل المياه

مدير برنامج المبادرات البيئية لـ«الشرق الأوسط»: دارفور أول حروب المياه

TT

أكد مدير برنامج «المبادرات البيئية» في منتدى الاقتصاد العالمي، دومينياك واراي، ان العالم يواجه مشاكل حقيقية حول مصادر المياه، وان الوقت حان للعمل على هذا الملف المهم لكل العالم من خلال شراكات مع حكومات ومنتظمات مجتمع مدني وشركات خاصة. وصرح واراي في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» بأن منطقة الشرق الاوسط ستكون اول منطقة لعمل المنتدى في هذا المجال. ومن المقرر ان يبدأ القائمون على البرنامج بإعداد خطة تطلق في اجتماع المنتدى الخاص بالشرق الاوسط في شرم الشيخ مايو (ايار) المقبل. وعن الحضور الواسع لقضية المياه في المنتدى الذي اختتم اعماله في منتجع دافوس اول من امس، اذ كانت هناك 9 جلسات مخصصة لقضية المياه، قال واراي: «اولويتنا هي التوعية، وتعريف العالم بان قضية المياه ليست فقط مرتبطة بالتغيير المناخي بل تشمل قضايا مثل عدم الوصول الى المياه الصحية، كما انها لا تخص فقط البلدان الجافة فهي تخص دولا حول العالم، وخاصة الولايات المتحدة». وأضاف ان الاجتماعات التي حضرتها شخصيات بارزة من عالم السياسة والأعمال والمجتمع المدني مثل الرئيس التنفيذي لشركة «كوكا كولا» التي تستثمر كثيراً في هذا المجال نجحت في «مناقشة عمق القضية وبعث رسائل واضحة للعالم حول جديتها». وتابع: «بالاضافة الى اظهار القلق الواسع بشأن المياه، كان هناك شعور واضح بأنه من الممكن فعل شيء لمعالجة مشاكل المياه». وشرح واراي ان 40 من ابرز المشاركين في المنتدى والمهتمين بهذه القضية خرجوا بخطة من 5 اجزاء سيعمل فريق المنتدى المختص بقضايا المياه والبيئة العمل على تطبيقها. وأضاف ان اول هذه الاجزاء متعلق بالتوعية. وسيعمل المنتدى على التعاون مع وسائل الاعلام وشركات انتاج الافلام الوثائقية والترفيهية لـ«يوصلوا قصص المياه الى العالم» مثلما حصل في فيلم «حقيقة غير ملائمة» لآل غور. وستشمل الخطة العمل مع وسائل الإعلام والترفيه المحلية والعالمية لنشر التوعية على الصعيدين المحلي والعالمي. وسيشكل الجزء الثاني من الخطة نقطة اساسية من مشروع «المنتدى الاقتصادي العالمي»، اذ شرح واراي انه سيشمل «حوارا عالميا يجمع شخصيات اساسية من عالم الاعمال والمجتمع المدني، بالاضافة الى الحكومات، للحديث عن قضية المياه بشكل واقعي وصريح». واضاف ان اجتماع المنتدى المقبل في شرم الشيخ سيكون المحطة الاولى لبحث قضية المياه، موضحاً ان «التحدي امامنا في الاشهر المقبلة هو الإعداد لاجتماع على رفيع المستوى يشمل الاطراف المعنية في الشرق الاوسط». وأقر واراي بحساسية قضية المياه، وخاصة من الجانب السياسي في المنطقة، قائلاً ان «المنتدى يفسح مجالاً حيادياً لمناقشة القضايا، ولكن في الوقت نفسه لا يسمح للتهرب من المسؤولية الكبيرة امامنا». وأضاف: «القضايا المتعلقة بالمياه في غاية الحساسية ولذا علينا بناء الثقة بين الاطراف المعنية». وأما الجزء الثالث من الخطة معالجة قضية المياه، فهو يهتم بالزراعة، فحوالى 70 في المائة من استخدام المياه حول العالم هو من اجل الزراعة. وشرح واراي ان هناك الكثير من التبذير في استخدام المياه لأغراض الزراعة، مما يدعو الى العمل على تسخين العمل الزراعي لتوفير المياه. واضاف: «ازدياد الثروة حول العالم يعني ان المزيد من الاستهلاك والحاجة الى المياه، فعلينا التوصل الى موازنة بين صرف المياه بطريقة فعالة ونمونا واستهلاكنا حول العالم». ويركز الجزء الرابع من الخطة على قضية النمو والاستهلاك بشكل كبير فهو يخص التمدن. وقال واراي ان المنتدى سيعمل مع شركائه على «خطط للتأكد من توفير المياه بشكل مستدام للمدن بالاضافة الى هندسة مشاريع ذكية للمدن الجديدة من اجل توفير المياه». واشار الى انه إحدى الخطط التي تبحث الآن كيفية اعادة استخدام الصناعات للمياه المستخدمة في المدن». اما الجزء الخامس من الخطة التي اطلقت هذا الاسبوع، فهي متعلقة بقياس المياه. وقال واراي: «اذا لم نستطع قياس مسألة، لا يمكن لنا ان نعالجها». وقال ان المنتدى يعمل مع مختصين في هذا المجال من اجل التوصل الى آلية لقياس صرف المياه ضمن العمل على صرفها المستدام من دون تبذير على المدى البعيد. واكد ان المنتدى سيعمل على خطط اقليمية عدة، اولها في الشرق الاوسط، تتضمن العمل مع الوزارات المختصة في المياه بالاضافة الى المعاهد والأكاديميين لمعرفة ابرز الظواهر في المنطقة. وشدد على ان من الضروري معرفة التحديات التي تواجه العالم. ورداً على سؤال حول الخوف من «حروب المياه» التي ستكون حول مصادر المياه في القرن المقبل، بدلاً من مصادر النفط والطاقة، قال واراي: «إننا نشهد نشوب هذه الظاهرة الآن، فالأزمة في دارفور نزاع حول المياه، وهذا مثال محدد وحي لظهور اكثر من مليون لاجئ من جراء النزاع على المياه». وأضاف: «سنشهد المزيد من هذه المشاكل مستقبلاً، فعلينا ان ندرس الموضوع بعقلانية وبشكل جماعي». يذكر ان المنتدى بدأ عمله في قضية المياه منذ عام 2003، وساهم في انجاح مشاريع مبدئية في الهند وافريقيا الجنوبية، ولكنه يريد توسيعها بشكل ملحوظ الآن. وقال واراي ان المنتدى يريد ان يكون «محركاً» لهذه القضية، لكنه لا يسعى الى «السيطرة على المشروع او التملك، بل التعاون مع شركائنا في هذا المجال». وعبر واراي عن سعادته لاعلان الامم المتحدة دعمها للمشروع، فأمين عام الامم المتحدة بان كي مون الذي حضر منتدى دافوس اجتمع بالمهتمين بالبرنامج، واعلن استعداد مكتبه للمساعدة في انجاح المشروع.

