السلطة ترفض تأجيل بحث قضية القدس كما يريد أولمرت

TT

رفضت السلطة الفلسطينية، تأجيل البحث في قضية القدس، الى مرحلة متأخرة من مراحل مفاوضات الوضع النهائي. وشدد المفاوض الفلسطيني صائب عريقات، على «ان محاولة اسرائيل تأجيل بحث قضية القدس الى نهاية المفاوضات، هي مسألة مرفوضة». وأكد ان جميع قضايا الوضع الدائم (القدس، والمياه، والحدود، واللاجئين، والاستيطان والأمن) مطروحة على طاولة المفاوضات، مرة واحدة، ولن تستثنى منها أية قضية. واتهم عريقات في حديث مع إذاعة «صوت فلسطين» إسرائيل بمحاولة منع اقامة الدولة الفلسطينية، وقال «ان اسرائيل عملت منذ مؤتمر أنابوليس (27 نوفمبر /تشرين الثاني الماضي)، على مسارين، لمنع اقامة الدولة الفلسطينية، الأول تكريس الاستيطان والحواجز. والثاني، حصار غزة، ومحاولة فصل القطاع عن الأراضي الفلسطينية». وأثارت تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرت، أول من أمس، غضب السلطة الفلسطينية. وقال أولمرت في هذه التصريحات «ان المفاوضات مع الفلسطينيين ستتناول جميع القضايا ولكن ليس في آن واحد»، مشيرا إلى ن قضية القدس حساسة جدا، ولذلك فانه يفضل البدء في التفاوض على قضايا أخرى.

ويقول مراقبون في إسرائيل إن أولمرت يسعي بذلك للاحتفاظ بائتلافه الحكومي بعد انسحاب حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة اليميني افيغدور ليبرمان، وذلك بالإبقاء على حزب شاس الديني المتطرف بقيادة ايلي يشاي، الذي هدد بالانسحاب من حكومة اولمرت، في حال بدء التفاوض حول القدس. وتريد السلطة الفلسطينية، البدء في مفاوضات تشمل كل قضايا الوضع النهائي بما فيها القدس الشرقية، التي تنادي بها السلطة عاصمة للدولة المرتقبة. ولم يتوقف تبادل الاتهامات بين الطرفين حول تطبيق خطة خارطة الطريق، التي من المفترض ان تمهد لانطلاق المفاوضات الدائمة. واتهم عريقات إسرائيل «بالعمل على تدمير كل عملية السلام، من خلال زيادتها لوتيرة عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية». وتشدد السلطة على ان وقف الاستيطان، يعتبر اهم شرط من شروط، خارطة الطريق. الا ان اسرائيل تقول ان ذلك لا يشمل المستوطنات القائمة فعلا في القدس. الى ذلك قالت صحيفة «هآرتس» أمس، إن جمعية يمينية يهودية بدأت امس في إجراءات لبناء 200 وحدة سكنية جديدة، في قلب حي الشيخ جراح شرق القدس، موضحة أن الجمعية، تنوي هدم بيوت عشرات العائلات الفلسطينية في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن النائب الإسرائيلي، بني ألون، من الاتحاد الوطني، أحد مؤيدي اقامة الحي الجديد قوله إن «هدف البناء هو خلق تواصل إقليمي يهودي، يحيط منطقة البلدة القديمة حيث توجد أغلبية فلسطينية كثيفة». وحسب ألون، فإن «التواصل اليهودي» يمكن خلقه من خلال الإعلان عن حدائق وطنية في مناطق مفتوحة وضم أراضي الدولة العبرية إلى أراض بملكية يهودية، قائلا «ان الأحياء اليهودية التي ستقام بقرب المناطق المفتوحة ستمنع الغزو والبناء غير القانوني للفلسطينيين» على حد زعمه.

وأشارت «هآرتس» إلى أن الحي الجديد «سيقام على أرض بمساحة 18 دونما شرق القدس، ويسكن في المكان حاليا نحو 7 عائلات يهودية». وحسب الخطة التي رفعت إلى اللجنة المحلية في بلدية القدس، فانه من أجل إقامة 200 وحدة سكنية، ستكون هناك حاجة إلى هدم المباني الفلسطينية القائمة فعلا. ومسار الخطة يقرر بأن المناطق المفتوحة ستصبح مناطق سكنية، وان كثافة البناء في المنطقة ستزداد، مما يتطلب تغيير المخططات للبناء الحالي.