ادواردز وجولياني يعلنان انسحابهما من سباق الرئاسة الأميركية

التنافس داخل الحزب الجمهوري ينحصر بين بطل حرب فيتنام والمسيحي المحافظ بعد فوز ماكين في فلوريدا

جولياني وماكين و ادواردز (أ.ب.أ)
TT

توضحت أمس معالم السباق الرئاسي لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي مع انسحاب الجمهوري رودي جولياني والديمقراطي جون ادواردز من السباق، وانحصر التنافس لدى الجمهوريين بين جون ماكين الذي فاز في فلوريدا أول أمس وميت رومني، ولدى الديمقراطيين بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما.

وحلّ ادواردز في المرتبة الثالثة في كل الولايات التي جرت فيها الانتخابات التمهيدية لغاية الآن باستثناء ولاية أيوا حيث حل ثانيا. الا ان خسارته الاسبوع الماضي في ولايته كارولاينا الجنوبية حيث فاز أوباما بنسبة 52 في المائة من اصوات الناخبين، شكلت الضربة القاضية لحملته. وقرر ادواردز اعلان انسحابه من السباق تاركا توصية لمنافسيه بالاهتمام بقضايا الفقراء.

أما لدى الجمهوريين، فقد شكل فوز ماكين في ولاية فلوريدا وحلول جولياني في المرتبة رابعا صدمة للاخير بعد ان كان يراهن على الفوز في هذه الولاية. وقال جولياني انه سينسحب من السباق واعلن انه سيعطي دعمه لماكين. ويسير ماكين بخطى ثابتة نحو الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري بعد ان فاز في الانتخابات التمهيدية التي جرت الليلة قبل الماضية في ولاية فلوريدا (أقصى الجنوب) وحصل كذلك على مساندة جولياني العمدة السابق لمدينة نيويورك، الذي قرر الانسحاب من السباق.

وفاز ماكين في فلوريدا بنسبة 36 بالمائة من أصوات الناخبين، وكان المركز الثاني من نصيب ميت رومني الذي حصل على نسبة 31 بالمائة، في حين حلّ جولياني في المركز الثالث بنسبة 15 بالمائة وهو الذي كان يطمح للفوز في فلوريدا وشكلت خسارته صدمة جعلته يقرر الانسحاب وتأييد ماكين. واعلن جولياني قراره امس في ولاية كاليفورنيا، وهي أكبر واغنى الولايات الاميركية. وعندما سئل جولياني ما إذا كان قد قرر الانسحاب قبل إعلانه ذلك اكتفى بالقول: «انا ذاهب الى كاليفورنيا».

وبات واضحاً الآن ان التنافس سينحصر بين ماكين، الطيار السابق الذي ينظر اليه باعتباره «أحد ابطال حرب فيتنام»، ورومني الذي ينتمي الى طائفة المورمون المسيحية التي تعتقد ان مسيحيتها هي «الاكثر نقاوة»، على الرغم من ان المرشح الفائز في ولاية أيوا مايك هاكابي الذي احتل المركز الرابع في فلوريدا اعلن إنه سيواصل السباق مشيراً الى انه سينتقل الى ولاية تكساس لمواصلة حملته الانتخابية. وقال ماكين بعد فوزه إنه على استعداد لمواجهة اي مرشح يختاره الحزب الديمقراطي، حيث تتنافس هيلاري كيلنتون مع باراك اوباما للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، وهو الامر قد يحسم يوم الثلاثاء المقبل. وشدد ماكين على ان «نتائج فلوريدا تبين شيئاً واحداً وهو انني السياسي المحافظ الوحيد الذي بامكانه توحيد الحزب». وأضاف: «سنواجه التحديات طالما تحلينا بالشجاعة». وطبقاً لنظام انتخاب المندوبين في فلوريدا فإن ماكين استطاع ان يضمن 57 مندوباً.