حقائق عن المياه

* 70 في المائة من استخدام المياه حول العالم خاص بالزراعة

* يشكل الاستخدام المنزلي للمياه 7 في المائة فقط من استخدام المياه حول العالم، 23 في المائة الاخرى هي للصناعة

* يشرب الفرد في الدول المتطورة ما بين 2 الى 5 لترات في اليوم، بينما يحتاج غذائه الى حوالي 3 آلاف لتر من المياه

* يستخدم ما بين 800 الى 4 الاف لتر من الماء لزراعة كليوغرام من الحنطة

* يستخدم ما بين الفين و16 الف لتر من الماء للحصول على كيلوغرام من لحم البقر

* من المتوقع ان يزداد الطلب العالمي للغذاء بين 70 و90 في المائة بحلول عام 2050، من دون توقعات بارتفاع منتوجية المياه لتعالج هذا الطلب

* 2.6 مليار شخص، اي 40 في المائة من سكان العالم، لا يمكنهم الوصول الى منشآت مياه صالحة مطورة

* تتوقع الامم المتحدة بحلول عام 2025، سيسكن 3 مليارات شخص في مناطق تعاني من توترات متعلقة بالمياه

* المعلومات مأخوذة من تقارير صادرة عن «منتدى الاقتصاد العالمي»