كينيا: تصاعد أعمال العنف بعد مقتل نائب معارض بالتزامن مع بدء المفاوضات

بان كي مون يعبر عن «قلقه الشديد» للتدهور الأمني

أم وطفلها من قبيلة كيكويو هربا من منزلهما في بلدة كيسومو، ينتظران في مركز للشرطة كي يتمكنا من الفرار (أ.ب)
TT

دعا الرئيس الكيني مواي كيباكي امس الى الهدوء بعد تصاعد اعمال العنف اثر مقتل نائب معارض في حين قال زعيم المعارضة رايلا أودينغا ان البلاد تتجه صوب حالة من الفوضى.

وأصدر مكتب كيباكي بيانا جاء فيه «يناشد الرئيس كافة الكينيين الحفاظ على السلام» حسب ما افادت وكالة رويترز.

وكان عدد ضحايا اعمال العنف التي تجتاح البلاد ارتفع الى 22 شخصا منذ ليلة الاثنين الثلاثاء. وصرح قائد الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية ان تسعة اشخاص قتلوا امس في اعمال عنف اعقبت مقتل احد نواب المعارضة.

وقال ان «ثلاثة منهم قتلوا في ولاية كاكاميغا الغربية، بينما قتل اثنان في حي ناكورو الفقير (غرب كينيا)»، مضيفا ان ثلاثة اخرين قتلوا في نايفاشا «احدهم برصاص الشرطة واثنين ضربا باداة حادة». واضاف ان شخصا قتل رجما في مدينة كيسومو الغربية.

وكانت الفوضى عمت مدينة نايفاشا في ولاية الوادي المتصدع حيث اطلقت مروحيات الشرطة النار على جماعات اتنية متقاتلة في سلسلة جديدة من الاشتباكات التي تسببت بها اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي في 27 ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وذكرت الشرطة انها قتلت ثلاثة رجال في تشيبتيريت غرب كينيا بعد ان هاجمهم نحو 50 مسلحا يحملون الاقواس والاسهم. كما قتل اربعة على الاقل في اشتباكات في احياء نيروبي الفقيرة حيث اغلق انصار المعارضة الطرق واحرقوا الاطارات، حسب الشرطة.

وقتل حتى الان نحو الف شخص في اعمال العنف والاحتجاجات ومداهمات الشرطة وعمليات القتل الانتقامية بين القبائل والمستمرة منذ اسابيع.

ووقعت اعمال القتل الاخيرة بعد مقتل احد نواب المعارضة باطلاق النار عليه امام منزله في نيروبي، في اول عملية قتل لمسؤول من نوعها منذ اندلاع اعمال العنف.

وقال زعيم المعارضة رايلا اودينغا، الذي يحظى بدعم كبير في الاحياء الفقيرة في البلاد انه يشتبه في ان «خصومه» السياسيين هم وراء عملية القتل مما يثير مخاوف بحدوث مزيد من اعمال العنف والاضطرابات. وقال اودينغا خلال مؤتمر صحافي في نيروبي «نحن مصدومون جدا ومستاؤون مما حصل لزميلنا»، واصفا مقتل النائب ميليتوس موغابي ويري ليلا بانه «اغتيال عنيف بدم بارد». واضاف «نشتبه بضلوع خصومنا» السياسيين في هذه الجريمة.

وانتخب ويري للمرة الاولى نائبا عن الحركة الديمقراطية البرتقالية بزعامة اودينغا في دائرة امباكاسي خلال الانتخابات التشريعية التي اجريت في 27 ديسمبر الماضي، اي في اليوم نفسه الذي نظمت فيه الانتخابات الرئاسية الكينية.

وتابع اودينغا «علينا ان ندين (هذه الجريمة) باشد العبارات».

وقال ايضا للصحافيين «ثمة شائعات كثيرة (...) نأمل ونتمنى ان يجري الجهاز الامني (للدولة) تحقيقا، ولكن كما تلاحظون فان البلاد تغرق في الفوضى».

وكان ضابط في الشرطة رفض كشف هويته اوضح في وقت سابق ان ويري قتل بالرصاص «امام منزله» في نيروبي. واضاف «يبدو ان الحادث مرتبط باعمال العنف التي تلت الانتخابات، لكن التحقيق يتواصل».

وويري هو اول نائب او شخصية سياسية تقضي في اعمال العنف التي تلت اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي.

ومع تفاقم الوضع الامني، حذرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من ان الحكومة الكينية تفشل في حماية المدنيين من تزايد اعمال العنف خاصة عمليات الاغتصاب التي تتعرض لها النساء في مخيمات اللاجئين. وصرحت فيرونيكا تافو المتحدثة باسم اليونيسيف ان «الدولة تخفق في واجبها بالحماية. ويبدو انه في العديد من المناطق، يغيب القانون والنظام وتتزايد المجازر التي تستخدم فيها السواطير».

من جانبه، اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يزور رواندا الوضع في كينيا بانه «غير مقبول» معبرا عن «قلقه الشديد» ازاء اعمال العنف.

وقال خلال تصريح صحافي في ختام لقاء مع الرئيس الرواندي بول كاغامي «انني قلق جدا ازاء استمرار اعمال العنف. انه وضع غير مقبول».

واضاف «اتابع الوضع عن كثب، ولقد تحدثت مع (الرئيس الكيني مواي) كيباكي وزعيم المعارضة (رايلا) اودينغا. وهذا الصباح تباحثت مع سلفي كوفي انان» وسيط الاتحاد الافريقي الذي يحاول منذ اسبوع حل الازمة الكبرى في نيروبي.

واعلن الامين العام للامم المتحدة انه سيبحث الوضع في كينيا مع القادة الافارقة الذين سيلتقيهم اعتبارا من اليوم في اديس ابابا حيث تبدأ قمة الاتحاد الافريقي غدا «لمعرفة كيف يمكن للاتحاد الافريقي والامم المتحدة العمل معا» في محاولة لحل الازمة. وكان عنان أعلن انه يتوقع أن تحل «القضايا السياسية العاجلة» في كينيا خلال أربعة أسابيع ويتوقع أن تحل القضايا الاكبر الخاصة بالازمة الانتخابية خلال عام. وأضاف عنان في مستهل جهود الوساطة الرسمية في أزمة كينيا التي أعقبت الانتخابات «اننا واثقون من أن بالامكان حل القضايا خلال عام. وبالنسبة للقضايا العاجلة فبالامكان حلها خلال أربعة أسابيع أو أقل».

وقد بدأت المحادثات بين الفصائل السياسية المتنازعة بوساطة من الامين العام السابق للامم المتحدة بدأت امس بالتزامن مع تصاعد العنف.

وجلس انان بين كيباكي واودينغا في الجلسة الافتتاحية للحوار والتي عقدت في قاعة المجلس البلدي في نيروبي وبثها التلفزيون على الهواء مباشرة. وقال انان «جميعنا لدينا هويات مختلفة الا ان هناك كينيا واحدة».