قال وزير العدل الاميركي، مايكل موكاسي، ان طريقة «المغطس» او الإغراق الوهمي في عمليات الاستجواب لا يُسمَحُ باستخدامها حالياً في التحقيقات التي تجريها وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مع مشتبه بهم، لكنه أوضح انه لن يجيب عن أسئلة الكونغرس حول شرعية هذه الطريقة بشكل عام.
وقال موكاسي الذي سيدلي بشهادته أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ امس، إنه منذ أن تولى منصب وزير العدل في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني)، تم اطلاعه على الطرق التي تستخدمها الـ«سي اي ايه» في برنامجها الحالي للتحقيقات.
وقال موكاسي في رسالة بعث بها الى رئيس اللجنة، السناتور باتريك ليهي، «لا يسمح حاليا سوى باستخدام مجموعة محددة من الطرق في هذا البرنامج، وبالتالي لا يسمح باستخدام طريقة المغطس في البرنامح الحالي». إلا ان موكاسي رفض القول ما اذا كانت هذه الطريقة قد استخدمت في الماضي. ويتعرض موكاسي لضغوط منذ ترشيحه لمنصبه الحالي العام الماضي لاعتبار طريقة «المغطس» التي يتعرض فيها المشتبه به لوضع رأسه في الماء، غير قانونية في كل الاحوال.
الا انه لمح الى انه قد يتم السماح باستخدامها في ظروف معينة، مضيفا انه لن يجيب عن اسئلة اللجنة بخصوص قانونية هذه الطريقة بموجب القانون الاميركي اذا لم تكن هناك ضرورة آنية لبحث هذه المسألة. واضاف «لا اعتقد انه من الجيد البحث في مسائل قانونية صعبة تختلف فيها الآراء، وذلك في غياب حقائق وظروف ملموسة». واضاف «اعتقد ان هذه مسألة ليست سهلة، وهناك ظروف تحظر بشكل واضح استخدام طريقة المغطس». واوضح ان الإعلان بأن طريقة المغطس غير قانونية في كافة الظروف سيبعث برسالة الى أعداء الولايات المتحدة عن «القيود التي تفرضها قوانين عامة بشأن حدود برنامج للتحقيق سري للغاية».
وفي رد عبر البريد الالكتروني، قال ليهي ان رسالة موكاسي تعكس سياسة الادارة الاميركية حول قانونية طريقة «المغطس». واضاف ان على موكاسي ان يتوقع ان «يسمع اسئلة صعبة في جلسة غد». وفي مقابلة مع صحيفة «ناشونال جورنال» نشرت اول من امس، أقر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، جون نيغروبونتي، الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات الاميركية من 2005 حتى 2007، ان الولايات المتحدة استخدمت طريقة المغطس في تحقيقاتها. إلا انه قال انها لم تعد تستخدمها، موضحا «اتخذنا خطوات لمعالجة مسألة التحقيقات، على سبيل المثال، لم تستخدم طريقة المغطس منذ سنوات، ولم تستخدم عندما كنت مديرا للاستخبارات الوطنية، ولا حتى لسنوات قبل ذلك». واثار اتلاف اشرطة فيديو تظهر على ما يبدو استخدام طريقة المغطس في التحقيق مع اثنين من المشتبه بانتمائهم للقاعدة خلال الاشهر التي تلت هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، جدلا كبيراً. وأعلن موكاسي هذا الشهر بدء تحقيق جنائي في المسألة بعد أن اقر رئيس الـ«سي آي ايه» في ديسمبر (كانون الاول) بأن الوكالة اتلفت الأشرطة.