مقتل 6 بينهم نائب حاكم هلمند في تفجير انتحاري بمسجد

أفغان يحتجون على حكم بإعدام صحافي بتهمة التجديف

TT

قُتل سبعة أشخاص على الأقل، وأُصيب نحو 13 آخرين، في هجومين انتحاريين بأفغانستان امس، استهدف أولهما حافلة عسكرية بوسط العاصمة كابل، أما الآخر فقد وقع داخل مسجد بإقليم هلمند جنوب أفغانستان. وأكد مسؤولون بالحكومة الأفغانية أن مهاجماً انتحارياً فجر عبوة ناسفة كانت بحوزته داخل أحد المساجد بمدينة لاشكر غاه كبرى مدن إقليم هلمند، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، إضافة إلى إصابة 11 آخرين. واعلن مصدر طبي ان انتحاريا فجر نفسه امس في مسجد في جنوب افغانستان ما ادى الى مقتل نائب حاكم ولاية هلمند وخمسة اشخاص آخرين. وقال نائب مدير ادارة الصحة في هلمند نزار احمد لوكالة الصحافة الفرنسية ان «جثث ستة اشخاص بينهم نائب حاكم الولاية حاجي بير محمد نقلت الى مستشفانا».

واعلن قائد الشرطة المحلية محمد حسين انديوال لوكالة الصحافة الفرنسية ان الانتحاري فجر القنبلة التي كان يحملها وسط المصلين في مسجد يقع قبالة مقر ولاية هلمند.

واوضح انه «عند بدء صلاة العصر في مسجد بوست دخل انتحاري اليه وفجر القنبلة التي كان يحملها». واضاف «قتل ستة اشخاص بينهم نائب حاكم الولاية»، مشيرا الى سقوط 18 جريحا. وبين الجرحى صبي في الرابعة كان يتسول عند مدخل المسجد بحسب المسؤول. وأكد مسؤولون بالحكومة الأفغانية أن مهاجماً انتحارياً فجر عبوة ناسفة كانت بحوزته داخل أحد المساجد بمدينة «لاشكر غاه» كبرى مدن إقليم هلمند، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، إضافة إلى إصابة 11 آخرين.

وقال زعيم إحدى العشائر الأفغانية ومسؤول أمني، رفضا الكشف عن هويتهما، أن نائب محافظ الإقليم، بير محمد، أُصيب بجروح بالغة نتيجة الهجوم الانتحاري، إلا أن المصادر الأفغانية الرسمية أكدت أن نائب حاكم الإقليم لفظ أنفاسه في وقت لاحق، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس. وكان نائب حاكم هلمند شخصية تحظى باحترام ونفوذ كبيرين في الولاية التي تشهد تصاعدا لتمرد طالبان وتعد ابرز منطقة لانتاج الافيون والهيروين في افغانستان.

وتأتي العملية الانتحارية بعد ساعات على محاولة انتحاري كان يقود سيارة مفخخة تفجيرها بحافلة تابعة للجيش في كابل. وادت هذه العملية الفاشلة الى مقتل مدني في سيارة اجرة وجرح خمسة اخرين على الاقل. واعلنت حركة طالبان على الفور مسؤوليتها عن العملية.

وكانت الحركة قد اعلنت مسؤوليتها عن العمليات الانتحارية العديدة التي شهدتها افغانستان العام الماضي وخصوصا كابل. وتثير تصاعد وتيرة هجمات طالبان في كابل القلق لانها كانت تعتبر حتى الان مدينة آمنة تتولى قوات الجيش والشرطة امنها الى جانب قوة المساعدة على ارساء الامن في افغانستان التابعة لحلف شمال الاطلسي (ايساف) وقوات التحالف الاميركية. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان ان احد المفجرين الانتحاريين للحركة مسؤول عن الانفجار. وتقود طالبان تمردا على الحكومة والقوات الاجنبية التي ترابط في افغانستان. وقال احد الشهود: «حافلة الجيش كانت تمر هنا عندما وقع الانفجار. بدا كأن حريقا اشتعل في المكان كله. تطايرت قطع معدنية. شاهدت رجلا على دراجة هوائية اصيب بجروح وقام افراد من الشرطة بوضعه في سيارة اسعاف». والحافلات التي تقل افراد الجيش والشرطة هدف مفضل لمتمردي طالبان الذين قتلوا 65 شخصا على الاقل في اربعة تفجيرات مماثلة في العاصمة الافغانية منذ يونيو (حزيران) من العام الماضي. ونفذ متمردو طالبان أكثر من 140 تفجيرا انتحاريا في افغانستان العام الماضي. وجاء الهجوم والتفجير الانتحاري امس في حين قالت دراستان ان أفغانستان قد تتحول الى دولة فاشلة وملاذا للارهاب، اذا لم تبذل جهود دولية جديدة للفوز في الحرب وتحقيق التنمية الاقتصادية. وحذرت الدراستان من ان العجز عن هزيمة تمرد طالبان في افغانستان سيوجه ضربة استراتيجية الى جهود الولايات المتحدة لمحاربة التشدد الاسلامي الذي سيزعزع باكستان المجاورة ويعرض للخطر مستقبل حلف شمال الاطلسي. من جهة اخرى تظاهر نحو 200 أفغاني في العاصمة كابل امس احتجاجا على حكم اعدام صدر على صحافي أدين بتهمة التجديف. وأثارت القضية ضد الصحافي برويز قامبخش الذي حكم عليه بالاعدام الاسبوع الماضي لاستهزائه بالاسلام والقرآن اهتماما دوليا من الولايات المتحدة والامم المتحدة ومنظمات حقوقية وجميعها عبرت عن قلقها. واحتج نحو 200 رجل وامرأة من حزب التضامن الافغاني أمام مكتب الامم المتحدة الرئيسي في كابل مطالبين بالافراج عن قامبخش.