اجلت منظمة أطباء بلا حدود جميع موظفيها الأجانب من مدينة كيسمايو بجنوب الصومال بعد مقتل 3 موظفين تابعين لها في تفجير استهدف سيارتهما أول من أمس. وفي وسط الصومال تجددت المعارك بين قوات الحكومة الصومالية التي يدعمها الجيش الإثيوبي وبين مقاتلين إسلاميين في منطقة «بلد وَين» فيما استمرت الاشتباكات أيضا في العاصمة مقديشو منذ ثلاثة أيام.
واندلعت الاشتباكات بين قوات الحكومة الصومالية ومقاتلي فصائل المعارضة التي يهيمن عليها الإسلاميون قرب مدينة «بلد وين» بوسط الصومال على بعد 350 كم شمال العاصمة مقديشو. ووقعت الاشتباكات بعد ساعات من انسحاب وحدات من الجيش الإثيوبي الذي يدعم قوات الحكومة الصومالية من المنطقة. وأفاد شهود عيان بأن وحدات من القوات الإثيوبية توجهت الى منطقة القتال لتعزيز القوات التابعة للحكومة الصومالية. وكان مسلحون مجهولون قد اغتالوا الليلة قبل الماضية العقيد محمد علي جابو قائد شعبة الاستخبارات الصومالية في المنطقة. وفي العاصمة مقديشو وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات الإثيوبية وبين القوات التابعة للحكومة الصومالية من جهة وبين عناصر الجماعات المسلحة من جهة ثانية في أنحاء مختلفة من العاصمة التي تشهد أعمال عنف مستمرة منذ ثلاثة أيام. وقد بلغت حصيلة القتلى في هذه الاشتباكات الى أكثر من 20 شخصا من بينهم جنود إثيوبيون وصوماليون فيما أصيب أكثر من 60 آخرين بجروح حسب مصادر المستشفيات في العاصمة. وفي مدينة كيسمايو قامت منظمة أطباء بلا حدود بإجلاء جميع موظفيها الأجانب من المدينة الجنوبية بعد مقتل 3 من الأطباء العاملين لحسابها في تفجير استهدف سيارتهما أمس. وقد لقي طبيب فرنسي وآخر من كينيا وثالث صومالي مصرعهم في هذا الانفجار فيما أصيب طبيب كيني آخر في الحادث. وقتل في الحادث ايضا صحافي صومالي. وكانت منظمة أطباء بلا حدود تقوم بتشغيل المستشفى العام في كيسمايو منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. واتخذت المنظمة الإنسانية إجراءات ممثلة في مدن «جوهر» و«طوسا مريب» بوسط الصومال أيضا. ولم تتضح بعد دوافع الهجوم الذي أودى بحياة عدد من موظفي منظمة أطباء بلا حدود أمس في كيسمايو الا أن المخاوف تنتاب جميع المنظمات الإنسانية من تعرض موظفيها الأجانب لهجمات مماثلة من جماعات مجهولة.
وفي نيويورك ادان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القتل «الوحشي» الاثنين لثلاثة موظفين انسانيين من منظمة اطباء بلا حدود وصحافي في جنوب غرب الصومال، حسب ما جاء في بيان لمكتبه.