أبو مازن يتمسك بالترتيبات السابقة بشأن المعبر .. والزهار يريده تحت سيطرة فلسطينية ـ مصرية

حدد في القاهرة 3 شروط للحوار هي العودة عن «الانقلاب» والتمسك بالشرعية الدولية وقبول انتخابات مبكرة

TT

تمسكت السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس (ابو مازن) وحركة حماس ممثلة بمحمود الزهار رئيس وفد الداخل للقاءات القاهرة، بموقفيهما ازاء حل الخلافات القائمة بينهما منذ ان ألحقت قوات حماس العسكرية الهزيمة بالاجهزة الامنية الفلسطينية وبسطت سلطتها على قطاع غزة في اواسط يونيو (حزيران) الماضي.

ورغم ان ابو مازن جدد استعداد السلطة للحوار مع حماس الا انه حدد 3 شروط لبدء هذا الحوار ومن دون التزام حماس بها لن يكون هناك حوار كما قال. وهذه الشروط هي: اولا.. العودة عن «الانقلاب» وما ترتب على ذلك من عودة الامور في غزة الى سابق عهدها وتسليم المقار الامنية. ثانيا القبول بالشرعية الدولية يما فيها الترتيبات الامنية الخاصة بالمعابر وعلى وجه الخصوص معبر رفح الذي جرى التوصل اليه برعاية اميركية ومصرية ومشاركة اوروبية. وثالثا القبول بانتخابات مبكرة، يأمل منها ابومازن بان تحرم حماس من الاغلبية الساحقة التي حصلت عليها في انتخابات يناير (كانون الثاني) 2006.

وقال ابومازن في مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماعه بالرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة امس «أكرر ما قلته في الفترة الأخيرة إننا مستعدون للحوار في حال قبلت حماس بالشرعية الدولية وانتخابات مبكرة، وستكون قلوبنا وعقولنا مفتوحة لهم».

ورفض ابو مازن بحث قضية المعابر مع حماس، مشددا على «أن السلطة لا تقبل بأي اتفاقيات جديدة بشأن معبر رفح». وقال «نحن لا نقبل بأي اتفاقات جديدة بشأن المعبر، الاتفاقيات الدولية نلتزم بها كما هي». وذكر ابو مازن مجددا «إنه لا توجد سوى سلطة واحدة فلسطينية ممثلة في مؤسسة الرئاسة»، وتابع «حماس ليست جهة شرعية، حماس جهة انقلابية، لا أحد يقبل بوجود جهة غير شرعية ويتحاور معها»، مؤكدا «أن السلطة الفلسطينية أكثر اهتماما بمصالح الشعب الفلسطيني من حماس»، وأضاف «وان كانت حماس حريصة هي أيضا على مصالحه فلتلتزم بالاتفاقيات الموقعة وبالشرعية الدولية».

وأعرب أبو مازن عن غضبه واستياءه مما وصفه بـ«التصرفات العبثية» التي قامت بها مؤخرا من تفجير للجدار الفاصل والاعتداء على قوات الامن المصرية ورفع أعلام ورايات على بعض المباني الرسمية في مدن مصرية شرق سيناء.

في المقابل تمسكت حماس بمواقفها، فأكد الزهار وهو في طريقه الى القاهرة تلبية لدعوة مصرية، «يجب ان يكون (المعبر) تحت سيطرة فلسطينية مصرية فقط». وقال الزهار ان «الحصار والمعابر على رأس الملفات التي سيتم طرحها خلال اللقاءات التي ستعقد مع عدد من المسؤولين المصريين». وكان الزهار قد غادر القطاع عبر معبر رفح. وهذه ثاني مرة يفتح فيها المعبر منذ ان سيطرت حماس عليه قبل حوالي 8 اشهر، وكانت المرة الاولى عند سماح مصر لحوالي 2000 حاج بالعودة عبر هذا المعبر.

وقال مصدر فلسطيني ان موكبا من السيارات نقلت الزهار والوفد المرافق له الذي يضم سعيد صيام القائم باعمال وزير الداخلية في الحكومة المقالة ووزير الاقتصاد المقال زياد الظاظا وجمال ابو هاشم عضو القيادة السياسية لحماس. واضاف المصدر لـ«الشرق الاوسط» ان رجالا من الشرطة الفلسطينية استقبلوا الزهار ووفده بشكل رسمي وختموا جواز سفره الدبلوماسي (الذي احتفظ به منذ كان وزيرا للخارجية في الحكومة الفلسطينية العاشرة برئاسة اسماعيل هنية التي سبقت حكومة الوحدة المقالة. وعلق المصدر بقوله «ان الزهار قصد ان يصبغ الامور بصبغة رسمية». وينضم هذا الوفد الى وفد برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، وصل الى القاهرة امس. وسيحاول وفد حماس اقناع الجانب المصري بفتح معبر رفح بعيدا عن الاتفاقات السابقة. وسيبحث الوفد ايضا مسألة الحوار مع فتح والتهدئة مع اسرائيل وقضية الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط.

وحول المعبر قال الزهار «يجب ان يكون تحت سيطرة فلسطينية مصرية فقط»، مضيفا «اذا ما اعيد فتح معبر رفح مرة اخرى فلا مبرر لبقاء الحدود مفتوحة بين قطاع غزة ومصر».

ودعا محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إلى تشكيل هيئة وطنية مؤقتة لإدارة معبر رفح الحدودي، مشدداً على ضرورة أن يكون معبر رفح فلسطينياً مصرياً بشكل حقيقي وكامل، رافضاً أية محاولات لإعادة الوضع إلى ما كان عليه في السابق.