الشرطة الكينية: سنطلق النار على السارقين وحاملي الأسلحة والسواطير

هدوء حذر في كينيا بعد يوم على بدء المفاوضات الرسمية بين المعارضة والسلطة

TT

أكدت الشرطة الكينية أنها تلقت اوامر «باطلاق النار لقتل» من يقومون بعمليات نهب ويضرمون حرائق ويحملون اسلحة او يقطعون طرقا في محاولة للحد من موجة العنف في البلاد، في وقت حذرت فيه الولايات المتحدة من «عمليات تطهير عرقي» في الوادي المتصدع في كينيا.

وقال ضابط في الشرطة الكينية لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هناك اربع فئات من الناس ستواجه بقسوة من الشرطة، وهم هؤلاء الذين ينهبون ويحرقون منازل ويحملون اسلحة ويقطعون طرقا». وأضاف: «لدينا اوامر بإطلاق النار على هذه المجموعات من الناس اذا ضبطوا بالجرم المشهود».

وبعد يوم واحد على بدء المفاوضات الرسمية بين الرئيس الكيني مواي كيباني وزعيم المعارضة رايلا أودينغا برعاية الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان، بدت الشوارع في كينيا هادئة نسبيا ولم تسجل وجود حواجز يقيمها معارضون مسلحون بالعصي والسواطير. وواصل الجيش تسيير الدوريات صباح أمس في شوارع نيفاشا في غرب البلاد حيث ساد هدوء حذر بعد عدة ايام من اعمال القتل العنيفة وغداة تدخل مروحيات الجيش. وعلى الرغم من غياب المظاهر المسلحة على الطرقات، الا انه احرقت متاجر في وسط المدينة التي تقع على بعد 90 كلم شمال غربي نيروبي. وفتح بعض المتاجر لكن معظمها اغلق ابوابه كما في الايام السابقة. غير ان حركة السير استؤنفت في وسط المدينة بهدوء.

وظهر التوتر الحاد قرب مركز الشرطة، حيث لجأ حوالي ثمانية الاف شخص بحسب الشرطة. وتدفق مئات اللاجئين صباح اليوم على محيط المركز خشية هجمات من عناصر اثنية كيكويو.

وقال عمال من قبيلة كيكويو انهم عاجزون عن العمل مؤكدين ان بعض زملائهم المنتمين الى قبائل اخرى يحملون «سواطير وقضبان حديد». وكانت مروحيات الجيش استخدمت نيران الرشاشات اوتوماتيكية أول من أمس في كاراجيتا حيث تواجه عناصر مسلحون من قبيلة كيكويو مع مئات عناصر من لاجئي قبيلة لوو. وسقط اكثر من الف قتيل في اعمال العنف السياسة الاتنية التي تشهدها البلاد منذ اعادة انتخاب مواي كيباكي. من جهة أخرى، قالت جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية أمس انه توجد أدلة واضحة على حدوث «تطهير عرقي» في الوادي المتصدع. وقالت: «حدثت جهود منظمة لطرد أناس من الوادي المتصدع.. انه بوضوح تطهير عرقي. ولا اعتبر ذلك إبادة جماعية». وقالت فريزر ان الولايات المتحدة تريد اجراء تحقيق في حوادث العنف ومن ذلك قتل مدنيين على ايدي الشرطة، وأضافت قولها انه يجب محاسبة الجناة. ودعت جميع الزعماء الكينيين الى تفادي التصريحات التحريضية.

الى ذلك، حذر خبراء في مجال الصحة العامة ان الاف النازحين الكينيين المصابين بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب «الايدز» لا يحصلون على الدواء الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة كما أن الاعتداءات الجنسية المتزايدة في المخيمات ستؤدي الى زيادة انتشار المرض.

وتشير بيانات وزارة الصحة التي ذكرها برنامج الامم المتحدة المشترك لمكافحة الايدز الى أن حوالي 15 ألفا من بين أكثر من 250 ألفا فروا من الهجمات السياسية والعرقية والانتقامية على مدى شهر منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها مصابون بالإيدز.

هناك حوالي 2550 شخصا من المصابين كانوا يتعاطون علاجا مضادا للفيروس قبل تصاعد العنف أجبروا على الفرار من بيوتهم وأصبحوا غير قادرين على الحصول على العقاقير التي يتعين تعاطيها بشكل مستمر لتكون فعالة. وهناك عدد اخر غير معروف من المصابين بالايدز محاصرون في بيوتهم يفتقرون للعلاج اما لان عيادات الصحة المحلية مغلقة أو لانهم يخشون المخاطرة بالخروج.