أولمرت يرفض تبكير موعد الانتخابات ويصر على الاستمرار في الحكم حتى 2010

عشية صدور تقرير لجنة فينوغراد اليوم

TT

في الوقت الذي تصل حالة الترقب في اسرائيل الى أوجها، بانتظار صدور التقرير النهائي مساء اليوم، للجنة فينوغراد للتحقيق في اخفاقات حرب لبنان، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، انه لن يرضخ للضغوط ولن يستقيل من منصبه ولن يوافق حتى على تبكير موعد الانتخابات العامة. وأوضح للمقربين منه أمس، انه سيبقى رئيسا للحكومة حتى نهاية الدورة، في خريف سنة 2010.

وقال أولمرت انه لا يفعل ذلك لأنه يتشبث في كرسي الحكم، انما لأنه يدرك أهمية دوره كقائد في دولة ديمقراطية. فالقانون الاسرائيلي وتقاليد الحكم في الدول الديمقراطية لا تلزم رئيس الحكومة بالرضوخ الى مجموعات الأقلية السياسية، «التي تتكلم كثيرا وتفعل قليلا». وانه شخصيا يتصرف لما فيه مصلحة اسرائيل. وأضاف: «هذا هو أفضل وقت للتوصل الى تسوية سياسية دائمة مع الفلسطينيين وفتح باب السلام الشامل مع جميع الدول العربية. وهذه هي مصلحة اسرائيل العليا. ولكن توجد لدينا قوى، تتصرف بدوافع أيديولوجية أو لحسابات ذاتية لا يهمها سوى مصلحتها الضيقة، ليست معنية بالمسيرة السلمية. ولذلك تفتعل هذه الضجة ضدي. وأنا لست تلك الشخصية التي تتأثر من زوابعهم الفارغة». وقال أولمرت ان تلك القوى لا تتعلم من درس أبو مازن (الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن)) مع «حماس» وتحاول نقل التجربة الى اسرائيل ـ «ففي السلطة الفلسطينية أدت المعارضة اليمينية (يقصد «حماس»)، الى اضعاف أبو مازن وبالتالي اضعاف موقفه في المفاوضات. وعلى المعارضة عندنا أن تتصرف بشكل مختلف عن «حماس»، فلا تضعف الحكومة الاسرائيلية وهي تخوض هذه المفاوضات الاستراتيجية». وكان أولمرت قد تلقى، أمس، دعما غير متوقع في معركة الصمود التي يخوضها للحفاظ على كرسيه. فقد اتصل به هاتفيا الرئيس الروحي لحزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس»، الحاخام عوفاديا يوسيف، خصيصا لكي يباركه ويشجعه على مجابهة تقرير لجنة فينوغراد ونتائجه. وقال له: «لا تخف. ولا تتراجع. فأنا معك». وجاءت هذه المكالمة بمثابة توصيل رسالة ليس فقط لأولمرت بل للساحة الحزبية كلها بأن «شاس»، باقية في الائتلاف الحكومي ولن تنسحب من حكومة أولمرت. يذكر ان أولمرت كان قد أرضى «شاس» بأن أعاد وزارة الأديان الى العمل، وهي الوزارة التي كانت قد ألغيت في زمن أرييل شارون، وعين أحد نواب «شاس» وزيرا فيها. كما انه رضخ لطلب «شاس»، فأخرج موضوع القدس الشرقية من مفاوضات السلام مع الفلسطينيين ووضعها في آخر جدول المواضيع التي تتناولها. وتجدر الاشارة الى ان لجنة فينوغراد ستسلم تقريرها النهائي الى أولمرت، مساء اليوم. ثم تعقد مؤتمرا صحافيا تقرأ فيه ملخصا للتقرير، المؤلف في الأصل من حوالي 500 صفحة. ولن يرد رئيس أو أعضاء اللجنة على أسئلة الصحافيين. وتستعد جميع القوى السياسية في اسرائيل لهذه اللحظة، حتى تفجر كل منها موقفا يتلاءم وسياستها. ومن الواضح ان غالبية ردود الفعل ستوجه ضد أولمرت، حتى من داخل حزبه وائتلافه. وفي المقابل، فإن أولمرت يستعد بشكل قوي لمواجهة خصومه. وهو يبني مخططه الاعلامي، وفق مصادر مقربة منه، على الأسس التالية: أولاـ احتضان العائلاث الثكلى، بمن في ذلك العائلات التي تقود المعركة ضده، باعتبار ان لا ملامة على من فقد غاليا عليه. والتأكيد على ان الجيش الاسرائيلي بات اليوم أقوى مما كان عليه في حرب لبنان. وثانيا ـ الحكومة مع الجيش صححا الأخطاء التي ظهرت في الحرب، وجيش الاحتياط بمعظمه خاض مناورات وتدريبات كبيرة وتم تحديث وترميم مخازن السلاح والذخيرة. وثالثاـ قوة الردع الاسرائيلية قد عادت الى قوتها السابقة وأكثر والدليل على ذلك: «إسألوا سورية» (إشارة الى ما كان قد نشر خارج اسرائيل من أن طائراتها دمرت مفاعل نوويا سوريا وهي في قيد البناء في سبتمبر (ايلول) الماضي).

ورابعا ـ رئيس الوزراء يواصل قراءة تقرير لجنة فينوغراد وتطبيق توصياته بالكامل (علما بان توصيات اللجنة لا تتضمن استخلاص نتائج شخصية ضد أحد وتركز على فشل الجيش في الحرب أكثر من تركيزها على اخفاقات القيادة السياسية).

ويقول المقربون من أولمرت انه لا ينوي الرد مباشرة على الانتقادات الموجهة اليه من اللجنة أو من السياسيين بل يسند هذه المهمة الى مساعديه والى وزرائه ونواب حزبه «كديما».