تساقط ثلوج كثيفة على الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية

تعطيل مدارس وجامعات وإغلاق طرق

أحد أفراد الحرس الرئاسي الفلسطيني، يركض وسط الثلوج في رام الله أمس (أ.ب)
TT

عمان ـ أ.ف.ب: تساقطت الثلوج أمس على عمان والقدس ودمشق وجبال لبنان، ما أدى الى شل الحياة في بعض الدول واغلاق العديد من الطرق، وتعطيل المدارس والجامعات والدوائر الرسمية.

ففي الأردن، تساقطت الثلوج بكثافة على معظم مدن المملكة، بما فيها عمان ما أدى الى اغلاق العديد من الطرق وتعطيل المدارس والجامعات، على ما افاد مسؤولون. وقرر رئيس الوزراء نادر الذهبي تعطيل العمل في الوزارات والمؤسسات والدوائر الرسمية بسبب «الظروف الجوية السائدة»، حسبما افادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).

وتراوحت سماكة الثلوج بين خمسة سنتيمترات الى عشرين سنتمترا. ونصحت مديرية الأمن العام المواطنين «بعدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى»، فيما تقوم وحدات من الامن العام والدفاع المدني وفرق أمانة عمان ووزارة الأشغال العامة بفتح الطرق الرئيسية المغلقة.

وبدأت الثلوج تتساقط أولا وبكثافة في محافظة عجلون (70 كلم شمال) منذ الثلاثاء، حسبما أوضح رئيس بلديتها فخري المومني. وبعد ذلك تساقطت الثلوج على بقية مدن المملكة ما أدى الى اغلاق العديد من الطرق.

وأصيب 15 شخصا في حادث سير الثلاثاء بسبب الثلوج في الشوبك (جنوب)، على ما ذكرت مديرية الدفاع المدني.

ونقلت وكالة بترا عن مدير دائرة الارصاد الجوية عبد الحليم ابو هزيم قوله ان «تساقط الثلوج سيستمر بالغزارة نفسها حتى صباح الخميس ليغطي معظم مناطق المملكة بدءا من عجلون واربد وجرش ومناطق عمان والبلقاء، وصولا الى الكرك والطفيلة والشوبك، ويمتد الى المفرق والبادية الشمالية الشرقية». وحذر المسؤول من «حدوث حالات تجمد ليل الخميس الجمعة، حيث ستتراوح درجة الحرارة الدنيا بين الصفر مئوي و3 درجات تحت الصفر في جميع مناطق المملكة».

وتتأثر المملكة بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة، مع هبوب رياح غربية نشطة السرعة.

من جانبه، اكد باسل الكيلاني المتحدث الاعلامي باسم الملكية الاردنية، استمرار الرحلات الجوية من والى المملكة على الرغم من سوء الاحوال الجوية. لكن الكيلاني اشار الى انه «تم تأخير الرحلات الجوية لساعة او ساعة ونصف الساعة، وذلك لافساح المجال امام المسافرين للوصول الى المطار»، الواقع على بعد 35 كلم جنوب عمان.

وأدى الاردنيون في الرابع من الشهر الحالي «صلاة الاستسقاء» في مختلف محافظات المملكة «تضرعا الى لله، وطلبا لرحمته بنزول الغيث نظرا لتأخر الامطار».

وتعتمد المملكة التي تعد أحد أفقر عشر دول مائيا في العالم، على مياه الأمطار والثلوج حيث يفوق العجز المائي، وفقا لمصادر رسمية، 500 مليون متر مكعب سنويا وتتجاوز الحاجات السنوية 2.1 مليار متر مكعب. وفي القدس، تساقطت الثلوج الاربعاء وللمرة الاولى هذا الشتاء، ما أدى الى غلق العديد من الطرق وتوقف حركة النقل العام بالحافلات. ولن تفتح المدارس والجامعات العبرية ابوابها نهار اليوم بسبب سوء الاحوال الجوية. وفي شارع حيفا احد اهم شرايين المدينة، تشهد حركة السير تباطؤا شديدا.

كما تساقطت الثلوج على رام الله في الضفة الغربية مقر السلطة الفلسطينية. وفي العاصمة السورية دمشق، تحولت موجة الأمطار التي كانت قد بدأت الثلاثاء الى ثلوج خفيفة ما ألبس جبل قاسيون المواجه للعاصمة، حلة بيضاء. وهذه المرة الثانية التي تسقط فيها الثلوج في عمان ودمشق منذ أكثر من أسبوع.

وفي لبنان، غطت الثلوج المرتفعات ابتداء من 600 متر، وعزلت القرى الجبلية فيما توقعت مصلحة الإرصاد الجوية ان يستمر الطقس العاصف حتى ظهر الخميس. وأدى المنخفض الجوي المصحوب بكتل هوائية باردة وعواصف رعدية ورياح شديدة وامطار غزيرة، والمسيطر حاليا على الحوض الشرقي للبحر المتوسط، منذ فجر الثلاثاء، الى وقوع اضرار بالغة بالمزروعات واقتلاع الاشجار وجرف الاتربة والحصى. ولم تتأثر حركة الملاحة الجوية، فيما توقف عمل الصيادين بسبب الموج العاتي، والرياح القياسية التي بلغت سرعتها نحو 100 كلم في الساعة.

كما انقطع التيار الكهربائي عن كل بيروت مساء الثلاثاء لأربع ساعات، بسبب اعطال لحقت بالمحطة الرئيسية لتوليد الطاقة من جراء العواصف الرعدية. وتسببت العاصفة بجنوح باخرة الثلاثاء امام شاطئ جنوب لبنان، انقذت بحرية الأمم المتحدة بحارتها الأربعة عشر. وتصدر قوى الأمن الداخلي بيانات دورية تنصح المواطنين بـ«تجنب سلوك الطرق الجبلية، الا في حالات الضرورة القصوى، بسبب الضباب الكثيف وانعدام الرؤية». وأصيب ثلاثة اشخاص بجروح من جراء السيول في النبطية (جنوب).