غلام حداد: خطوات تدريجية لعودة علاقات مصر وإيران.. وشارع الإسلامبولي ليس عقبة

مبارك استقبل رئيس مجلس الشورى الإيراني أمس ويلتقي كبير مستشاري خامنئي اليوم

TT

على مدى يومين متتاليين، تشهد القاهرة مباحثات مصرية إيرانية، إذ يستقبل الرئيس المصري حسني مبارك اليوم (الخميس) علي أكبر ناطق نوري، مستشار قائد الثورة الإيرانية آية الله خامنئي، فيما التقى مبارك أمس مع غلام علي حداد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، الذي يزور مصر حالياً على رأس وفد كبير يشارك في اجتماعات اتحاد البرلمانات الإسلامية المنعقدة حالياً بمصر.

وعقب الاجتماع قال حداد للصحافيين «إن اللقاء كان إيجابياً وتحدثت خلاله عن وجهة نظره الايجابية والسوية تجاه تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين»، وقال «إن الرئيس مبارك أعلن بشكل صريح أنه يؤيد كل نوع من اللقاءات بين الجانبين ويدعو إلى تعزيز هذا التفاعل، وأبدى وجهة نظره الايجابية لتفعيل أوجه التعاون في جميع المجالات وتم اطلاع الرئيس مبارك على الموقف الإيراني في هذا الخصوص ولا سيما تفعيل العلاقات الاقتصادية».

وتابع المسؤول الإيراني «إن اللقاء تطرق أيضا للشأن الفلسطيني والأوضاع في غزة وما يجرى على الساحتين اللبنانية والعراقية»، وأضاف «إن اللقاء تناول التأكيد على أن التعاون المصري ـ الإيراني بإمكانه أن يسير لصالح تأمين السلام والاستقرار في هذين البلدين»، مشيرا إلى «أنه تم التأكيد خلال اللقاء على أن وجود مصر قوية وإيران قوية والتعاون بين قطبي وجناحي العالم الإسلامي مصر وإيران بإمكانه أن يمضى قدما إلى الأمام لصالح تعزيز السلام في العالم الإسلامي والمنطقة والعالم ككل».

وأوضح أنه في ما يخص العلاقات المصرية ـ الإيرانية والتعاون الثنائي بين القاهرة وطهران فهناك تعاون متنام في جميع المجالات بين الجانبين، كما أن هناك لقاءات تعقد بين الجانبين على مختلف المستويات وقائمة حاليا. وردا على سؤال حول تعليقه على ما يتردد من أن إيران لها يد في ما يحدث على الحدود المصرية ـ الفلسطينية قال المسؤول الإيراني «إنه عندما نرى أن أبناء غزة يتعرضون لمثل هذه الضغوط والمضايقات الناجمة عن قلة المواد الغذائية والوقود والدواء، ويبادرون إلى كسر الجدار بين مصر وفلسطين، فإن تقييمه وفهمه ليس بالأمر الصعب بأن نقول أن إيران تأتي من على بعد آلاف الكيلومترات للتدخل»، نافياً بشدة «أن يكون لإيران يد في مثل هذه الأمور»، وقال «إن ما حدث في معبر رفح والدعم الذي قدم للفلسطينيين هو الشيء الذي كان العالم الإسلامي برمته يتوقعه من مصر».

وردا على سؤال حول ما إذا كان قد سمع من الرئيس مبارك خلال مباحثاته معه أن مصر ترفض أي عمل عسكري اميركى ضد إيران، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني «إن الرئيس مبارك أعلن وبكل صراحة وشفافية خلال لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين»، مؤكدا لهم مرارا ونصحهم بعدم التدخل العسكري في إيران لأن هذا الأمر ليس في صالحهم.

وعما إذا كان هناك تأثير سلبي للولايات المتحدة الأميركية على سرعة عودة العلاقات المصرية ـ الإيرانية وتطبيعها، قال المسؤول الإيراني إنه ربما يفكر البعض بهذا الشكل، ويرى أن الضغوط الأميركية هي التي تحول دون إقامة العلاقات السياسية بين إيران ومصر، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك أعلن أنه لا يقبل أي ضغط يمارس من الجانب الأميركي في هذا الخصوص وأن قرارات مصر تقوم على أساس إرادة الشعب المصري».

وعن موعد إعلان عودة العلاقات المصرية ـ الإيرانية قال المسؤول الإيراني «إن الجانبين المصري والإيراني أعلنا عن عزمهما بلورة هذا الهدف وإنه يبدو أن هناك خطوات ايجابية يمكن أن تتجسد تدريجيا على أرض الواقع».

وردا على سؤال عما إذا كانت لدى إيران النية لتغيير اسم شارع قاتل الرئيس الراحل أنور السادات وتقديم المطلوبين الموجودين في إيران لمصر قال المسؤول الإيراني «إننا نعتبر أن هذه القضايا.. قضايا جزئية وهى أمور قابلة للحل بين البلدين ولا نعتبرها من العقبات الرئيسية لتطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران».

وعما إذا كان يمكن لإيران أن تقوم بإعادة العلاقات مع مصر من جانبها فقط، خاصة أنها هي التي قامت بقطع العلاقات مع مصر وهل يمكن للجانب الإيراني أن يساعد على إنجاح المبادرة العربية الخاصة بلبنان، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني «إن الرئيس الإيراني سبق أن أعلن منذ فترة وبكل صراحة أن الجمهورية الإيرانية مستعدة من اليوم التالي أن تعيد علاقاتها السياسية مع مصر وإن هذا هو الرد الكافي والشافي.

أما في ما يخص الشأن اللبناني فإن إيران ترحب بالاهتمام الذي توليه جامعة الدول العربية وأمينها العام عمرو موسى في هذا الخصوص وأعتقد أن أي حل يؤمن حقوق كل الفرقاء اللبنانيين ويأخذ بعين الاعتبار العدالة لضمان هذه الحقوق هو مبعث السرور لنا».

وردا على سؤال حول ما يتردد من أن إيران ترغب في الحصول على كل شيء على طبق من فضة بدون تلبية رغبة مصر بتغيير اسم شارع قاتل الرئيس الراحل أنور السادات وتسلم المطلوبين امنيا، قال المسؤول الإيراني «الأمر ليس كما ذكرتم وهذا الموضوع من القضايا التي يمكن تسويتها ولا نعتبرها من الأمور التي تحول دون تطبيع العلاقات».