كرزاي يرى أن تدريب الجنود الأفغان أكثر أهمية من نشر قوات أجنبية

الأفغان يتطلعون إلى تولي زمام القيادة في القتال ضد طالبان

افغان خلال تدريبات على مكافحة الارهاب في مدينة قوندز (رويترز)
TT

رأى الرئيس الافغاني حميد كرزاي امس ان تأهيل الجيش والشرطة الافغانيين اكثر اهمية من ارسال قوات اجنبية اضافية الى افغانستان، حسبما جاء في مقابلة نشرت في المانيا.

وقال كرزاي، في حديث الى صحيفة «داي فيلت» الالمانية: «نحتاج قبل كل شيء الى مساعدة لإعادة تشكيل قوتنا البشرية، وإعادة بناء مؤسساتنا وجيشنا وإدارتنا وقضائنا، وغيرها من المؤسسات».

واضاف «رغم ان الوضع تحسن اخيرا، الا ان قصف حلف شمال الاطلسي والقوات الاميركية لمدنيين افغان عن طريق الخطأ، أمر مؤلم جدا». وأقر بان هذا الخطأ سببه نقص القوات على الارض، مضيفا، «إلا انني لست واثقا من ان إرسال مزيد من القوات هو الرد الصحيح».

وتابع «بالنسبة الينا، الحرب لا تجري هنا، انما في مكان آخر. لذلك، علينا ان نركز على المعاقل ومعسكرات التدريب»، مضيفا ان «افغانستان ليست معقلا. كانت كذلك واستعدنا السيطرة عليها». ويندد الرئيس الافغاني باستمرار بتسلل مقاتلين من حركة طالبان من المناطق الجبلية في باكستان. ووصف كرزاي لقاءه في ديسمبر (كانون الاول) مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف بانه «بناء جدا»، وقال «آمل في ان تتخذ باكستان في المستقبل تدابير اكثر حزما وحسما، وان يتوقف استخدام التطرف فيها كاداة سياسية». واضاف «اذا قامت باكستان بخطوة على هذا الصعيد، فان افغانستان ستكون مستعدة للقيام بخطوات عدة لمساعدتها». ويبلغ عديد الجيش الافغاني 58 الف عنصر، وتسعى السلطات الى جعله 70 ألفا. ويتم تدريب الجيش الافغاني على ايدي قوات اجنبية منتشرة في افغانستان، ويبلغ عدد عناصرها ستين الفا، معظمهم يعملون ضمن اطار القوة الدولية للمساعدة على ارساء الأمن في افغانستان (ايساف) بقيادة حلف شمال الاطلسي. وتطلب قوات التحالف من الدول المشاركة فيها ارسال 7500 جندي اضافي للقيام بمهام قتالية في جنوب افغانستان.

من جهة اخرى دعت افغانستان حلفاءها الغربيين اول من امس الى توجيه المزيد من المساعدات الى قوات الأمن في البلاد، لتمكينها من تولي القيادة في قتال التمرد الذي تقوده حركة طالبان.

وكانت قوات تقودها الولايات المتحدة قد اطاحت بحكومة طالبان في اواخر عام 2001، لكن المتشددين الاسلاميين وحلفاءهم من تنظيم «القاعدة» عادوا الى الساحة بقوة في العامين الماضيين، مما ادى الى تردد بعض اعضاء حلف شمال الاطلسي في نشر جنودهم في المناطق التي ينشط فيها المتمردون لاقصى درجة.

وتتولى القوات الاجنبية قيادة الحرب ضد المتمردين، لكن عددا مطردا من الضحايا المدنيين دفع المسؤولين الافغان مرارا الى طلب المزيد من التنسيق في العمليات العسكرية.

وقال وزير الدفاع الافغاني عبد الرحيم وردك، وهو يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الالماني الزائر، ان بلاده تريد تولي قيادة الحرب. وقال وردك: «اننا جميعا على اتفاق كامل حول الوسيلة الوحيدة التي يمكن ان تسود من اجل ضمان أمن هذه البلاد بطريقة دائمة، وهي تمكين الافغان انفسهم من الدفاع عن هذه البلاد ضد الاخطار الخارجية والداخلية». وقال: «اننا نتوقع من كل اصدقائنا وحلفائنا ان يساعدونا في التعجيل ببرنامج انماء الجيش الوطني الافغاني وقوات الأمن الوطنية عددا ونوعا. وجاءت عودة المتشددين على الرغم من وجود 50 الف جندي اجنبي تحت قيادة حلف شمال الاطلسي والجيش الاميركي، تساندهم قوات أمن افغانية، دربها الغرب وسلحها جزئيا ويصل عددها الان الى اكثر من 120 الفا». واضاف وردك: «في النهاية مع زيادة حجمنا وتحسين قدراتنا يمكن ان تصبح لدينا القدرة على تخفيف عبء هذه الحملة العسكرية المشتركة عن اصدقائنا وحلفائنا». وقال: «لذا فان هدفنا النهائي هو ألا نكون عبئا دائما على المجتمع الدولي. لقد دافعنا عن هذه البلاد الاف والاف السنين ضد كل الاخطار، ونحن مستعدون لمثل ذلك الان. وادى التمرد الى ابطاء معدل النمو الاقتصادي واعادة الاعمار في افغانستان التي مزقتها الحرب، حيث تقول طالبان ان هدفها الرئيسي هو طرد القوات الاجنبية». وقال وزير الدفاع الالماني فرانز يوزيف يونج ان برلين التي لديها اكثر من ثلاثة الاف جندي في افغانستان معظمهم في الشمال الآمن نسبيا، سترسل قوة مقاتلة للرد السريع، قائلا ان الجنود يتوقعون ان يقاتلوا الى جانب تقديمهم الحماية والدعم. لكنه لم يتعهد بارسال جنود الى مناطق الجنوب والشرق المضطربة، حيث ينشط المتمردون لدرجة كبيرة.