طالباني يقرر تشكيل مجلس استشاري لكركوك يرتبط به مباشرة

التركمان خرجوا من لقاء معه بوعود.. وأوساط عربية تعلن: من التقاهم الرئيس لا يمثلون العرب

TT

وصف الرئيس العراقي قضية كركوك بانها معقدة جدا واشبه بعملية جراحية في الدماغ وينبغي التعاطي معها بمنتهى الحذر والحرص والتبصر. واضاف خلال لقائه بزعماء العشائر العربية والتركمانية في كركوك وضواحيها الليلة الماضية ان «التركمان تعرضوا كأخوتهم الكرد الى الظلم والقهر والتعسف، خصوصا التركمان الشيعة، الذين اخرجوا من ديارهم عنوة في منطقة البشير، وصودرت اراضيهم، ونهبت ممتلكاتهم في زمن النظام السابق».

وقرر طالباني تشكيل مجلس استشاري يضم ممثلين عن جميع القوميات المتعايشة في كركوك، ويكون مرتبطا بديوان رئاسة الجمهورية مباشرة، داعيا وجهاء واعيان المحافظة ومسؤوليها الى التكاتف لحل المشكلات وتذليل العقبات عبر الحوار العقلاني وتغليب منطق الحكمة والعقل السليم، مشددا على ضرورة ان تحظى كركوك بأكبر قدر من المشاريع الخدمية التي يجب تنفيذها بالتساوي في جميع مناطق المحافظة من دون استثناء اوتمييز.

من جانبه قال عبد الله سامي العاصي عضو مجلس محافظة كركوك عن التجمع الجمهوري العراقي، ان شيوخ العشائر الذين التقاهم الرئيس طالباني امس «لا يمثلون عرب كركوك مطلقا، وان الاعضاء العرب في مجلس المحافظة لديهم الكثير من الملاحظات على اولئك الشيوخ». واضاف في تصريح لـ«الشرق الاوسط»: «اننا لم نتلق حتى الان اي دعوة للقاء الرئيس، الذي يحمل معه اجندة خاصة، ولكننا اذا حدث وان التقينا به فسنطلعه على الكثير من القضايا والمسائل التي تخص المصلحة العامة في كركوك، وفي مقدمتها موضوع الادارة المشتركة المشلولة والمعتقلين العرب في السجون». وفي السياق ذاته وصف حسين علي «ابو صدام» رئيس مجلس بلدة الحويجة زيارة طالباني بانها «زيارة حزبية خاصة وليست حكومية جادة لحل قضية كركوك». مدللا على قوله بـ«اكتفاء الرئيس العراقي اللقاء بمحافظ المدينة وكوادر حزبه». وقال لـ«الشرق الاوسط» انه سيطلع طالباني في حال لقائه «على المنهج الاداري الخاطئ المتبع في كركوك والمتسم بالتمييز العنصري الواضح»، مشيرا الى ان الشيوخ الذين التقوا الرئيس «لا يمثلون عرب كركوك الذين لم يتلق ممثلوهم اي دعوة للقاء الرئيس»، الذي يزور كركوك منذ يوم الاربعاء.

من جهته، قال حسن توران عضو مجلس المحافظة عن كتلة الجبهة التركمانية والقيادي في حزب العدالة التركماني، ان الاعضاء التركمان بحثوا مع الرئيس طالباني مساء امس سلسلة من القضايا والمشاكل العالقة، في مقدمتها مسألة مقاطعة الاعضاء التركمان لاجتماعات مجلس المحافظة منذ اكثر من عام، وضرورة رفع الحيف الواقع على التركمان في المنطقة. واضاف توران لـ«الشرق الأوسط» ان الرئيس طالباني تعهد بتلبية مطالب التركمان على المستوى الوطني والمستوى المحلي في كركوك، وان التركمان «يتطلعون من الان وصاعدا الى ان يترجم الرئيس تعهداته الى افعال ملموسة على ارض الواقع وفي اقرب وقت ممكن»، مشيرا الى ان ممثلي القوى التركمانية طالبوا الرئيس العراقي بتنظيم حوار شفاف وصريح لتطبيع العلاقات الكردية – التركمانية في المحافظة. مؤكدا ان القوى التركمانية تعتقد بان الفتور في العلاقات بين الشعبين مرده الى ممارسات الحزبين الرئيسيين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني وسياساتهما في كركوك. وتابع توران «لقد لمسنا جدية حقيقية من جانب الرئيس في تجاوبه مع مطالبنا، ونعتقد بان هذه الجدية لو ترجمت الى افعال فاننا سنفتح صفحة جديدة في العلاقات الكردية التركمانية».