القذافي يهدد الأفارقة بإلغاء استثمارات ليبيا في القارة السمراء

دعا القمة الأفريقية لانتخاب ليبي خلفا لكوناري

TT

دعا الزعيم الليبي العقيد معمر القذافى الرؤساء والزعماء الأفارقة الذين سيعقدون قمتهم نصف السنوية اليوم في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) إلى انتخاب أحد أبرز مساعديه (الدكتور علي التريكي مسؤول الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الليبية) لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي خلفا للمالي ألفا عمر كوناري الذي انتهت فترة ولايته.

واستغرب القذافي في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في العاصمة الليبية طرابلس اعتراض البعض دون أن يسميهم على ترشيح التريكي، وقال إنهم ينظرون إليه على أنه عربي من شمال أفريقيا رغم أنه مخضرم ومتمرس ويعرفه الأفارقة كلهم وهو الذي سيملأ الفراغ الكبير الذي سيتركه كوناري.

وأكد القذافي أنه إذا ما تم الاعتراض في قمة أديس أبابا على هذا الترشيح فإن ذلك يعني وجود موقف عنصري.

واستغرب القذافي احتكار الناطقين بغير العربية لمنصب الأمين العام لمنظمة الوحدة الأفريقية ثم منصب رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي رغم أن ثلثي العرب أفارقة ويساهمون حاليا بـ 60 في المئة من ميزانية الاتحاد الأفريقي.

وتساءل عن سبب استمرار حرمان العرب الأفارقة الذين يبلغ عددهم 150 مليونا من سكان القارة من هذا المنصب. كما تطرق القذافي إلى مبررات الأفارقة لهذا الموقف العنصري من العرب، باتهامهم للعرب بأنهم عنصريون لأنهم مهاجرون من الجزيرة العربية احتلوا شمال أفريقيا والأندلس والبحر المتوسط وجنوب إيطاليا وغيرها من المناطق وأنهم مدانون بالمساهمة في تجارة الرقيق بأفريقيا.

والتريكي هو ثاني مرشح عربي لخلافة كوناري بعد المرشح المصري خير الدين عبد اللطيف، لكن هذا  يتناقض مع القائمة التي وزعها الاتحاد الأفريقي وتضم ستة مرشحين أفارقة فقط يتنافسون على منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ليس من بينهم أي مرشح من الدول العربية الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.

ووزع الاتحاد الأفريقي مؤخرا قائمة نهائية تم إعدادها في الثلاثين من شهر أكتوبر الماضي تضم أسماء المرشحين الستة وهم أنطوانيت باتومو بوبرا (بوروندي) وانونجو مبيكوسيت – لوانيكا (زامبيا) وعبد الله عثمان كونتي (سيراليون) وبارناباس سيبوسيسو دولاميني (سوازيلاند) جان بينج (الغابون) وقسام أوتيم (جزر موريشيوس).

ومن المقرر أن تحسم القمة التي سيعقدها اليوم قادة دول الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا السباق بين المرشحين الستة. وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري الذي أوشكت ولايته على الانتهاء قد أكد قراره السابق بأنه سيتخلى عن منصب رئيس المفوضية بعد انتهاء فترة عمله. ونفى كوناري في كلمته أول من أمس أمام وزراء خارجية دول الاتحاد الأفريقي سعيه لإعادة انتخابه مضيفا «إنني أوضحت ذلك بجلاء، إنني لست مرشحا ولا أريد أن يعاد تكليفي وإنني أؤكد وأجدد التأكيد اليوم بأنني لست مرشحا لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي».

وكان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قد أعلن مساء أول من أمس أن لدى بلاده بدائل وخيارات استراتيجية جاهزة إذا رأت أن أفريقيا ستفرط في مستقبلها. وقال إن الجانب الأوروبي المتوسطي يرحب بأن تكون ليبيا شريكاً معه كما أن ليبيا قد تلعب في يوم ما دورا في تشكيل فضاء إسلامي قوي جدا، على حد تعبيره. وهدد القذافى بإلغاء استثمارات بلاده الحالية في أفريقيا، محذرا من أن ليبيا لن تشترك في بيع أفريقيا وأنه شخصيا لن يساهم أبدا في بيع أفريقيا، في ما وصفه بالمزاد العلني.

واستغرب القذافي عدم تمسك الدول الأفريقية المتضررة من الارتفاع الكبير في أسعار البترول بالاقتراح الذي قدمه سابقا للقمة الأفريقية قبل عامين بإنشاء الدول الأفريقية المصدرة للنفط صندوقا لمساعدتها.

واتهم القذافي دولا أفريقية كبيرة لم يحددها، بمعارضة الوحدة الأفريقية لأنها تريد أن تتزعم الأقاليم التي تقع في محيطها وتحولها إلى مناطق نفوذ وتصريف لمنتجاتها.

وحذر من وجود ما سماه بمؤامرة تضع فيتو على وحدة أفريقيا لبيع القارة كما قال في المزاد العلني وتقاسمها بين القوى العالمية والتفريط في مستقبلها ومستقبل أبنائها.

وتساءل «كيف ظهرنا نحن الأفارقة في القمة الأوروبية الأفريقية الشهر الماضي في البرتغال مثل الشحاذين أمام الأوروبيين الذين أخذوا يوبخوننا ويشتموننا؟». مضيفا «لا سيادة لأية دولة أفريقية ما دامت كل دويلة بمفردها في مواجهة العمالقة».

وتساءل «لماذا لم يقل الاتحاد الأفريقي إن الأطفال الذين تم خطفهم من تشاد وأعدوا للبيع في أوروبا هم مواطنون أفارقة يتبعون أفريقيا كلها وليس تشاد فقط؟ ولماذا لم يتول الأمر رئيس الاتحاد الأفريقي أو مفوضية الاتحاد الأفريقي؟».

وأكد القذافي «أن العرب الأفارقة ليسوا ضد الوحدة الأفريقية ولكنهم غير متحمسين لأنهم مازالوا يعولون على إمكانية قيام وحدة عربية وأن الوحدة الأفريقية بالنسبة لهم تأتي في المرتبة الثانية»، متهما الأفارقة بأنهم «الأقل حماسة من العرب لتحيق هذه الوحدة».