سكان العريش رحبوا في البداية بالزوار الفلسطينيين.. لكنهم الآن يريدون رحيلهم

محافظ المنطقة: المصارف استبدلت 100 مليون دولار خلال أسبوع

TT

عندما تدفق الزوار على المدينة قبل أسبوع، ارتفعت أسعار سيارات الأجرة واضطرت شيماء حسن الى السير لمدة ساعة لكي تصل الى عملها. وهي واحدة من العديد من المصريين الذين رحبوا «بالإخوة الفلسطينيين» من قطاع غزة، ولكنها تريد الآن عودتهم الى بيوتهم. وقالت شيماء وهي سباكة في هذه المدينة الواقعة على بعد 25 ميلا جنوب غرب الحدود «في الأيام الأولى من وصولهم كانت الأمور صعبة. ارتفعت الأسعار بنسبة 50 في المائة ولا سيما اسعار السجائر وغيرها من السلع الأساسية. وانتهز سائقو سيارات الاجرة الفرصة لرفع الأسعار. وكان الفلسطينيون يدفعون لهم 20 جنيها مصريا (3.6 دولار) لمسافة كانت تكلفتها 25 قرشا.

وتجدر الإشارة الى ان نصف مليون فلسطيني تدفقوا على مصر بعد اختراق الحدود في الأسبوع الماضي في لشراء احتياجاتهم وهو الأمر الذي اثار دهشة البدو والعمال والموظفين الحكوميين في المدن الصغيرة الفقيرة المنتشرة في سيناء. وقد رفع اصحاب المحلات وسائقو سيارات الاجرة والرعاة الذين كانوا يعملون كأدلة الأسعار بحيث لم تصبح في متناول المستهلك المصري.

وردت السلطات الحكومية في الأيام الأخيرة بإغلاق المحلات التجارية. كما شددت الشرطة الحواجز. وكانت الرسالة «لقد انتهت الحفلة، أو على الأقل في طريقها للاختفاء». وقد تسوق العديد من الفلسطينيين، يوم الثلاثاء في الجانب المصري من رفح، وهي مدينة حدودية. الآن ان اعداد الفلسطينيين الذين تدفقوا على سيناء بدأ في الانكماش بنسبة ملحوظة. وقال المسؤولون هنا ان ما بين 4 آلاف الى 5 آلاف فلسطيني بقوا في سيناء، من بينهم مئات في العريش. وقال عدد من ابناء قطاع غزة انهم سيحاولون التسلل الى القاهرة.

وقال اللواء احمد عبد الحميد محافظ المنطقة ان مصارف شمال سيناء استبدلت ما قيمته مائة مليون دولار بالعملات المصرية للفلسطينيين في الاسبوع الماضي. وقدر ان الزوار انفقوا ما يقرب من 40 مليون دولار على الطعام والأرز والسكر واللحوم وقطعان الماشية والأغنام والاسمنت والدراجات والوقود، وقد اخذوا كل ما هو كان موجودا في المحلات».

وقد وقعت عمليات نصب بين المتسوقين ايضا. وقال المحافظ «لم نرغب في استثارة اية مشاكل. ولذا كلما قبضنا على شخص كنا نطلب منه اعادة ما سرقه. لم نرغب في اثارة الحساسيات التي يمكن ان تتحول الى مشاجرات بين السكان المحليين والفلسطينيين».

ويقوم بارع اسماعيل بالتدريس في مدرسة ويدير محلا في العريش. وقال إن «الفلسطينيين كانوا هنا بأعداد كبيرة ونحن لم نتمكن حتى من مشاهدة الرصيف أثناء مشيهم في المدينة. جعلني حضورهم بهذه الأعداد الكبيرة قلقا على سلامتي. تصور لو أنهم دخلوا في جدل مع شخص ما فإنهم سيجتمعون كلهم ضده. كان إغلاق المحلات أفضل فكرة، وحينما تغلق المحلات يجبرون على المغادرة».

أما المحاسب ايهاب غول فقال: «كان موقف الحكومة المصرية سليما حينما سمحت للفلسطينيين بالدخول. نحن سعداء لوجودهم، خصوصا لأن نصف سكان غزة لهم أواصر قربى معنا. أما بالنسبة للأسعار فإن الباعة هو الذين رفعوها لا الفلسطينيون».

وقال: «لم تكن هناك أي سيطرة من قبل الشرطة على الوضع والكثير من السلع غير الشرعية تم تهريبها... المخدرات أصبحت متوفرة».

لكن الخباز الفلسطيني عمار محمد الذي طرد من منتجع في العريش من قبل الشرطة فقال إنه على استعداد لمغادرة مصر.

وأضاف: «نحن قضينا يوما واحدا في الشارع وآخر عند أقارب لنا هنا. نحن نخطط للعودة إلى بيوتنا لأننا لا نستطيع التخلي عن وطننا لكننا أردنا أن نستريح قليلا. نحن خرجنا من وضع عسير جدا هناك».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»