أهالي الموصل يترقبون بدء «المعركة الحاسمة» مع تنظيم «القاعدة»

بعضهم يرحب بقدوم التعزيزات.. وآخرون يخشون من تكرار تجربة «لواء الذئب» قبل 3 سنوات * مسؤول كردي: قوات البيشمركة لن تشارك في العملية

TT

بعد أن أمر نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، بإرسال قوات عسكرية الى الموصل لتطهيرها من مسلحي تنظيم «القاعدة » وخوض المعركة الأخيرة والحاسمة فيها، تباينت ردود الأفعال بخصوص هذا القرار، فهناك من رحب به لاستعادة الأمن في المدينة، وهناك من عارض هذا القرار، ودعا الى ضرورة الاستفادة من ضباط الجيش السابقين في ادارة الملف الأمني.

خسرو كوران نائب محافظ نينوى، رحب بقدوم هذه القوات قائلا «لا بد من مسك الأرض والوجود ليلا ونهارا للسيطرة على الموقف، واستدعاء قطعات عسكرية جديدة، وبدون شك هذا الأمر سيفيد المدينة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الموجودة في المدينة «لا تكفي.. فالشرطة يبلغ تعدادها أكثر من عشرين آلف شرطي، لكن الفاعلين لا يتجاوز عددهم 1500 شرطي، لأن الآخرين موزعون في القرى والأمور الإدارية».. وأوضح أن الفرقة الثانية للجيش العراقي لا تستطيع تغطية المدينة التي يبلغ تعداد سكانها ثلاثة ملايين نسمة وأضاف «هناك لواء كامل من الفرقة موجود في بغداد، وحتى لو عاد اللواء، فإننا نحتاج الى قوات لحماية المدينة». وبخصوص العملية التي ستنفذ في الموصل، قال كوران «هذه العملية لا بد أن تتم عاجلا أم آجالا، ولا يعقل ان تبقى مصائر الناس بيد الإرهابيين يتحكمون في مقدرات الشعب في هذه المدينة، ومثلما حصل تطهير في بغداد والانبار لا بد ان يتم تطهير الموصل». وأضاف «نحن من وقت بعيد نطالب الحكومة العراقية الاهتمام بالموصل، لكن اهتمامهم كان اكثر في بغداد والمناطق الوسطى والجنوبية اكثر وبعد الانفجار المؤلم الذي وقع في الزنجيلي لفت انظار الحكومة الى الموصل، وهناك عملية كبيرة ستنفذ بالمدينة».

أما فارس يونس عضو قيادة مركز نينوى للحزب الاسلامي العراقي، فقد دعا الى إشراك الموطن في حفظ الأمن، حتى يثق بما تقوم به القوات العسكرية، وقال لـ«الشرق الأوسط» انه «اذا عملت القوات العسكرية وحدها من دون اشراك فعلي لابن الموصل، في الحفاظ على الأمن فلن يجدي ذلك نفعا» واضاف «ما رافق وصول القوات العسكرية للمدينة من شائعات بأنها مكونة من ميليشيات طائفية وقادمة للانتقام من اهل الموصل، سيولد حالة من عدم ثقة المواطن بهذه القوات، لذلك فنجاح الخطة مرتبط بثقة المواطن». وأوضح «ان تشكيل وحدات عسكرية من أبناء المدينة، خاصة وجود كفاءات عسكرية كثيرة من ابناء الموصل كونهم ضباطا ولهم ومراتب في الجيش السابق، هو احدى الخطوات التي ستساهم في حفظ الأمن».

أما المواطنون فهم بين مؤيد لقدوم القوات والبدء بعمليات، ومعارض أبدى مخاوفه من تكرار تجارب مأساوية، حدثت في اطار عملية مشابهة قبل ثلاثة أعوام. وقال سالم ياسر «أنا مع قدوم هذه القوات لتطهير الموصل من المسلحين، الذين اصحبوا خطرا كبيرا على المدنيين الأبرياء، خاصة بعد تصاعد عمليات الاغتيال والتفجير بين الأحياء السكنية، حتى تنشط الحركة التجارية ونستطيع أن نمارس حياة طبيعية». لكن يونس همام تساءل «لماذا تأتي قوات، ماذا فعلت القوات الموجودة في الموصل حتى يتم استقدام قوات جديدة، كل ما نسمعه فقط تصريحات وظهور في وسائل الإعلام، وأنا ارفض قدوم قوات على الموصل، لأني غير مقتنع بأنها تستطيع فرض الأمن».

قسم آخر من الموصليين وجد أن قدوم هذه القوات، أمر خطير على المدينة، حيث رجعت ذاكرتهم إلى ثلاث سنوات مضت، حين قدم لواء مغاوير الداخلية والمسمى «لواء الذئب»، وقال محمد يوسف «أخشى أن يتحول العنف في المدينة إلى حملات انتقام من الموطنين، كما حدث في عام 2005، حين قدم لواء الذئب وشهدت المدينة اعتقالات عشوائية، واعترافات زور باطلة، ظهرت من على شاشات التلفاز». وأضاف «لقد اعترف الكثير من المعتقلين تحت التهديد والتعذيب بأمور لم يرتكبوها، كذلك حملة التشويه الإعلامية للمدينة وسكانها، التي رافقت تلك الحملة، كانت جرحا عميقا في نفوس الكثيرين».

من جهة اخرى، نفت اوساط رسمية في حكومة اقليم كردستان ارسال قوات من البيشمركة الكردية الى مدينة الموصل، للمشاركة في عمليات حفظ الأمن فيها، وقال اللواء جبار ياور وكيل وزارة شؤون البيشمركة في حكومة الاقليم، ان وزارته لم تقرر ارسال تشكيلات من قوات حماية الاقليم الى الموصل، التي توجد فيها اصلا قوات الفرقة الثانية من الجيش العراقي، التي تضم بدورها لواء من المتطوعين، وغالبيتهم من الاكراد، يقومون بمهام تثبيت الأمن في محيط تلك المدينة وبلدة بيجي القريبة ايضا، وهي الحالة التي يفسرها البعض جهلا بأنها تشكيلات من قوات البيشمركة.

وقال اللواء ياور لـ«الشرق الأوسط»، ان وزارته لم ترسل اي قوات من البيشمركة الى خارج الاقليم ولا تنوي ذلك مطلقا، الا اذا طلبت منه الحكومة المركزية ذلك رسميا، واشار الى ان اللواء المشار اليه، الذي يحمل الرقم واحد تابع لوزارة الدفاع العراقية ومرتبط بها من حيث الاوامر والامور الادارية والمالية، ولا تتلقى التعليمات او المعونات من وزارة البيشمركة، وعزا النسبة العالية للضباط والجنود الاكراد في صفوفه الى وجود الاكراد في المنطقة بكثافة ورغبتهم في التطوع في صفوف القوات المسلحة العراقية.