وتحدث رومني، الذي يتميز عن باقي المرشحين بانه يمول حملته بنفسه، بعد اعلان نتائج فلوريدا وشدد على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في برنامجه، مشيراً في هذا الصدد الى ان له استثمارات اقتصادية في 20 دولة. وقال إن لديه أنشطة كذلك في مجالات الاعمال الصغيرة والكبيرة، مشددا على أن هذه الخبرة هي التي تجعله يعتقد ان «كل الاحلام ممكنة... في زمن مثل هذا تحتاج اميركا رئيساً في البيت الابيض الذي يتوفر على خبرة اقتصادية».

وفي المجال الاجتماعي تحدث رومني عن موضوع يروق كثيراً المحافظين في اميركا حيث قال إن «الناس قبل ان يلدوا اطفالاً يجب ان يكونوا متزوجين». ويعارض رومني مسألة الاجهاض، لكن موقفه من الهجرة يتسم بالمرونة اذ يدعو الى ايجاد وسيلة لتسوية اوضاع المهاجرين غير الشرعيين. وهناك مسألتان تشكلان نقاط قوة رومني، اولهما اعتماده على امواله حيث لم ينظم حملات لجمع التبرعات، وأنفق ملايين الدولارت حتى الآن من ماله الشخصي على حملته الانتخابية، والنقطة الثانية صورته التي تشبه كثيراً صور الرؤساء الاميركيين.

ويتوفر الآن لماكين 93 مندوباً سيشاركون في مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سيقرر من الذي سيترشح باسم الحزب، في حين حصل رومني على 59 مندوباً وهاكابي 40 مندوباً.

وتواجه ماكين ثلاث مصاعب في طريقه للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري. اولاً عدم توفره على أموال كافية لمواصلة حملته الانتخابية، ثم تأييده لحرب العراق، وموقفه السلبي من قضية الهجرة على الرغم من انه المح الى استعداده الى إعادة النظر حول هذه المسألة.

وعلى صعيد الديمقراطيين، فقد فازت هيلاري كيلنتون في فلوريدا لكنه فوز بلا معنى، ذلك ان فلوريدا لن ترسل مندوبين الى مؤتمر الحزب الديمقراطي على غرار ولاية ميشيغان بسبب خلافات بين قيادة الحزب وفرع الحزب في الولايتين حول موعد الانتخابات.

وقال باراك اوباما إن هذه الخلافات يجب ان تحل بعد اختيار الحزب الديمقراطي لمرشحه وليس قبل ذلك، واضاف وهو يتحدث الى صحافيين وهو في طريقه من واشنطن حيث حضر خطاب «حالة الاتحاد» الذي القاه الرئيس جورج بوش امام الكونغرس، الى ولاية كنساس: «انا مهتم بالناس في ميشيغان وفلوريدا واريد اصواتهم في الانتخابات العامة والمؤكد اننا سنعمل من اجل استقطاب اصواتهم». يشار الى ان اوباما لم يذهب الى فلوريدا عكس هيلاري التي قامت بحملة في تلك الولاية. الى ذلك، اعلن اوباما انه ينوي عقد قمة مع رؤساء الدول الاسلامية لمحاولة «احتواء» الشرخ بين المسلمين والغرب والتحاور «مباشرة» مع ايران وسورية، في حال انتخابه رئيسا. وصرح اوباما في مقابلة تنشر اليوم في مجلة «باري ماتش» الفرنسية: «اريد، عند انتخابي، تنظيم قمة في العالم الاسلامي، مع كافة رؤساء الدول، لاجراء نقاش صريح حول طريقة احتواء الشرخ المتسع يوميا بين المسلمين والغرب». واضاف: «اريد ان ادعوهم الى الانضمام الى صراعنا ضد الارهاب.. وعلينا الاستماع الى مخاوفهم». ويعيد اوباما في المقابلة التاكيد على «اولوية الانتهاء من الحرب في العراق»، و«اغلاق (معتقل) غوانتانامو وتقديم اطار قانوني للسجناء يسمح بمحاكمتهم». كما كرر نيته «التحاور مباشرة مع دول كإيران وسورية». وقال «لن نتمكن من تثبيت استقرار المنطقة ان لم نتكلم مع اعدائنا»، موضحا «عندما نختلف في العمق مع احدهم، علينا التكلم معه مباشرة».