الرئيس التونسي يفتتح الدورة 25 لمجلس وزراء الداخلية العرب

الأمير نايف: نتطلع إلى تعاون الجماهير العربية وتعزيز علاقتها بأجهزة الأمن

الأمير نايف يحضر حفل العشاء، الذي أقامه السفير السعودي في تونس أمس (واس)
TT

شدد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، إلى أن استتباب الأمن والاستقرار في أي دولة «يمثل جوهر تقدمها وازدهارها»، مبينا أنه من هذا المنطلق يعمل مجلس وزراء الداخلية العرب بكل صدق والتزام على تحقيق الأمن والاستقرار في العالم العربي، ودعم مسيرة التعاون والتنسيق الأمني بين دوله. وأكد أن الهدف من ذلك «حماية مكتسباتنا وانجازاتنا الحضارية الشاملة، وتوطيد دعائم الأمن الداخلي في مواجهة التحديات والتهديدات المختلفة والحد من وسائل الجريمة والارهاب والمخدرات وتطوير الاجراءات الأمنية وتعزيز الجهد الأمني، وتنمية كافة جوانبه ومتطلباته وتبادل المعلومات الأمنية في ما بين دولنا، وابرام الاتفاقيات والمعاهدات الأمنية واعداد اللوائح والاجراءات المنظمة لجهودنا الأمنية».

وأضاف الأمير نايف في كلمته التي ألقاها أمام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الداخلية العرب في دورته 25 التي انطلقت أمس في العاصمة التونسية، أن هذه الأهداف، كانت وما زالت المنطلق والغاية لمجلس وزراء الداخلية العرب، وقال «نحمد الله ان تحقق الكثير من هذه الغايات، ولا تزال الانجازات الأمنية على الساحة العربية تتوالى على الرغم من كل المتغيرات والظروف والطوارئ في بعدها العربي والدولي، ولم يكن ذلك إلا بفضل الله عز وجل، ثم صدق النوايا والالتزام بالمسؤولية».

وأكد وزير الداخلية السعودي، أن الجميع عمل من خلال مسيرة هذا المجلس على الارتقاء بمفهوم الأمن الشائع بين الناس في بعده الشرطي، ليصبح الأمن مفهوما حضاريا شاملا، من حيث ارتباطه بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية في أحوالها ومتطلباتها المتعددة، مشيرا إلى أن قضية الأمن الداخلي أصبحت في ظل مفهومه الشامل «مرتبطة بقضية الأمن الخارجي لتأثر كل منهما بالآخر».

وقال «ولذا كان التعاون الدولي غاية اساسية لهذا المجلس، من أجل تحقيق متطلبات الأمن والاستقرار للدول والشعوب أجمع.. وبهذا المفهوم أبرم مجلس وزراء الداخلية العرب اتفاقية مكافحة الإرهاب.. وكان ذلك قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي تعالت الأصوات حينها، مرددة ما سبق وأن دعونا إليه من تعاون دولي صادق، لمواجهة الارهاب أيا كان نوعه أو مصدره».

وأضاف «ان ما تحقق من نجاح لجهود مؤسساتنا الأمنية، في مواجهة ما أحاط بأمننا العربي من تحديات ومتغيرات عالمية ومحلية، قد أسهم في تعزيز العلاقة التكاملية بين أجهزة الأمن والمواطنين، ورفع من مستويات ادراكهم وتفهمهم لدور أجهزة الأمن في حياتهم وتعاونهم معها.. وهو ما يجعلنا نشيد بكل اعتزاز بدور المواطنين فيما تحقق من انجازات أمنية.. ونتطلع الى تنامي هذا الدور وتعزيز علاقة المواطنين بأجهزة الأمن التي تعمل من أجل سلامتهم واستقرارهم».

من جهته عبر الرئيس زين العابدين بن علي عن ثقته في قدرة المجلس الذي وصفه بـ«المؤسسة العربية العتيدة» على تحقيق المزيد من الانجازات في اطار اهدافه المرسومة.

وتطرق في كلمته أمام الوزراء العرب، الى معالجة بلاده لملف التطرف والارهاب، موضحا ان تونس التي ادركت مبكرا مخاطر التطرف والارهاب، كانت سباقة منذ تسعينات القرن الماضي الى التحذير من عواقب هذه الظاهرة وتبعاتها الوخيمة على استقرار الشعوب وأمنها وتنميتها واعتمدت في مجال معالجة ظاهرة التطرف والعنف مقاربة شاملة متعددة الابعاد تجمع بين احترام القانون وحقوق الانسان وبين البعد الوقائي والبعد الأمني، وذلك بتهيئة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتربوية الملائمة من جهة، وترصد الظاهرة والتصدى لها والقضاء عليها من جهة اخرى.

من جهة أخرى، اجتمع الرئيس زين العابدين بن علي أمس بالقصر الرئاسي، بالأمير نايف بن عبد العزيز, بحضور رئيس الوزراء محمد الغنوشي ووزير الداخلية والتنمية المحلية التونسي رفيق بلحاج قاسم، وسفير السعودية لدى تونس ابراهيم البراهيم، واللواء سعود الداود مدير عام مكتب وزير الداخلية السعودي للدراسات والبحوث، وتم خلال اللقاء استعراض الأوضاع العربية. وأوضح الأمير نايف بن عبد العزيز عقب اللقاء، أنه نقل للرئيس بن علي، تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد، وثناءهم على ما تقدمه القيادة التونسية لمجلس وزراء الداخلية وللامن العربي.

وعبر عن اعتزازه بما جاء في كلمة الرئيس في افتتاح اجتماعات المجلس، من تنويه بدور وزراء الداخلية العرب والأمن العربي، وقال «لقد استمعنا الى كلمة الرئيس وما قاله عن الأمن العربي وعن وزراء الداخلية، وهذا من اكبر الأوسمة التي يحملها كل رجل امن ليس فقط نحن كوزراء للداخلية.. بشهادة أحد القادة العرب البارزين الراعين فعلا للامن العربي، ولمجلس وزراء الداخلية العرب».

وحول طبيعة لقائه بالرئيس التونسي، قال الأمير نايف «كان من الطبيعي ان نستعرض أمور الوضع العربي في كل مكان.. والذي استطيع ان اقوله ان ما سمعته من الرئيس، وما اعرفه عن سياسة المملكة في هذا المجال، سواء تعلق الأمر بمشاكل العراق أو لبنان او فلسطين.. كلها وجهات نظر متفقة تنبع من الادراك والعقل والحكمة». مبينا أن الرئيس بن علي أعطاه الوقت «لأستمع منه ولأبدي له ما لدي كأحد رجال الأمن في الوطن العربي».