فضل الله ونصر الله يشددان على «تحقيق شفاف» وقائد الجيش يعد بالوصول إلى «نتيجة حاسمة»

تواصل المشاورات لاحتواء تداعيات أحداث «الأحد الدامي» في لبنان

جنود لبنانيون يحرسون مدخل ضاحية مار مخايل قرب بيروت في موقع استحدث بعد الاحداث الدامية التي وقعت في المنطقة وادت الى مقتل سبعة اشخاص (رويترز)
TT

في انتظار نتائج التحقيقات الامنية والقضائية الجارية بشأن احداث «الاحد الدامي» التي وقعت في منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية، تتواصل الاتصالات والمشاورات الهادفة الى «تقديم التحقيق اجوبة دقيقة وحاسمة» حول هذه الاحداث التي اوقعت سبعة قتلى واكثر من خمسين جريحاً جراء قمع الجيش اللبناني للمتظاهرين الذين قطعوا الطرق واشعلوا اطارات السيارات احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي عن الضاحية.

وامس اجرى قائد الجيش العماد ميشال سليمان اتصالاً بالمرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله، «ووضعه في اجواء التحقيق الجاري لتحديد المسؤوليات في احداث الاحد الفائت».

وقالت الوكالة «الوطنية للاعلام (الرسمية) ان فضل الله شدد على ضرورة «ان يتم ذلك في اسرع وقت ممكن، وخصوصاً في ظل التململ الشعبي الحاصل، وقد وعد قائد الجيش «بالسير قدماً في هذا الطريق حتى الوصول الى النتيجة الحاسمة والدقيقة».

الى ذلك، جرى اتصال هاتفي بين فضل الله والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تم خلاله «التداول في الاحداث والتطورات الاخيرة، وخصوصاً ما حدث يوم الاحد الفائت». وجرى تأكيد «ضرورة أن يأخذ التحقيق مجراه من خلال ما وعد به قائد الجيش من القيام بتحقيق دقيق شفاف احتراما لأرواح الشهداء ولتقديم أجوبة دقيقة وحاسمة لعائلات الضحايا وغيرهم». كذلك تناول الحديث الاعتراف الإسرائيلي من خلال إعلان تقرير لجنة «فينوغراد» بالهزيمة أمام المقاومة، والمسؤوليات التي تقع على عاتق الجميع في لبنان وخارجه حيال هذا الاعتراف، وخصوصا لجهة توحيد الرؤى والمواقف في مواجهة العدو.

بدوره، قال رئيس لجنة الادارة والعدل في البرلمان اللبناني النائب روبير غانم «يجب ان يكون التحقيق شفافا وهو سيكون كذلك، وبالطبع سيؤدي هذا الى انهاء الشوائب بالثقة اذا كانت هناك من شوائب بين جمهور المقاومة والجيش»، موضحا ان «جمهور المقاومة يعرف ان الجيش متعاطف معها، وبالتالي مبادئ الجيش لا تختلف تماما مع مبادئ المقاومة تجاه اسرائيل». وأكد ان «الجيش سيصدر تحقيقا شفافا وجديا ومن دون أي انحياز أو أي خلفيات، وصولا الى طي هذه الصفحة».

وعن تأثير أحداث الاحد على التوافق السياسي على ترشيح العماد ميشال سليمان، قال: «اذا لم يكن لدى اللبنانيين حد أدنى من التوافق على سلة ثوابت وليس على سلة شروط، كما أسمع اليوم وكما نسمع منذ فترة طويلة، فلا يمكن المبادرة العربية ان تنجح في فرض قرار الجامعة العربية»، متمنيا «ألا تؤثر الاحداث الاخيرة على التوافق على اسم العماد سليمان لرئاسة الجمهورية». وعن نتائج الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب وتفسير البند الثاني من المبادرة العربية، قال: «لقد اتضح لنا من خلال الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب ان هناك تباينا في وجهات النظر العربية تجاه لبنان ولا سيما بين سورية والسعودية ومصر، لذلك ستنعكس هذه الانقسامات سلبا على المبادرة العربية. وهذا يعود بنا الى القول انه اذا لم يكن هناك حد ادنى من سلة توافق بين اللبنانيين على ثوابت وطنية فلا يمكن أي مبادرة ان تنجح».

