القمة الأفريقية تدعو لإخماد نيران كينيا.. وتختار تنزانيا بدلا من السودان لرئاستها

بان كي مون يلتقي البشير على هامش القمة وكوناري دعا لسحب القوات الإثيوبية من الصومال وموسى يشيد بالتعاون العربي الأفريقي

TT

أطلقت قمة رؤساء دول وحكومات 53 بلدا في الاتحاد الأفريقي أمس في العاصمة الإثيوبية اديس ابابا، نداء عاجلا مشتركا من الاتحاد والأمم المتحدة الى الزعماء الكينيين «لاخماد النيران» بالتوصل الى حل سلمي للازمة الخطرة التي تعصف بالبلاد منذ اكثر من شهر. كما اختارت القمة التي افتتحت دورة أعمالها العاشرة أمس، تنزانيا لتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي، بدلا من السودان المرشح الآخر للرئاسة. وقال رئيس الاتحاد المنتهية ولايته الرئيس الغاني جون كوفور، في ختام عملية تصويت جرت في اليوم الاول من القمة العاشرة للمنظمة «اني ادعو رئيسنا الجديد جاكايا كيكويتي» رئيس تنزانيا. واستبعدت دول شرق افريقيا في الاتحاد الافريقي ترشيح السودان لرئاسة الاتحاد مفضلة عليه تنزانيا. وقال مصدر دبلوماسي افريقي طلب عدم الكشف عن اسمه، انه خلال الاجتماع الذي كان ينبغي على الدول ان تعين فيه مرشحها «وافق السودان على احترام قرار غالبية دول المنطقة». وكان القادة الأفارقة قد وعدوا السودان بمنصب الرئاسة الذي حرم منه عندما قام بتنظيم القمة قبل عامين في الخرطوم، بسبب الأزمة في دارفور. ويشارك في القمة التي تستمر ثلاثة أيام وتختتم غدا، اربعون من القادة الأفارقة منهم الرئيس الكيني مواي كيباكي الذي لا تعترف المعارضة الكينية بشرعية ولايته الثانية التي بدأها الشهر الماضي في اعقاب انتخابات متنازع على نتيجتها. ولم تتم دعوة زعيم المعارضة في كينيا رايلا اودينجا الذي يقول انه الرئيس الشرعي، كونه الفائز في الانتخابات الرئاسية الكينية الاخيرة وحاول منع مشاركة كيباكي في القمة.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في كلمة خلال القمة ان الرئيس الكيني وزعيم المعارضة يتحملان «مسؤولية خاصة في تسوية الازمة بطريقة سلمية» في بلدهم. ودعا بان الطرفين في الازمة الكينية الى «تهدئة اعمال العنف وحل خلافاتهما بالحوار والعملية السياسية». واعلن بان انه سيلتقي الرئيس الكيني وزعيم المعارضة وسيتوجه الجمعة (اليوم) الى نيروبي حيث اعلن وسيط الاتحاد الافريقي كوفي انان أرجأ المحادثات الجارية بين الطرفين الكينيين اثر مقتل نائب معارض بالرصاص أمس. ورأى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري ان «الاولوية الطارئة» في كينيا تكمن في «اخماد النار». وحض المتنازعين على «الكف، الكف، الكف» عن اعمال العنف تحت طائلة مشاهدة كينيا «تحترق».

وقال في القمة التي يشارك فيها الرئيس الكيني مواي كيباكي «ان الاحداث الساخنة وضعت ملف كينيا على جدول اعمالكم. والمأساوي في هذا هو ان كينيا لطالما كانت البلد الذي يعطي ويستقبل الغير، ويدعوهم الى صناعة السلام، هي بلد الامل لقارتنا». واضاف انه في كينيا «يجري الكلام عن ابادة عرقية، وتطهير إثني، لا نستطيع ان نبقى مكتوفي الايدي».

