تركيا: الجيش ينفي صلته بمحاولة انقلاب ضد أردوغان.. بقيادة عسكريين سابقين

رئيس أركان الجيش التركي يؤكد موقفه المعارض للحجاب

TT

بعد يوم واحد من اعلان حزب العدالة والتنمية الحاكم، ذي الجذور الاسلامية، والقوميين، الاتفاق على حل وسط يسمح بلبس الحجاب في الجامعات التركية، نفى الجيش التركي أمس تورطه في محاولة إطاحة حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، مشددا على أنه لا تربطه أي صلة بعصابة قومية متشددة يجري التحقيق معها حاليا في اتهامات بأنها سعت لتدبير انقلاب ضد حكومة اردوغان.

ووجهت الشرطة التركية اتهامات ضد 29 شخصا، بينهم ضباط متقاعدون في الجيش، في اطار تحقيقات مع جماعة قومية متطرفة تعرف باسم «ارجينيكون» المشتبه في أنها خططت لتنفيذ تفجيرات واغتيالات محسوبة لاستثارة الجيش كي يتولى السلطة. وسلطت فضيحة ارجينيكون الضوء على «الدولة الداخلية» الخاصة بالقوميين المتشددين في قوات الأمن وأجهزة الدولة المستعدين للي ذراع القانون أو العمل ضد الحكومة سعيا لتحقيق مكاسب سياسية. والقوميون الاتراك كثيرو الانتقاد لحكومة اردوغان، ولاسيما للاصلاحات الاقتصادية الليبرالية والسياسية الرامية لجعل البلاد مؤهلة للانضمام للاتحاد الاوروبي.

وقال رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الجنرال يشار بويوكانيت للصحافيين في تصريحات أذاعها التلفزيون خلال اجتماع مع وزير الدفاع المقدوني «في كل فرصة كانت هناك في الماضي ومازالت هناك جهود لربط القوات المسلحة بهذا النوع من الامور.. ان القوات المسلحة التركية ليست هيئة اجرامية.. اذا ارتكبت جريمة سيتعين معاقبة مرتكبيها. ان المحكمة وحدها وليس الافراد هي التي من حقها توقيع العقوبة». وأفادت صحف وتلفزيون تركي، ان البريجادير ميجر المتقاعد ولي كوجوك والميجر المتقاعد زكريا أوزترك هم بين 29 شخصا اتهموا حتى الان بالضلوع في خطط لشن انتفاضة عنيفة ضد الحكومة.

وتقول الصحف ان هدف الجماعة كان شن سلسلة من التفجيرات والاغتيالات لشخصيات، بينها الكاتب أورهان باموق الحائز جائزة نوبل في الآداب، من أجل ترويع الجماهير وبذر الفوضى واستفزاز الجيش كي يتولى السلطة. ونسبت صحيفة يني سافاك المؤيدة للحكومة الى مصادر في الشرطة القول هذا الاسبوع، ان كوجوك حاول جمع «أصدقاء لهم نفوذ» حوله قبيل اعتقاله في 22 يناير (كانون الثاني). ويؤمن بعض الاتراك أن كوجوك وزملاءه لديهم صلات قوية داخل مختلف مؤسسات الدولة. وتقول الصحف ان الشرطة كانت تراقب «ارجينيكون» التي أعطيت هذا الاسم تيمنا بواد في الاسطورة القومية التركية منذ عدة أعوام وأنها تمكنت من جمع ملف به سبعة الاف صفحة بشأن الجماعة وأنشطتها. وأطاح الجيش التركي بأربع حكومات على مدى الخمسين عاما الماضية. وكانت اخر مرة في عام 1997.

ويأتي ذلك فيما عبر الجنرال يشار بويوكانيت ضمنيا عن معارضة الجيش لارتداء النساء الحجاب بالجامعة بعد يوم من اقتراح الحكومة تخفيف الحظر على ارتدائه. وقال بويوكانيت للصحافيين في اول تصريحات علنية منذ ان أعلنت الحكومة خططها «كل شرائح المجتمع التركي تعلم ما يعتقده الجيش بشأن قضية الحجاب. وانا لا اريد ان اتحدث بشأن هذا الموضوع». ويرى الجيش انه الضامن للنظام العلماني في تركيا وحذر مرارا مما يصفه بالاتجاه الاسلامي في ظل حكومة اردوغان. ويرى العلمانيون الاتراك، ومن بينهم قادة الجيش، ان الحجاب يمثل تهديدا للنظام العلماني. لكن لم يعرف على الفور ان كان الجيش سيحاول أو كيف سيحاول وقف الاصلاح المزمع. ولم تشهد الاسواق المالية تغيرا يذكر بعد تصريحات بويوكانيت التي ادلى بها اثناء اجتماع بثه التلفزيون مع وزير من مقدونيا يزور أنقرة. وارسل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان والقوميون المعارضون الذين ينظر اليهم تقليديا على انهم مقربون من الجيش اقتراحا الى البرلمان اول من امس يهدف الى تخفيف الحظر على ارتداء الحجاب في الجامعات.

وسيرفع الاقتراح الجديد الحظر المفروض فقط على ارتداء النساء لغطاء للرأس يغطي حتى أسفل الذقن في حين أن الحجاب الذي يغطي الرأس ويدور حول منطقة الصدر بالكامل سيظل محظورا داخل الحرم الجامعي.

وانتقد أعضاء بالسلطة القضائية في تركيا ورؤساء جامعات الخطوات المتعلقة بالحجاب ووصفوها بأنها غير دستورية وتضر «بالسلام الاجتماعي»، وهدد حزب الشعب الجمهوري المعارض بعرقلة الخطة في المحاكم.