واعتبر غانم «ان حل الأزمة يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وسد الفراغ وعندها يسهل الانتقال الى معالجة بقية المشاكل. وبذلك يكون لرئيس الجمهورية الدور الاساس في كيفية تقدير أية حكومة يجب ان تكون». واكد انه «مع حكومة الوحدة الوطنية ومع المشاركة في الحكومة لكل شركاء الوطن، ولكن يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة، مقيدة أو تعجيزية».

واوضح عضو كتلة «التغيير والاصلاح» النائب نبيل نقولا «ان العماد سليمان ما زال حتى الساعة مرشحا توافقيا لأن المشكلة ليست فيه»، معتبرا ان نتائج التحقيقات وتعامل العماد سليمان معها قد تعطيه زخما أقوى كي يكون رئيسا للجمهورية، ولكن اذا تمت تغطية المجرمين ولم يكن هناك جدية في التحقيق، فمن الطبيعي ان تتغير الامور. ووضع تصريحات فريق الموالاة لا سيما النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع «في إطار تأجيج الشارع اللبناني والفتنة الطائفية»، معتبرا «ان هذه المواقف لم تنطلق من حرص على الوطن وانما تنفيذا لأجندة خارجية. واعتبر «ان نتيجة التحقيق حول ملابسات أحداث مار مخايل ستحدد ما إذا كان الشارع يتجه نحو التفجير او الهدوء»، معتبرا ان «التحقيق الجدي والشفاف سيؤدي الى بداية حل للأزمة الراهنة لأنه سيتم معرفة جدية الموالاة وإمكانية التعامل معها». وقال انه «اذا كان هناك بعض الخروقات في المؤسسة العسكرية، فهذا لا يعني انها أصبحت مع طرف ضد آخر». وقال: «أفراد هذه المؤسسة هم من شرائح هذا الوطن، وفي حال وجود بعض الخروقات فهي فردية وليست على مستوى كل المؤسسة». وردا على سؤال عن تأجيل عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حتى جلاء التحقيق، قال نقولا: «لقد نصح عمرو موسى بعدم العودة حتى تبيان الحقيقة لأن أي كلام حول الحكومة المقبلة لن يكون مجديا في ظل نفوس مشحونة وسقوط تسعة شهداء غير معروف من قتلهم».

ورأى وزير العمل المستقيل طراد حمادة ان الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة (في 27 الماضي) «وضع أسسا لاتفاق لبناني يمكن ان يتحقق اذا قبلت الموالاة والفريق الحاكم في تشكيل حكومة وطنية تشارك فيها المعارضة مشاركة حقيقية».

وعن الموقف الاميركي من المبادرة العربية قال: «ان الموقف العربي لم يرض الأميركيين، ومن هنا فإن أحداث الاحد الاسود كانت للايقاع بين المقاومة التي نالت اعتراف العدو بالهزيمة ومشروعية عربية متجددة بعد حرب تموز، وبين الجيش اللبناني الذي آزر هذه المقاومة في هذه الحرب، الى جانب التهديد بالتدويل الذي هو إرادة أميركية ايضا». وعما يمكن ان تقوم به المعارضة اذا وصلت المساعي الى أفق مسدود، أجاب: «ان المعارضة ستنتظر زيارة موسى لتبني على الشيء مقتضاه، فنحن ضد التدويل ونقول ان الحل ببساطة يمكن ان يحصل في خمس دقائق ويقوم على التالي: انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون على أساس المثالثة او فيها للمعارضة الثلث الضامن».

في سياق آخر يتعلق بالأزمة اللبنانية قال الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل، اثر استقباله امس رئيس دائرة الشرق الاوسط في الخارجية الايطالية تشيزاري راغاغليني، انه «وإن يكن الحوار مع سورية وإيران في نظر الأوروبيين ضروريا، إنما يجب البحث عن وضع لبنان بشكل مستقل عن الاستراتيجيات القائمة في المنطقة وفي الشرق الأوسط، لأن لبنان لا يمكن أن يتحمل أن يكون رهينة مصير العلاقات الأوروبية الشرق اوسطية، ويجب تحييده عن هذه الصراعات وإخراجه من موقع الرهينة الى موقع البلد المحرر ليستطيع أن يبني دولته».