وقال كوناري إنه يجب على القادة الأفارقة العمل بجهد كبير للتغلب على كافة الصراعات والتحديات التي تواجه المنطقة والتوجه إلى التنمية الاقتصادية. وتحدث كوناري عن الأزمة الصومالية، وقال «يجب على القوات الإثيوبية أن تنسحب من الصومال بأقرب وقت ممكن، ولكن في نفس الوقت يجب علينا توفير المناخ المناسب والعمل على الإسراع في نشر القوات اللازمة في البلاد لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد». وطالب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بتسوية المشاكل الحدودية القائمة بين الحكومة السودانية وتشاد من أجل تحقيق السلام في دارفور. والتقى بان كي مون بالرئيس السوداني عمر البشير على هامش اعمال القمة وبحث موضوع نشر القوة المشتركة في دارفور. وقال بان انه عقد اجتماعا «جيدا وبناء» مع البشير، «نحن الان في المرحلة النهائية تقريبا من الاتفاق على وضع خاص باتفاقية نشر القوات التي ستسهل وضوح الوضع القانوني لقوات حفظ السلام». وأضاف «توصلنا الى بعض التفاهمات الجيدة بشأن تركيبة القوات. يجب أن نعجل بالنشر الكامل للقوات التي أقرها مجلس الامن وقوامها 26 ألف جندي».

وعلى غرار القمم السابقة للمنظمة، ستستأثر الازمات التي تمزق القارة على مجريات القمة الحالية، لاسيما في كينيا، الصومال، واقليم دارفور السوداني، عوضا عن الوضوع الاساسي وهو «التنمية الصناعية في افريقيا». ويندرج انتخاب رئيس جديد للمفوضية ومسؤولين اخرين فيها على جدول الاعمال، ولكن تم تأجيل هذا الموضوع. ومن الممكن اقرار تأجيل اخر في اللحظة الاخيرة. ويبرز ثلاثة مرشحين، من بينهم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الغابوني، جان بينغ، الذي يتمتع باوفر الحظوظ. بمشاركة أكثر من 30 من القادة الأفارقة تحت شعار «التنمية الصناعية في أفريقيا».

من جانبه أشاد الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى بالتعاون العربي الأفريقي في القضايا المشتركة المباشرة في دارفور والصومال وجزر القمر، مشيراً إلى وجود دراسة جارية لإنشاء منتدى عربي أفريقي لتعزيز التعاون العربي الإفريقي. وامتدح موسى دور الاتحاد الأفريقي في حل أزمات القارة، مشيراً إلى التنسيق الكامل بين الاتحاد والجامعة العربية لحل أزمة الصومال ودعم الحكومة الانتقالية، وقال ان الجامعة تدين أي قوة مناوئة تستهدف القوات الأفريقية في الصومال، معبراً عن قلقه لتصاعد الصراع في كينيا.

ومن أبرز فعاليات قمة 2008، هي انتخاب رئيس جديد ونائب لمفوضية الاتحاد الأفريقي، بدلا من كوناري المنتهية ولايته، كما سيناقش مجموعة أخرى من التقارير حول عدة موضوعات من بينها تقرير اللجنة الوزارية حول حكومة الاتحاد، الوضع في الشرق الأوسط وفلسطين واتفاقية الشراكة الاقتصادية. وستتناول القمة مواضيع تتعلق بالمصادقة على ميزانية 2008 ودراسة التقرير المتعلق بنتائج المراقبة الداخلية، وتقرير بشأن أنشطة مجلس السلم والأمن الخاص بتحقيق الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية إلى جانب ما يستجد من موضوعات على جدول الأعمال. وفي ختام أعمال القمة غدا سيصادق أعضاء مؤتمر القمة على قرارات الدورة الثانية عشر لاجتماع المجلس التنفيذي علاوة على قرارات وإعلان الدورة العادية العاشرة لقمة رؤساء الدول والحكومات.