جنبلاط لـ«الشرق الأوسط»: ننشد دعم روسيا من أجل التركيز على انتخاب رئيس للبنان

قال إنه إضافة إلى سورية وإيران تريد ليبيا عرقلة الاستقرار

وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، لدى استقباله في موسكو امس رئيس «اللقاء الديمقراطي» اللبناني، النائب وليد جنبلاط. (رويترز)
TT

في زيارة خاطفة استمرت يوما واحدا التقى خلالها سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، بحث النائب اللبناني وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، مع المسؤولين الروس سبل الخروج من المازق الراهن في لبنان على ضوء المبادرة العربية الاخيرة التي حددت 11 فبراير (شباط) سقفا زمنيا لانتخاب الرئيس اللبناني. وفي حديث مع «الشرق الاوسط» كشف جنبلاط عن أنه جاء الى موسكو «ينشد دعمها من اجل التركيز على انتخاب رئيس الجمهورية والجلوس لاحقا مع كل الاطراف اللبنانية من اجل تشكيل الحكومة». وقال: «ان الموقف الروسي هو الموقف التقليدي المعروف بالايجابية بما فيه من احترام لاستقلال وسيادة لبنان ورغبة في ان تكون العلاقات بين سورية ولبنان علاقات ايجابية هو ما نريده من اجل الخروج من حالة التشنج. ولكي نخرج من هذا التشنج يجب وقف الفوضى على الارض وعمليات الاغتيال». وردا على ما يقال حول انه جاء من اجل حث موسكو للضغط على سورية ولبنان اشار جنبلاط الى «ان روسيا لها علاقات مع كل الدول بما فيها سورية وايران ونريد ان تستخدم هذه العلاقات من اجل الوصول الى الصيغة المناسبة لضمان أمن واستقرار لبنان وهو ما يصب في مصلحة المهمة الرئيسية للأمين العام للجامعة العربية الاستاذ عمرو موسى».

 وحول مدى احتمالات نجاح المبادرة العربية بشأن تحديد 11 شباط المقبل سقفا زمنيا لانتخاب رئيس لبنان، قال جنبلاط «اننا سنبذل كل الجهود من اجل انجاح هذه المهمة آخذين في الاعتبار ان هناك، مع الاسف، دولا في الجامعة العربية تريد عرقلة الاستقرار في لبنان. وازيد على ما ذكرته بالامس (أشار الى سورية بوصفها عقبة على طريق بلوغ الاستقرار في لبنان) الحالة الليبية ... أتمنى على كل دولة عربية ان تحترم سيادة الدول الاخرى كما تفعل معنا المملكة العربية السعودية ومصر وايضا تونس على عكس الدول التي تريد ان تصفي حساباتها معنا. وتعليقا على ما يقال حول ان قوى «14 آذار» ترفض تدخل القوى الخارجية، في اشارة الى كل من سورية وايران في الوقت الذي تستعين هي فيه بقوى خارجية تطلب منها تنفيذ اجندة اجنبية، قال جنبلاط ان القوى الخارجية التي يتصلون بها هي روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وهي كلها تقدم الدعم المعنوي للبنان ومنه القرارات الدولية التي من اهمها قرار تشكيل المحكمة الدولية. وهذه القوى لم تقدم السلاح والذخيرة كما قدمت سورية لبعض الفرقاء في لبنان. نحن لم نطلب سلاحا اوذخيرة. نريد فقط ان تكون بلادنا مستقرة .. نريد بناء الدولة. ومضى ليقول: «انه اذا كانت سورية لا تريد الاعتراف بالكيان اللبناني ولا تريد رئيسا للجمهورية وتريد استمرار هذه الحالة وربما الفوضى.. فلتتحمل سورية المسؤولية. إننا نريد علاقات ايجابية مع سورية للخروج من هذا الأتون لكنهم يريدون العكس.. ماذا نستطيع ان نفعل؟!». وقال انه غير موقفه من العلاقة مع سورية لأنه رأى ان الوجود السوري بعد تحرير الجنوب عام 2000 وبعد مصالحة الجبل عام 2001 اصبح غير ضروري، «لقد وجدت انه لا يمكن ان يبقى لبنان تحت نظام الوصاية ولا بد لعلاقات من نوع آخر، وحين قلنا ذلك كان مع الاسف مسلسل الارهاب الذي طال شخصيات سياسية وادبية وفكرية لبنانية. ومسلسل إجرام لم ينته».

وتعليقا على ان سورية استجابت وسحبت قواتها من لبنان قال: «هناك حلفاء لها لا يزالون على الارض اللبنانية وكانهم فرقة سورية. ونحن نريد منهم ان يتلبننوا وان ينضموا الى الدولة اللبنانية بدلا من ان يتلقوا الاوامر من ايران او سورية. هل هذا صعب ؟!».

وحول امكانية جلوس الفرقاء اللبنانيين من اجل الاتفاق دون اية وساطة دولية قال الزعيم اللبناني: «اننا سبق وجلسنا واتفقنا حول نقاط مركزية مثل اقامة العلاقات الدبلوماسية مع سورية وتحديد وترسيم مزارع شبعا ومعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات واختلفنا حول سلاح حزب الله. ونقول مجددا فلنقعد للاتفاق والعودة الى مقررات الاجماع والحوار الوطني ولنترك السلاح ليعالج في حينه. نحن نريد الحوار ونريد الاستقرار، ولا يمكن لهذا الامر ان يحدث الا بانجاح مهمة الاستاذ عمرو موسى. فلننتخب الرئيس فهو عنوان الاستقرار الا اذا كان حزب الله وغير حزب الله ومن يدعم حزب الله لا يريدون هذا الاستقرار. فلتاخذ اللعبة الديمقراطية مجراها. والرئيس هو الذي يطلق الحوار ولا نستطيع ان نقوم بأي حوار قبل انتخاب الرئيس».

وحول الدور المهم لحزب الله في ضمان الاستقرار وما قام به لصد العدوان الاسرائيلي في صيف عام 2006، قال جنبلاط: «اننا نقدر لهم هذا الدور وقد قام قبل ذلك ايضا بدور محرر الجنوب في عام 2000 وعاد وحرر الجنوب في عام 2006. نحن لا نستطيع ان نبقى في دوامة تحرير الجنوب مرة ومرات. آن الأوان لأن يكون السلاح كل السلاح الموجود على الارض اللبنانية بأمر الدولة اللبنانية والجيش وليس هناك دولة تتعايش مع ميليشيا. نقدر تضحيات الحزب ولكن آن الأوان لأن ينضموا الى الدولة».