أوباما وكلينتون يبدآن معركة جديدة قد تكون حاسمة لاستقطاب أصوات ادواردز

دعم كيندي لأوباما ليس ساذجا ولم يكن ليعلنه لو أن فرص النجاح ضئيلة

TT

فئة جديدة من الاميركيين الذين يصوتون للحزب الديمقراطي أصبحت هدفا يصوب عليه المتنافسون الاساسيون هيلاري كلينتون وباراك اوباما للفوز بتسمية حزبهم للانتخابات الرئاسية. فالى جانب معركة استقطاب الناخبين الشباب التي يخضوها معسكر كلينتون، في مواجهة معركة جذب النساء التي يشنها معسكر اوباما، يبدأ الطرفان معركة قد تكون حاسمة قبل يوم «الثلاثاء الكبير»، لاستقطاب ما يزيد عن 15 في المائة من الناخبين الديمقراطيين خسروا مرشحهم وباتوا أهلا للاستقطاب من جديد.

ووضع انسحاب جون ادواردز أول من أمس من السباق الرئاسي من دون أن يعلن تقديم دعمه لأي من المرشحين، كلا من كلينتون واوباما أمام اختبار جدي لمحاولة جذب ناخبين قد يشكلون كل الفرق. واذا كان الناخبون الذين كانوا يصوتون لادواردز هم أقرب الى ناخبي كلينتون كونهم غالبية بيضاء من الطبقة الفقيرة العاملة ومن الاقل تعليما، الا ان هذه الصفات قد لا تكون سببا كافيا لتوجههم نحو كلينتون. ويقول المحلل السياسي والخبير في الانتخابات جون فورتييه لـ«الشرق الأوسط» إن الذين يصوتون لادواردز يبحثون عموما عن تغيير أكبر من كلينتون وعن شخص ليس من الماضي. وعلى الرغم من ان المحللة السياسية كارلين بومن تعتقد أن ناخبي ادواردز سيتوجهون حتما الى كلينتون كونهم من الفئة التي تجذبها زوجة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، فان آخرين لا يوافقونها الرأي. وتقول بومن لـ«الشرق الأوسط»: «اوباما استطاع جذب المثقفين والمتعلمين والاشخاص الاغنياء عموما، لذلك أعتقد أن ناخبي ادواردز سيذهبون الى هيلاري».

ولكن فورتييه يشير الى اختيار الناخبين التصويت لادواردز وليس كلينتون لا بد أن خلفه سببا وجيها، ويقول: «اذا اختار هؤلاء الناخبون التصويت لادواردز وليس لكلينتون، فمن المؤكد أن لديهم سببا وجيها لذلك، فهم لا يحبون شيئا فيها وقد يفضلون التوجه نحو اوباما بعد خروج ادواردز». في الواقع، يقول الناخبون الذين يصوتون لادواردز أنهم يحبون فيه «قربه من المواطنين واهتمامه بهم» وهو أمر يشعرون به مع أوباما أيضا ولكن يبدو ان كلينتون تفتقد اليه. وعلى الرغم من أن هيلاري امرأة ومن المفترض أن النساء يتعاطفن أكثر من الرجال مع المواطنين، فان هيلاري تشذ عن هذه القاعدة. وقد تكون النتيجة التي حققتها في نيوهامبشير، حيث يقول الكثيرون إن فوزها المفاجئ كان بسبب دموعها، مؤشرا الى انها تستطيع الاستفادة من هذا الجانب في شخصيتها لجذب فئات معنية لا تشعر بتعاطفها معهم.

ولكن استقطاب ناخبي ادواردز لن يكون بهذه السهولة بالنسبة الى اوباما أيضا. فنداءات التغيير ووحدة الاميركيين التي ينادي بها لجذب الناخبين المستقلين، لن تكون كافية. ويقول فورتييه إن على اوباما الحديث اكثر عن مكافحة الفقر والنضال لتحقيق العدالة وتبني مواقف أكثر تشددا في هذا الخصوص كتلك التي يحملها ادواردز، لكي يمكن من استقطاب هؤلاء الناخبين. واذا كانت هيلاري لا تزال متقدمة على اوباما في الولايات الكبيرة خصوصا كاليفورنيا ونيويورك، الا ان أوباما الذي يتوجه نحو «الثلاثاء الكبير» حاملا دعما بحجم فوزه في ولاية كارولينا الجنوبية حيث فاز بنسبة 52 في المائة من الاصوات، قد يتمكن من تحقيق اختراقات غير متوقعة. فالدعم الذي قدمه تيد كيندي، أحد الاشقاء الثلاثة من سلالة كيندي الشهيرة، والاخ الوحيد المتبقي على قيد الحياة الى اوباما يشكل دعما معنويا كبيرا قبل انتخابات الثلاثاء، وقد يكون جاذبا لصالح اوباما للقاعدة الديمقراطية التقليدية والاكبر سنا الذين يميلون نحو هيلاري. وحديث كارولين كيندي، ابنة الرئيس جون كيندي الذي عشقه الاميركيون، عن اوباما وقولها إنه يذكرها بوالدها سيكون له تأثير حتما على سير الانتخابات. ويقول فورتييه إنه على الرغم من أن الدعم الذي يتلقاه المرشحون من أشخاص لا تكون له دلالات كبيرة عموما، الا ان دعم كيندي سيشكل فرقا بدون شك. فتيد كيندي رجل يحظى بالكثير من الاحترام داخل الحزب الديمقراطي، على الرغم من المشاكل التي حصلت معه في الماضي. والدعم الذي قدمه كيندي لاوباما جاء بعد تفكير عميق وحسابات الفوز والخسارة، ويقول فورتييه إن «دعم تيد لاوباما ليس ساذجا، فهو ما كان ليقدمه لو كان أوباما فقط شخصا لديه آراء جيدة من دون أن تكون له فرصة نجاح». ويعتبر ان أهم ما قاله تيد عن اوباما أنه يذكره بشقيقه الذي كان شابا رمزا للتغيير. واذا كان كل من المتنافسين يتوجه نحو «الثلاثاء الكبير» بنقاط قوة يمتاز بها عن الآخر، يبقى أن دعما قد يعلن عنه ادواردز لأحدهما قد يشكل فارقا كبيرا ولا شك سيعطي دفعا للمرشح الذي يدعم.