ميدفيديف يفضل «دولة القانون» على «دولة المخابرات»

قال إنه يقدر رجال القانون الشباب ودعاهم إلى صياغة المستقبل

TT

التحركات الأخيرة لدميتري ميدفيديف، المرشح الأوفر حظا للفوز بمنصب رئيس روسيا الاتحادية خلفا لفلاديمير بوتين في انتخابات مارس (آذار) المقبل، تشير الى تفضيله رجال القانون بدلا من رجال المخابرات الذين يعتمد عليهم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين خلال ولايتيه الأولى والثانية. وكانت مشاركة ميدفيديف في المؤتمر السنوي لاتحاد القانونيين الذي عقد في موسكو أمس، مقدمة لإعلان هذا التوجه بديلا للتوجه السابق الذي سجل ترؤس ممثلي أجهزة الأمن والمخابرات لما يزيد عن 70% من اهم مؤسسات الدولة ابان سنوات حكم بوتين. وبوتين، رغم تخرجه ايضا من كلية الحقوق في جامعة ليننغراد، يبدو اكثر تقديرا ووفاء لجهاز امن الدولة (كي جي بي) الذي عمل به منذ تخرجه في العام 1975 وحتى انهيار الاتحاد السوفياتي السابق في العام 1991. وفي كلمته التي القاها في مؤتمر اتحاد القانونيين، كشف ميدفيديف عن تقديره لرجال القانون الشباب، مشيرا الى انهم مدعوون لصياغة المستقبل وتحديد مصائر الوطن. كما اعلن القائمون على اتحاد القانونيين عن عزمهم على الترويج لنموذج الرئيس ـ رجل القانون من خلال افتتاح العديد من المقار الخاصة باستقبال ممثلي اجهزة القضاء والعدالة لشكاوى المواطنين سيطلقون عليها اسم «مكاتب ميدفيديف لاستقبال شكاوي المواطنين»، الى جانب الاعلان عن تأسيس قناة تلفزيونية جديدة تسمى «تليفزيون القانون» للترويج لأهمية بناء مجتمع ودولة القانون. وقد بدأت هذه المحطة بثها عبر الأقمار الصناعية، واختير على رأس ادارة التحرير فيها شابا يبلغ من العمر 26 عاما. وخصصت لها مؤسسة «غاز بروم» التي يرأس ميدفيديف مجلس ادارتها، ميزانية قدرها عشرة ملايين دولار، في الوقت الذي تعالت فيه شكاوى المواطنين من تجاوزات عدد من ممثلي اجهزة القضاء واتهام بعضهم بتقاضي الرشوة وإصدار الأحكام بما يتناسب مع مصالح ذوي النفوذ. وسبق لبوتين أن أدان هذا الأمر في احد خطاباته السنوية وحذر فيها من مغبة تفشي الرشوة بين رجال الشرطة والقضاء.  لذا يتوقع المراقبون إجراء الكثير من التغييرات في النسق الأعلى للسلطة لصالح رجال القانون ومعظمهم من الشباب في حال فوز ميدفيديف في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثاني من مارس (المقبل)، وهو أمر شبه مؤكد. وقالت مصادر ان ميدفيديف قد يستعين بعدد من نجوم النظام الحالي ومنهم ألفيرا نبيولينا، وزيرة الاقتصاد والتنمية، وألكسي غوردييف وزير الزراعة، واندريه فورسينكو وزير التعليم، وتاتيانا غوليكوفا وزيرة الصحة والتامينات الاجتماعية، وزوجها ألكسي كودرين وزير المالية الذي سبق أن وقف الى جانب الرئيس بوتين يوم جاء من سان بطرسبورغ بحثا عن عمل في العاصمة الروسية في العام 1996. كما أنه قد يستعين بإيغور شوفالوف مساعد الرئيس للشؤون الاقتصادية، وأركادي دفوركوفيتش رئيس ادارة شؤون الصادرات في جهاز الكرملين، وناتاليا تيماكوفا رئيسة ادارة الاعلام والمعلومات في ديوان الكرملين. وفي الوقت الذي ينتمي فيه الجزء الاعظم من هؤلاء الى سان بطرسبورج الوطن الأم لكل من ميدفيديف وبوتين، يتوقع المراقبون ان يواصل ميدفيديف نهج الاعتماد على رفاق الطفولة والشباب ممن رافقهم خلال سنوات دراسته وعمله في سان بطرسبورغ.